ما رأيكم في قول بعض العلماء أن الحديث الآحاد يفيد الظن؟ حفظ
السائل : نفس العلماء قالوا حديث الأحاد يفيد الظن … يفيد الظن ... .
الشيخ : عفوا أنا لأمرٍ ما قلت إنه الحديث الضعيف يفيد الظن المرجوح، الذي أنت تنسبه للعلماء ليس هو الظن وإنما على العكس من ذلك، ذلك هو الظن الراجح، علماء ال، كما تقول قالوا أنه حديث الأحاد يفيد الظن ولكنهم هم إذا أطلقوا الظن فلا يعنون الظن الذي ذمّه الله وعابه، وإنما يعنون الظن الذي وجب علينا شرعًا أن نأخذ به ووصفه "الظن الراجح"، فإذًا نستطيع أن نقول الأن أن الظن ينقسم إلى ثلاثة أقسام مش ظنين، ظن يقيني، وظن راجح وظن مرجوح.
فالظن المرجوح لا يدخل في شرع الإسلام والحمد لله مطلقًا، أما الظن الراجح فيجب الأخذ به سواءً في الأحكام أو في العقيدة مادام أنه جاء بحديثٍ صحيح، والظن الأخر وهو اليقين فلا شك أنه هذا هو أحسن ما يُمكن أن يرتاح إليه عقل الإنسان أو قلبه، وعلى هذا المعنى جاء قوله تبارك وتعالى حكاية عن المؤمن (( إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ )) [الحاقة: 20]، فظننت هنا إيش معناها؟ اليقين.
السائل : اعتقدت.
الشيخ : نعم؟
السائل : اعتقدت.
الشيخ : فإذًا الظن يا أستاذ لا يأتي دائما بمعنى الظن المرجوح بل لا يأتي دائما بمعنى الظن الراجح فتارةً هو بمعنى اليقين كما سمعتم في الأية الكريمة وتارةً بمعنى الظن الراجح وذلك عليه أحكام الشريعة كلها، يعني القاضي هلا لمّا بيحكم لفلان على فلان كذا، أو بيحكم بقطع رأس فلان سواء هو عنده يقين في هذه القضية؟ وإنما عنده ظن راجح فالظن الراجح تقوم عليه أحكام الشريعة، أما الظن المرجوح فلا يجوز إطلاقًا الأخذ به، ففرق إذًا بين الظن المرجوح وبين الظن الراجح والظن الراجح ينقسم إلى يقين وإلى ظن راجح.
العيد عباسي : اليقين الأن يظنون أن هناك ... .
الشيخ : كثيرا نعم، فالشاهد يا إخواننا أن هذا التفصيل وربط أحكام تختلف باختلاف نسبة ثبوت الحديث عند الإنسان هذا لا يُمكن أن يقبله إنسان يعرف تطوّر هذه الأمور مع تطور العصور، أنا أقول مثلاً لجماعة حزب التحرير الإسلامي الذين رفعوا راية قولهم بعدم جواز الأخذ بالحديث الصحيح في العقائد، فهم يقولون مثلا لا نؤمن بعذاب القبر لأنه الحديث في ذلك ظني يعني أحاد، وتضرب ما شئت من العقائد المعروفة وأنا لي رسالة قريبًا تصدر، ما خلصت معي.
العيد عباسي : إن شاء الله الأسبوع القادم تكون.
الشيخ : رسالة عنوانها من جملة هذه الرسائل "وجوب الأخذ بحديث الأحاد في العقيدة والرد على المخالفين" ذكرت نحو عشرين وجهًا في الرد على هؤلاء وختمت هذه الرسالة بنماذج من العقائد التي ثبتت بالأحاديث الصحيحة التي لم تبلغ مبلغ التواتر، مع ذلك فهي عند جماهير المسلمين عقائد إسلامية، الذين تمسّكوا بذيل هذا الاعتقاد الخاطئ وهو أنه حديث الأحاد لا يجوز الأخذ به في العقيدة يلزمهم أن يُبطلوا عقائد إسلامية، في أوائل هذه العقائد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سيد الأنبياء في نص في القرأن بهذه الدعوة؟ تعلمون أية صريحة أنه محمد بن عبد الله هو سيد الأنبياء؟
السائل : لا.
