شرح قول الطحاوي " ......وتعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات....... " حفظ
الشيخ : فلا يُطلقون نفيها ولا إثباتها إلا إذا تبيّن ما أثبِت بها فهو ثابت وما نُفِيَ بها فهو منفيٌ لأن المتأخّرين قد صارت هذه الألفاظ في اصطلاحهم فيها إجمالٌ وإبهام كغيرها من الألفاظ الاصطلاحية فليس كلهم يستعملها في نفس معناها اللغوي ولهذا كان النُفاة ينفون بها حقّا وباطلاً، ويذكرون عن مُثبِتها ما لا يقولون به، و بعض المثبتين لها يُدخل لها معنىً باطلاً مخالفًا لقول السلف ولِما دل عليه الكتاب والميزان ولم يرد نص من الكتاب ولا من السنّة لنفيها ولا إثباتها وليس لنا أن نصف الله تعالى بما لم يصف به نفسه ولا وصفه به رسولُه نفيًا ولا إثباتًا وإنما نحن متّبعون لا مبتدعون، ليس لله أعضاء وأركان وأدوات -كما قال- هل يقال هذا؟ الناس على ثلاث مذاهب منهم من يقول بهذا النفي ومنهم من يقول بالعكس أي يُثبت لله الأعضاء والأركان والأدوات، ومنهم من يُفصّل وهذا هو الحق الذي لا ريب فيه لأنه الذي ترتضيه القواعد السلفية، والأثار المنقولة عنهم، لماذا؟ لأننا نعرف فعلاً بدراستنا لأقوال الخلف في موضوع الصفات أنهم يقولون في تفسير قوله تعالى (( يد الله فوق أيديهم )) قدرته"، طيب لماذا لا تقولون يده؟ قال هذا معناه إثبات الأعضاء والجوارح له، وهذا تشبيه لله عز وجل وليس لله أعضاء فإذًا ليس لله يد، هذا نفي فما قال هنا من المذاهب نفي أن يكون لله عز وجل أعضاء وأركان وأدوات، وإذا بهم هؤلاء الذين ينفون أن لله مثل هذه الأشياء المذكورة يقصدون بهذا النفي نفي ما ثبت في الكتاب والسنّة من وصف الله عز وجل بأن له يدين، فخشية أن يقع المثبت لصفات الله عز وجل في مثل هذا النفي للثابت في القرأن لا ينبغي له أن يقول ليس لله أعضاء لأن الذين يقولو هذا النفي قد أرادوا به نفي أن لله يدًا وهذا ثابت في الكتاب والسنّة وهذا النفي باطل، كما أنه العكس لا ينبغي أن يقال، لا ينبغي أن يقال لله أعضاء وهنا جمع واليد واليدان تثنية فقد ثبت في السنّة أن الله عز وجل يوم القيامة حينما يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار لا تمتلئ النار بأهلها فيقول الله تبارك وتعالى لها (( هَل امْتَلأْتِ )) فتقول (( هَلْ مِنْ مَزِيدٍ )) فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه فتقول قطٍ قط، فهل نُثبت لله عز وجل القدم؟ طريقة السلف كما علمنا أن نُثبت كل ما أثبته الله لنفسه، من ذلك ما نحن الأن في صدده، لله يدان ولله قدم فبعضهم يسمّي هذه الأشياء التي أثبتها الله في كتابه ورسوله في حديثه أعضاء، ثم يبني على هذا بأن الله منزّه عن أن يكون له أعضاء، إذًا ليس لله يدان وليس لله رجل، فلا نقول نحن ليس لله، لا نقول أولًا مثبتين أن لله أعضاء لأن فيه إيهامًا لتشبيه الخالق بالمخلوق والله لم يقُل عن نفسه أن له أعضاء، لكنه قال له يدان، له قدم، له سمع، له بصر إلى أخره، فلا يصح إطلاق النفي ولا الإثبات لأن الإطلاق لهذه الألفاظ نفيًا أي أن نقول ليس لله أعضاء اتخذ هذا الكلام المبتدعة ذريعةً لإنكار الصفات الإلهية، ولا نقول أيضًا نحن في الطرف المقابل لهذا النفي لله أعضاء لأن في هذا الإثبات تشبيها وإنما الحق أن نأتي بالألفاظ التي أثبتها الله عز وجل لنفسه فنقول له يد، لا نقول له عضو، له قدم لا نقول له عضو، ولا نقول له أعضاء من ذلك البصر والسمع لأنك مجرّد أن تقول هذا تفتح طريقًا للمبتدعة، إذًا أنت بتشبّه والله يقول (( ليس كمثله شيء )) إذًا ليس لله أعضاء، فسُدّ الطريق على المتأوّلة والمبتدعة فلا تثبت لفظًا لم يثبته الكتاب والسنّة وهذا هو الإيمان والتسليم لما جاء عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وأله وسلم.
السائل : سؤاليا شيخ؟
الشيخ : نعم.
السائل : فيه … صحيح مسلم … وفي حديث ... .
الشيخ : لله ورسوله ثم … ولم يحقق شيئا من ذلك عمليا هذا شو بنقول عنه هذا مؤمن وإلا كافر؟
(انقطع الصوت).
السائل : هذا بالنسبة لنا كافر، ما نعلم حقيقته، لأنه هنا ظاهره.
الشيخ : وبالنسبة لرب العالمين الذي خلقه.
السائل : وبالنسبة لرب العالمين بيعرف بيعطيه حقه أنه كمؤمن.
الشيخ : أي خلاص.
السائل : لكن نحن الأن بصدد الحكم على ها المجتمع هذا، بصدد أنه نحكم على ها المجتمع كظاهر.
الشيخ : طيب.
السائل : فلمّا نشوف مجتمع لا يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.
الشيخ : نعم.
السائل : فنحكم عليه أنه كافر.
الشيخ : طيب.
السائل : مجتمع كافر فبعد هذا هو في قلبه هذا أمره إلى الله.
الشيخ : إيه بس هذه صورة ما بتتحقق … يعني ما نريد أن نتصوّر مجتمع مؤمن في قلبه ولا يظهر من أعماله ما يشهد على ما في قلبه مطلقًا ... .
السائل : إيه هاي نحن لو صحّحنا العبارة.
الشيخ : … نعيد النظر فيها.
العيد عباسي : ممكن أستاذ نسجلها من أول كلامكم بس، هاي أول كلامكم ... .
الشيخ : هلا شغلان التسجيل؟
العيد عباسي : أي نعم.
الشيخ : تفضل اقرأ يا أخي.