مواصلة شرح قول الطحاوي"....لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام ولا يشبه الأنام حي لا يموت قيوم لا ينام..". حفظ
الشيخ : لا تبلغه الأوهام ولا تُدركه الأفهام، يُشير بذلك إلى قوله تعالى (( ولا يحيطون به علمًا )) ثم قال "ولا يُشبه الأنام" وهذا يشير به إلى الأية التي طالما تتكرّر بمثل هذه المناسبة ألا وهي قوله تعالى (( ليس كمثل شيء وهو السميع البصير )) .
وهنا يتكلّم علماء السلف تعليقًا على هذه الأية، ردًّا على المعتزلة أولًا ثم على الذين ... بصفات الله عز وجل ثانيًا، فيقولون بأن الأية أي قوله تعالى (( ليس كمثله شيء )) ، ليس المقصود به نفي ما أثبته لنفسه تبارك وتعالى من الصفات كما هو صريح في تمام الأية (( وهو السميع البصير )) ، وإنما المقصود به نفي ما قد يدور في أذهان البعض من تشبيه الله عز وجل ببعض مخلوقاته في بعض الصفات التي أثبتها في كتابه أو تحدّث بها نبيه صلى الله عليه وأله وسلم في حديثه، هذا الكلام يردّون به على المعتزلة الذين هم مثلاً يُعطِّلون هذه الأية في شطرها الثاني كل التعطيل (( وهو السميع البصير )) ، فهم لا يصفون الله عز وجل بالسمع والبصر، وكل حجّتهم في ذلك إن كان يجوز أن تُسمّى حُجّة هو أن الله عز وجل إذا وُصِف بأنه سميع فقد شبّهناه بالإنسان الموصوف بنص القرأن بأنه سميع وبصير، ففرارًا من هذه المشابهة المزعومة يقولون ليس سميعا وليس بصيرًا.
إيه بالطب هم ليسوا من الذين يُعلنون الإلحاد والزندقة في دين الله عز وجل بحيث أنهم يتجرّؤون على نفي الأية صراحةً، فهم لا يقولون مثلاً الله ما قال (( وهو السميع البصير )) ولكنهم يعتقدون بأنه ليس كما قال الله (( وهو السميع البصير )) ، فكيف التوفيق عندهم؟
الجواب : التوفيق بطريق التأويل الذي نُسمّيه نحن بالتعطيل، فهم يقولون نعم الله يقول (( وهو السميع البصير )) ، ولكن ليس المعنى إثبات السمع والبصر ولكن المعنى أن الله عز وجل عليم، فسميع وبصير كناية، وهنا بقى يظهر خطر الذهاب إلى تفسير النصوص بالمجاز، فهم يقولون في قوله عز وجل (( وهو السميع البصير)) ، ليس المراد به حقيقة هذه الأية وإنما المقصود به أنها كناية عن أن الله عز وجل عليم.
طيب يا جماعة ما الداعي إلى هذا التأويل؟ فرارا من التشبيه الذي نبّه الله عز وجل على تنزّهه عن هذا التشبيه في أول الأية (( ليس كمثله شيء )) ، فقيل لهم من ... علماء السلف: إذا كان مقصودكم الفرار من التشبيه فلن تفرّوا بطريقتكم، هذه … عن التشبيه.
لأن الإنسان أيضًا عليم، فحينما قلتم (( وهو السميع البصير )) ، كناية عن أنه عليم فالإنسان أيضًا عليم، فما فعلمتم شيئًا سوى أنكم أنكرتم حقيقة من حقائق صفات الله عز وجل وهو السمع والبصر، فإن قلتم سميع بصير معناه عليم فرارًا من التشبيه وزعمتم أن وصف الله بالسمع والبصر، ولو قيل سمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا، ولو قيل هكذا فليس تنزيهًا في زعمكم وإنما عليكم أن تُنكروا حقيقة هذه الصفة لتكونوا منزِّهين، أيضًا عليكم أن تُنكروا أيضًا حقيقة العلم الإلهي، لأن الإنسان أيضًا يشارك الله عز وجل ولو اسما في هذه الصفة ألا وهي العلم، فماذا صنعتم إذًا حينما قلتم (( وهو السميع البصير )) ، كناية عن أنه عليم ولا تستطيعون أن تقولوا إن الإنسان المتعلّم والبالغ في العلم درجات عالية لا تستطيعوا أن تقولوا إنه ليس بعليم.