الشيخ : ما في، كل ما في الأمر في عدة أحاديث في ذلك، لكن هذه الأحاديث لم تبلغ درجة تواتر عشرين طريق، ثلاثين طريق مع ثلاثين صحابي، لا مع ذلك فالمسلمين والحمد لله يعتقدون أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو سيد الأنبياء، من أين جاءت هذه العقيدة؟ جاءت من أحاديث الأحاد، وهو مثلاً العشرة المبشّرين بالجنة في أحد من عامة المسلمين ما يعرفهم؟ طبعًا لا أحد كلهم يعرفونهم، في أية بأنه العشرة المبشرين بالجنة أبو بكر وعمر وعثمان و و إلى أخره؟ ما في أية، طيب في حديث متواتر؟ ما في حديث متواتر، لكان، في حديثين ثلاثة بيكفي فاعتقد المسلمون أنه هؤلاء العشرة مبشرين بالجنة، وهكذا ذكرنا عشرين إلى ثلاثين.
السائل : ... .
الشيخ : ثلاثين عقيدة كلها عقائد إسلامية وليس عليها أحاديث متواترة فلو نحن تشبّثنا بهذه العقيدة المنحرفة وهو أنه لا يجوز الأخذ بحديث الأحاد في العقيدة نسفنا عشرات إن لم نقل مئات العقائد الإسلامية الصحيحة، فأقول بمناسبة الرد على هؤلاء كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبعث الرسل المبشرين بالإسلام كمعاذ كعلي وغيرهم إلى البلاد.
(انقطع الصوت).
الشيخ : هذا الحكم تعرّض له ابن القيم الجوزية في كتابه "زاد المعاد" فهو كعادته إنما يذكر القصة يعقد فصولًا في استنباط الأحكام الشرعية مما في القصة، فمن جملة ها عقد فصلاً لبيان هل يجوز قتل الجاسوس الذي تجسّس على دولة مسلمة أم لا؟ فحكى القولين ورجّح قول من يقول بقتل الجاسوس في هذا الحديث قال لأنه الرسول عليه السلام إنما منع عمر من قتله ليس بعلة الإسلام وإنما بعلة كونه من أهل بدر.
السائل : نعم بدريّا.
الشيخ : ففي هذا إشارة إلى أنه الإسلام وحده غير كافي لعصمة دم هذا الجاسوس، وإنما لأنه كان من أهل بدر عصمه ذلك من.
السائل : خاصة أستاذ معناه؟
الشيخ : خاصة نعم.
السائل : هذا للأن ... .
الشيخ : أي نعم.
سائل آخر : وليس هناك حديثا أخر؟
الشيخ : لا.
العيد عباسي : إيه هذا حد أو؟
السائل : حد.
الشيخ : حد.
سائل آخر : حد.
العيد عباسي : تضاف للحدود.
الشيخ : حتى هذا الحديث بالذات كان من جملة مشاكل الطائفة التي ذكرناها في الأردن، وكانت انحرفت عن سائر.
العيد عباسي : وكفّروا المسلمين.
الشيخ : وكفّروا المسلمين ففي تضاعيف كلامي وإقامتي الحجة عليهم، ذكرت هذه القصة للرجل لأني شعرت بأن هؤلاء يعني وقعوا في الخروج مع الخوارج، أي بمجرّد ما يرتكب الإنسان خطأ يكفر يكفر إيه نافق يعني كفر.
السائل : أي نعم.
الشيخ : فقلت له ما رأيك في قصة حاطب بن أبي بلتعه؟ قال اذكر لنا إياها، هذا من تؤدته أيضا في البحث، فذكرت لهو ما يحضرني منها خاصة فيما نحن في صدده يومئذٍ، قال طيب قال عمر دعني أقتل هذا المنافق والرسول أقره، هنا فصلت له ما فصلت أمس في حلب، النفاق قسمان أيضًا مثل الكفر والظلم والفسق، كفر عملي كفر اعتقادي، نفاق عملي نفاق اعتقادي، فسق عملي فسق اعتقادي، ظلم عملي … فقلت له قول عمر دعني أقتل هذا المنافق لا يعني أنه مرتد عن دينه، وإلا لو كان يعني هذا لكان أصبح كافرًا مرتدًا عن دينه.
العيد عباسي : قتله.
الشيخ : إيه بينما الرسول عليه السلام لم يعامله هذه المعاملة بل قال ( وما يدريك ) ، إلى أخر الحديث.
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : شو ها الكلام هذا؟
الشيخ : شو بيعرفك أنه هذا إنسان يستحق أن يعامل غير معاملة الجاسوس الذي يتجسّس، هذا فعلاً تجسّس لكن هذا له وضع عند الله ومنزلة سبق إليها بفضل كونه كان من أهل بدر ( وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال لهم اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم ) ، فقلت له هذا الرجل لو كان قول عمر منافق بمعنى كافر كان الرسول عليه السلام ما عامله بذاك الجواب.
رجعت سألته سؤال الفاصل في الموضوع فاسمعوا الجواب وتعجبوا، قلت يعني كيف بقى أنت تتصوّر الموضوع أنه رجل كفر بهذا التجسّس ومع ذلك، لا سألته هل تعت.
(انقطع الصوت).
الشيخ : أنه صحابي؟
(ضحك الحضور).
...
الشيخ : … رضي الله عنه، تعرفوها هذه كمان قضية الشيخ رضي الله عنه؟ من بادية الشام أحد المشايخ يدرس الفتوحات المكية وبتعرفوا أكثركم ما في الفتوحات المكية مما يسمّونه بالشطحات، ما نسمّيه نحن بالكفريات، وهذا الشيخ بيظهر عنده باب التأويل واسع وشاطر في اللغة والمجاز والحقيقة وما أدري إيش، فكان كل ما يجي قدام طامة يؤوّلها له أنه هذه معناها ما هي هيك لا هيك لا هيك لا هيك ليوصل لعند واحدة أعيى الشيخ تأوليها، فكّر فكّر قال له هذه تلقى لها تأويل ما كان، قام كتب على الهامش كفر الشيخ رضي الله عنه.
(ضحك الحضور).
...
الشيخ : الشاهد بقى هذا الرجل مسكين هذا، قالوا في ضلال، قال هذا حاطب بن أبي بلتعه فقط لولا أنه صحابي، قلنا له سبحان الله يا رجل أين تذهب بقوله تبارك وتعالى (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) [النساء: 48]، فإذًا ربنا عز وجل ما بيغفر الشرك وربنا ما عنده محاباه هذا صحابي يغفر له الشرك، هذاك ما هو صحابي ما بيغفر له إياها.
السائل : مع أنه يقول للرسول صلى الله عليه وسلم (( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ )) [الزمر: 65] .
الشيخ : فعلا ذكرت له هذه الأية وغيرها قام سكت قلت له طيب باسألك سؤال لو أنه هذا الصحابي اعتقد بأن محمدًا عليه الصلاة والسلام هو جزء من رب العالمين سبحانه وتعالى، مثل ما هو مضمون قول من يقولون أنه قبض من قبضة من نوره.
السائل : هذه موجودة هلا.
الشيخ : فقال لها كوني محمدًا فكانت، يعني محمد جزء من رب العالمين، شو رأيك يا أستاذ إذا صحابي مثل هذا حاطب قال أنه محمد عليه الصلاة والسلام جزء من رب العالمين هذا كفر وإلا ليس بكفر؟ قال: كفر، قلت يغفر له؟ قال لا، قلت ليش ما تفرّق بين هذا وبين ذاك، فكان هذا من جملة الأشياء التي كشفت له طريق الهدى.
السائل : الحق.
الشيخ : أي نعم.
السائل : شيخنا.
الشيخ : نعم؟
السائل : في بعض … بيقولوا أنه … شو معناها؟
الشيخ : والله هذا شيء.