فصار أيضًا هنا اشتراك بين الإنسان الموصوف بأنه عليم وبين الله عز وجل الذي سلّمتم بأنه عليم وفسّرتم بهذا القول، قوله تعالى (( وهو السميع البصير )) ، لذلك حاروا ولم يجدوا جوابًا بل ألزموا أنفسهم بما يتّهمهم به علماء السلف، أنهم معطّلة، أنهم يُنكرون الصفات الإلهية وإنكار الصفات مؤدّاها إلى إنكار الذات.
فالله ليس سميعًا لماذا؟ لأن الإنسان سميع، الله ليس بصيرًا لماذا؟ لأن الإنسان بصير، الله إذًا ليس عليمًا لأن الإنسان عليم، ليس حيًا لأن الإنسان حي، أيّ مخلوق فهو حي إلى أخره، لم يستطيعوا الجواب على هذا الإلزام فبقوا هكذا مبلّغين.
أما علماء السلف فقد جمعوا بين التنزيه المنصوص عليه في أول الأية وبين الإثبات المنصوص عليه في تمامها فقالوا (( ليس كمثله شيء )) ، أي في صفاته، ومن صفاته أنه سميعٌ بصير.
فإذًا كما قلنا أمس، في الأمس القريب، الله عز وجل سميع بصير والإنسان كذلك، ولكن حقيقة سمع الله عز وجل وبصره تختلف كل الاختلاف عن حقيقة سمع الإنسان وبصره، فكذلك يقال فردًا بدون أيّ توقّف في كل صفات الله عز وجل التي قد يُشاركه فيها مشاركة اسمية لا حقيقية المخلوقات أو بعض المخلوقات، يقال الله متصف بكل هذه الصفات بحقائق لا يُشاركه في هذه الحقائق شيءٌ من المخلوقات مطلقًا وهذا هو المثال بين أيديكم فالله عز وجل قال عن الإنسان (( فجعلناه سميعًا بصيرًا )) ، ويقول عن الله عز وجل نفسه (( وهو السميع البصير )) ، فهناك إذًا اشتراك في الاسم لا في حقيقة الصفة، فصفة الله لا تُشبهها شيءٌ من الصفات، لكن هذا الاشتراك الاسمي ليس بالذي يضطرنا إلى أن نُنكر حقيقة الصفة الإلهية وهي تختلف تمام الاختلاف عن صفة الإنسان التي اشترك في اسمها مع تلك الصفة الإلهية.
السائل : ... .
الشيخ : (( ولا يحيطون بشيء من علمه )) .
العيد عباسي : يعني ...
الشيخ : أول ما هذه البديهيات، أو ما عندي كلام، لا تبلغه الأوهام يعني لا يجوز أن يتخيّل المسلم ربه عز وجل في ذاته أو صفاته في تخيّلات لم ترد في الكتاب والسنّة، كما ورد علينا سؤال، وين كان هذا السؤال؟ أظن في حلب أنه تقولون إن الله عز وجل يتكلّم فهل له فم؟ فهذا من التخيّلات والأوهام التي تخطر في بال الإنسان، فإذا خطرت في باله فيجب أن يصرفها عن نفسه لذلك يقول أهل العلم، كل ما خطر في بالك فالله عز وجل بخلاف ذلك، فالعبارة هذه يعني ما تحتاج إلى كثير من … التعليق. وقلنا في الجواب، نعم؟
السائل : "لا تدركه الأفهام" يعني ... .
الشيخ : أي تفضل قل ما عندك.
السائل : رأي ... .
العيد عباسي : أظن ما يخطر في بالي شيء بديهيات.
السائل : يعني … مهما ... .
العيد عباسي : (( لا تدركه الأبصار )) يعني.
السائل : لا غير الأبصار غير ... .
الشيخ : الأفهما والأوهام.
العيد عباسي : خيالك الشخصي يعني مثل اللي … على ... .