السائل : هذا هو الحكي الأن.
الشيخ : هذا شيء عريق -أي نعم- عريق في الضلالة.
الشيخ : عفوا أنا لأمرٍ ما قلت إنه الحديث الضعيف يفيد الظن المرجوح، الذي أنت تنسبه للعلماء ليس هو الظن وإنما على العكس من ذلك، ذلك هو الظن الراجح، علماء ال، كما تقول قالوا أنه حديث الأحاد يفيد الظن ولكنهم هم إذا أطلقوا الظن فلا يعنون الظن الذي ذمّه الله وعابه، وإنما يعنون الظن الذي وجب علينا شرعًا أن نأخذ به ووصفه "الظن الراجح"، فإذًا نستطيع أن نقول الأن أن الظن ينقسم إلى ثلاثة أقسام مش ظنين، ظن يقيني، وظن راجح وظن مرجوح.
فالظن المرجوح لا يدخل في شرع الإسلام والحمد لله مطلقًا، أما الظن الراجح فيجب الأخذ به سواءً في الأحكام أو في العقيدة مادام أنه جاء بحديثٍ صحيح، والظن الأخر وهو اليقين فلا شك أنه هذا هو أحسن ما يُمكن أن يرتاح إليه عقل الإنسان أو قلبه، وعلى هذا المعنى جاء قوله تبارك وتعالى حكاية عن المؤمن (( إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ )) [الحاقة: 20]، فظننت هنا إيش معناها؟ اليقين.
السائل : اعتقدت.
الشيخ : نعم؟
السائل : اعتقدت.
الشيخ : فإذًا الظن يا أستاذ لا يأتي دائما بمعنى الظن المرجوح بل لا يأتي دائما بمعنى الظن الراجح فتارةً هو بمعنى اليقين كما سمعتم في الأية الكريمة وتارةً بمعنى الظن الراجح وذلك عليه أحكام الشريعة كلها، يعني القاضي هلا لمّا بيحكم لفلان على فلان كذا، أو بيحكم بقطع رأس فلان سواء هو عنده يقين في هذه القضية؟ وإنما عنده ظن راجح فالظن الراجح تقوم عليه أحكام الشريعة، أما الظن المرجوح فلا يجوز إطلاقًا الأخذ به، ففرق إذًا بين الظن المرجوح وبين الظن الراجح والظن الراجح ينقسم إلى يقين وإلى ظن راجح.
العيد عباسي : اليقين الأن يظنون أن هناك ... .
الشيخ : كثيرا نعم، فالشاهد يا إخواننا أن هذا التفصيل وربط أحكام تختلف باختلاف نسبة ثبوت الحديث عند الإنسان هذا لا يُمكن أن يقبله إنسان يعرف تطوّر هذه الأمور مع تطور العصور، أنا أقول مثلاً لجماعة حزب التحرير الإسلامي الذين رفعوا راية قولهم بعدم جواز الأخذ بالحديث الصحيح في العقائد، فهم يقولون مثلا لا نؤمن بعذاب القبر لأنه الحديث في ذلك ظني يعني أحاد، وتضرب ما شئت من العقائد المعروفة وأنا لي رسالة قريبًا تصدر، ما خلصت معي.
العيد عباسي : إن شاء الله الأسبوع القادم تكون.
الشيخ : رسالة عنوانها من جملة هذه الرسائل "وجوب الأخذ بحديث الأحاد في العقيدة والرد على المخالفين" ذكرت نحو عشرين وجهًا في الرد على هؤلاء وختمت هذه الرسالة بنماذج من العقائد التي ثبتت بالأحاديث الصحيحة التي لم تبلغ مبلغ التواتر، مع ذلك فهي عند جماهير المسلمين عقائد إسلامية، الذين تمسّكوا بذيل هذا الاعتقاد الخاطئ وهو أنه حديث الأحاد لا يجوز الأخذ به في العقيدة يلزمهم أن يُبطلوا عقائد إسلامية، في أوائل هذه العقائد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سيد الأنبياء في نص في القرأن بهذه الدعوة؟ تعلمون أية صريحة أنه محمد بن عبد الله هو سيد الأنبياء؟
السائل : لا.
الشيخ : ما في، كل ما في الأمر في عدة أحاديث في ذلك، لكن هذه الأحاديث لم تبلغ درجة تواتر عشرين طريق، ثلاثين طريق مع ثلاثين صحابي، لا مع ذلك فالمسلمين والحمد لله يعتقدون أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو سيد الأنبياء، من أين جاءت هذه العقيدة؟ جاءت من أحاديث الأحاد، وهو مثلاً العشرة المبشّرين بالجنة في أحد من عامة المسلمين ما يعرفهم؟ طبعًا لا أحد كلهم يعرفونهم، في أية بأنه العشرة المبشرين بالجنة أبو بكر وعمر وعثمان و و إلى أخره؟ ما في أية، طيب في حديث متواتر؟ ما في حديث متواتر، لكان، في حديثين ثلاثة بيكفي فاعتقد المسلمون أنه هؤلاء العشرة مبشرين بالجنة، وهكذا ذكرنا عشرين إلى ثلاثين.
السائل : ... .
الشيخ : ثلاثين عقيدة كلها عقائد إسلامية وليس عليها أحاديث متواترة فلو نحن تشبّثنا بهذه العقيدة المنحرفة وهو أنه لا يجوز الأخذ بحديث الأحاد في العقيدة نسفنا عشرات إن لم نقل مئات العقائد الإسلامية الصحيحة، فأقول بمناسبة الرد على هؤلاء كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبعث الرسل المبشرين بالإسلام كمعاذ كعلي وغيرهم إلى البلاد.
(انقطع الصوت).
الشيخ : هذا الحكم تعرّض له ابن القيم الجوزية في كتابه "زاد المعاد" فهو كعادته إنما يذكر القصة يعقد فصولًا في استنباط الأحكام الشرعية مما في القصة، فمن جملة ها عقد فصلاً لبيان هل يجوز قتل الجاسوس الذي تجسّس على دولة مسلمة أم لا؟ فحكى القولين ورجّح قول من يقول بقتل الجاسوس في هذا الحديث قال لأنه الرسول عليه السلام إنما منع عمر من قتله ليس بعلة الإسلام وإنما بعلة كونه من أهل بدر.
السائل : نعم بدريّا.
الشيخ : ففي هذا إشارة إلى أنه الإسلام وحده غير كافي لعصمة دم هذا الجاسوس، وإنما لأنه كان من أهل بدر عصمه ذلك من.
السائل : خاصة أستاذ معناه؟
الشيخ : خاصة نعم.
السائل : هذا للأن ... .
الشيخ : أي نعم.
سائل آخر : وليس هناك حديثا أخر؟
الشيخ : لا.
العيد عباسي : إيه هذا حد أو؟
السائل : حد.
الشيخ : حد.
سائل آخر : حد.
العيد عباسي : تضاف للحدود.
الشيخ : حتى هذا الحديث بالذات كان من جملة مشاكل الطائفة التي ذكرناها في الأردن، وكانت انحرفت عن سائر.
العيد عباسي : وكفّروا المسلمين.
الشيخ : وكفّروا المسلمين ففي تضاعيف كلامي وإقامتي الحجة عليهم، ذكرت هذه القصة للرجل لأني شعرت بأن هؤلاء يعني وقعوا في الخروج مع الخوارج، أي بمجرّد ما يرتكب الإنسان خطأ يكفر يكفر إيه نافق يعني كفر.
السائل : أي نعم.
الشيخ : فقلت له ما رأيك في قصة حاطب بن أبي بلتعه؟ قال اذكر لنا إياها، هذا من تؤدته أيضا في البحث، فذكرت لهو ما يحضرني منها خاصة فيما نحن في صدده يومئذٍ، قال طيب قال عمر دعني أقتل هذا المنافق والرسول أقره، هنا فصلت له ما فصلت أمس في حلب، النفاق قسمان أيضًا مثل الكفر والظلم والفسق، كفر عملي كفر اعتقادي، نفاق عملي نفاق اعتقادي، فسق عملي فسق اعتقادي، ظلم عملي … فقلت له قول عمر دعني أقتل هذا المنافق لا يعني أنه مرتد عن دينه، وإلا لو كان يعني هذا لكان أصبح كافرًا مرتدًا عن دينه.