الشيخ : هذاك خيال … في عندك … تفضل ... .
السائل : يعني هذا هو العلم لا يعني حتى المؤمن الذي يصف الله عز وجل، بما وصف الله تبارك وتعالى به نفسه، هذا لا يؤدي إلى.
وهنا يتكلّم علماء السلف تعليقًا على هذه الأية، ردًّا على المعتزلة أولًا ثم على الذين ... بصفات الله عز وجل ثانيًا، فيقولون بأن الأية أي قوله تعالى (( ليس كمثله شيء )) ، ليس المقصود به نفي ما أثبته لنفسه تبارك وتعالى من الصفات كما هو صريح في تمام الأية (( وهو السميع البصير )) ، وإنما المقصود به نفي ما قد يدور في أذهان البعض من تشبيه الله عز وجل ببعض مخلوقاته في بعض الصفات التي أثبتها في كتابه أو تحدّث بها نبيه صلى الله عليه وأله وسلم في حديثه، هذا الكلام يردّون به على المعتزلة الذين هم مثلاً يُعطِّلون هذه الأية في شطرها الثاني كل التعطيل (( وهو السميع البصير )) ، فهم لا يصفون الله عز وجل بالسمع والبصر، وكل حجّتهم في ذلك إن كان يجوز أن تُسمّى حُجّة هو أن الله عز وجل إذا وُصِف بأنه سميع فقد شبّهناه بالإنسان الموصوف بنص القرأن بأنه سميع وبصير، ففرارًا من هذه المشابهة المزعومة يقولون ليس سميعا وليس بصيرًا.
إيه بالطب هم ليسوا من الذين يُعلنون الإلحاد والزندقة في دين الله عز وجل بحيث أنهم يتجرّؤون على نفي الأية صراحةً، فهم لا يقولون مثلاً الله ما قال (( وهو السميع البصير )) ولكنهم يعتقدون بأنه ليس كما قال الله (( وهو السميع البصير )) ، فكيف التوفيق عندهم؟
الجواب : التوفيق بطريق التأويل الذي نُسمّيه نحن بالتعطيل، فهم يقولون نعم الله يقول (( وهو السميع البصير )) ، ولكن ليس المعنى إثبات السمع والبصر ولكن المعنى أن الله عز وجل عليم، فسميع وبصير كناية، وهنا بقى يظهر خطر الذهاب إلى تفسير النصوص بالمجاز، فهم يقولون في قوله عز وجل (( وهو السميع البصير)) ، ليس المراد به حقيقة هذه الأية وإنما المقصود به أنها كناية عن أن الله عز وجل عليم.
طيب يا جماعة ما الداعي إلى هذا التأويل؟ فرارا من التشبيه الذي نبّه الله عز وجل على تنزّهه عن هذا التشبيه في أول الأية (( ليس كمثله شيء )) ، فقيل لهم من ... علماء السلف: إذا كان مقصودكم الفرار من التشبيه فلن تفرّوا بطريقتكم، هذه … عن التشبيه.
لأن الإنسان أيضًا عليم، فحينما قلتم (( وهو السميع البصير )) ، كناية عن أنه عليم فالإنسان أيضًا عليم، فما فعلمتم شيئًا سوى أنكم أنكرتم حقيقة من حقائق صفات الله عز وجل وهو السمع والبصر، فإن قلتم سميع بصير معناه عليم فرارًا من التشبيه وزعمتم أن وصف الله بالسمع والبصر، ولو قيل سمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا، ولو قيل هكذا فليس تنزيهًا في زعمكم وإنما عليكم أن تُنكروا حقيقة هذه الصفة لتكونوا منزِّهين، أيضًا عليكم أن تُنكروا أيضًا حقيقة العلم الإلهي، لأن الإنسان أيضًا يشارك الله عز وجل ولو اسما في هذه الصفة ألا وهي العلم، فماذا صنعتم إذًا حينما قلتم (( وهو السميع البصير )) ، كناية عن أنه عليم ولا تستطيعون أن تقولوا إن الإنسان المتعلّم والبالغ في العلم درجات عالية لا تستطيعوا أن تقولوا إنه ليس بعليم.