العيد عباسي : قتله.
الشيخ : إيه بينما الرسول عليه السلام لم يعامله هذه المعاملة بل قال ( وما يدريك ) ، إلى أخر الحديث.
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : شو ها الكلام هذا؟
الشيخ : شو بيعرفك أنه هذا إنسان يستحق أن يعامل غير معاملة الجاسوس الذي يتجسّس، هذا فعلاً تجسّس لكن هذا له وضع عند الله ومنزلة سبق إليها بفضل كونه كان من أهل بدر ( وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال لهم اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم ) ، فقلت له هذا الرجل لو كان قول عمر منافق بمعنى كافر كان الرسول عليه السلام ما عامله بذاك الجواب.
رجعت سألته سؤال الفاصل في الموضوع فاسمعوا الجواب وتعجبوا، قلت يعني كيف بقى أنت تتصوّر الموضوع أنه رجل كفر بهذا التجسّس ومع ذلك، لا سألته هل تعت.
(انقطع الصوت).
الشيخ : أنه صحابي؟
(ضحك الحضور).
...
الشيخ : … رضي الله عنه، تعرفوها هذه كمان قضية الشيخ رضي الله عنه؟ من بادية الشام أحد المشايخ يدرس الفتوحات المكية وبتعرفوا أكثركم ما في الفتوحات المكية مما يسمّونه بالشطحات، ما نسمّيه نحن بالكفريات، وهذا الشيخ بيظهر عنده باب التأويل واسع وشاطر في اللغة والمجاز والحقيقة وما أدري إيش، فكان كل ما يجي قدام طامة يؤوّلها له أنه هذه معناها ما هي هيك لا هيك لا هيك لا هيك ليوصل لعند واحدة أعيى الشيخ تأوليها، فكّر فكّر قال له هذه تلقى لها تأويل ما كان، قام كتب على الهامش كفر الشيخ رضي الله عنه.
(ضحك الحضور).
...
الشيخ : الشاهد بقى هذا الرجل مسكين هذا، قالوا في ضلال، قال هذا حاطب بن أبي بلتعه فقط لولا أنه صحابي، قلنا له سبحان الله يا رجل أين تذهب بقوله تبارك وتعالى (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) [النساء: 48]، فإذًا ربنا عز وجل ما بيغفر الشرك وربنا ما عنده محاباه هذا صحابي يغفر له الشرك، هذاك ما هو صحابي ما بيغفر له إياها.
السائل : مع أنه يقول للرسول صلى الله عليه وسلم (( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ )) [الزمر: 65] .
الشيخ : فعلا ذكرت له هذه الأية وغيرها قام سكت قلت له طيب باسألك سؤال لو أنه هذا الصحابي اعتقد بأن محمدًا عليه الصلاة والسلام هو جزء من رب العالمين سبحانه وتعالى، مثل ما هو مضمون قول من يقولون أنه قبض من قبضة من نوره.
السائل : هذه موجودة هلا.
الشيخ : فقال لها كوني محمدًا فكانت، يعني محمد جزء من رب العالمين، شو رأيك يا أستاذ إذا صحابي مثل هذا حاطب قال أنه محمد عليه الصلاة والسلام جزء من رب العالمين هذا كفر وإلا ليس بكفر؟ قال: كفر، قلت يغفر له؟ قال لا، قلت ليش ما تفرّق بين هذا وبين ذاك، فكان هذا من جملة الأشياء التي كشفت له طريق الهدى.
السائل : الحق.
الشيخ : أي نعم.
السائل : شيخنا.
الشيخ : نعم؟
السائل : في بعض … بيقولوا أنه … شو معناها؟
الشيخ : والله هذا شيء.
السائل : هذا هو الحكي الأن.
الشيخ : هذا شيء عريق -أي نعم- عريق في الضلالة.