فصار أيضًا هنا اشتراك بين الإنسان الموصوف بأنه عليم وبين الله عز وجل الذي سلّمتم بأنه عليم وفسّرتم بهذا القول، قوله تعالى (( وهو السميع البصير )) ، لذلك حاروا ولم يجدوا جوابًا بل ألزموا أنفسهم بما يتّهمهم به علماء السلف، أنهم معطّلة، أنهم يُنكرون الصفات الإلهية وإنكار الصفات مؤدّاها إلى إنكار الذات.
فالله ليس سميعًا لماذا؟ لأن الإنسان سميع، الله ليس بصيرًا لماذا؟ لأن الإنسان بصير، الله إذًا ليس عليمًا لأن الإنسان عليم، ليس حيًا لأن الإنسان حي، أيّ مخلوق فهو حي إلى أخره، لم يستطيعوا الجواب على هذا الإلزام فبقوا هكذا مبلّغين.
أما علماء السلف فقد جمعوا بين التنزيه المنصوص عليه في أول الأية وبين الإثبات المنصوص عليه في تمامها فقالوا (( ليس كمثله شيء )) ، أي في صفاته، ومن صفاته أنه سميعٌ بصير.
فإذًا كما قلنا أمس، في الأمس القريب، الله عز وجل سميع بصير والإنسان كذلك، ولكن حقيقة سمع الله عز وجل وبصره تختلف كل الاختلاف عن حقيقة سمع الإنسان وبصره، فكذلك يقال فردًا بدون أيّ توقّف في كل صفات الله عز وجل التي قد يُشاركه فيها مشاركة اسمية لا حقيقية المخلوقات أو بعض المخلوقات، يقال الله متصف بكل هذه الصفات بحقائق لا يُشاركه في هذه الحقائق شيءٌ من المخلوقات مطلقًا وهذا هو المثال بين أيديكم فالله عز وجل قال عن الإنسان (( فجعلناه سميعًا بصيرًا )) ، ويقول عن الله عز وجل نفسه (( وهو السميع البصير )) ، فهناك إذًا اشتراك في الاسم لا في حقيقة الصفة، فصفة الله لا تُشبهها شيءٌ من الصفات، لكن هذا الاشتراك الاسمي ليس بالذي يضطرنا إلى أن نُنكر حقيقة الصفة الإلهية وهي تختلف تمام الاختلاف عن صفة الإنسان التي اشترك في اسمها مع تلك الصفة الإلهية.
السائل : ... .
الشيخ : (( ولا يحيطون بشيء من علمه )) .
العيد عباسي : يعني ...
الشيخ : أول ما هذه البديهيات، أو ما عندي كلام، لا تبلغه الأوهام يعني لا يجوز أن يتخيّل المسلم ربه عز وجل في ذاته أو صفاته في تخيّلات لم ترد في الكتاب والسنّة، كما ورد علينا سؤال، وين كان هذا السؤال؟ أظن في حلب أنه تقولون إن الله عز وجل يتكلّم فهل له فم؟ فهذا من التخيّلات والأوهام التي تخطر في بال الإنسان، فإذا خطرت في باله فيجب أن يصرفها عن نفسه لذلك يقول أهل العلم، كل ما خطر في بالك فالله عز وجل بخلاف ذلك، فالعبارة هذه يعني ما تحتاج إلى كثير من … التعليق. وقلنا في الجواب، نعم؟
السائل : "لا تدركه الأفهام" يعني ... .
الشيخ : أي تفضل قل ما عندك.
السائل : رأي ... .
العيد عباسي : أظن ما يخطر في بالي شيء بديهيات.
السائل : يعني … مهما ... .
العيد عباسي : (( لا تدركه الأبصار )) يعني.
السائل : لا غير الأبصار غير ... .
الشيخ : الأفهما والأوهام.
العيد عباسي : خيالك الشخصي يعني مثل اللي … على ... .
الشيخ : هذاك خيال … في عندك … تفضل ... .
السائل : يعني هذا هو العلم لا يعني حتى المؤمن الذي يصف الله عز وجل، بما وصف الله تبارك وتعالى به نفسه، هذا لا يؤدي إلى.