كلام الشيخ على معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم( إن الله احتجب التوبة عن كل صاحب بدعة". حفظ
الشيخ : ومن هنا يتجلى لنا فهم حديث من أحاديث الرسول عليه السلام وبنى عليه علماء أعلام فقالوا البدعة في الإسلام شرّ من المعصية، ليه؟ لأنه المبتدع يظن نفسه على خير ولذلك فلا يرجى له أن يتوب تماما كما قال عن الذين زُيِّن لهم سوء علمه قال تعالى (( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا )) [الكهف:103-104]، الذي يحسب أنه يُحسن صنعًا يتوب؟ من الحسن يتوب؟ لا يُتصوّر هذا، لذلك قال العلماء أن خطر البدعة على صاحبها أشد من خطر المعصية.
لأن العاصي يعلم أنه يعصي فيرجى أن يتوب يومًا ما، يعود إلى ربه أما المبتدع فلسان حاله يقول ربي زدني ربي زدني يعمل صالحًا.َ
من هنا نفهم الحديث الذي أشرت إليه ألا وهو قوله عليه السلام ( إن الله احتجر التوبة عن كل صاحب بدعة ) ، احتجر فالاحتجار كوني ليس احتجار شرعي، بمعنى أنه هذا الإنسان الذي يمشي في طريق الابتداع فيُزيّن له أن هذا خير فهذا لا يتوب، فيكون هذا هو الاحتجار والمنع والحجز للتوبة عن صاحب البدعة، من هنا قال العلماء أنه الابتداع في الدين أخطر من المعصية كما شرحت لكم.
وهذا شيء مؤسف وأمر خطير جدًا، ثمانمائة مليون مسلم أكثرهم يعيشون في الابتداع في العقيدة وفي العبادة،
اليوم مثلاً عندنا في الشام سنّة رتيبة للأذان لابد أن يكون له من خاتمة … مقدمة وخاتمة ليس من هذه البدعة حسنة، وكلما طفنا في البلاد نجد في بعضها من البدع ما لا نجد في البلاد الأخرى، مثلاً هنا عندكم يؤذّنون لصلاة العصر أذانين، كنا نشكو من أذاني الجمعة وإذا بنا نفاجأ ببدعة جديدة وهي أذانين لوقت واحد، العصر، وربما أيضًا إيش؟ في الظهر، أيش هذا؟ استحكموا بعقولهم، أنه أذان للإعلان بدخول الوقت وأذان للإعلان للاستعداد للصلاة عمليا، طيب والإقامة ما هي؟ هي هاي الإقامة هي الأذان الثاني ما قنعوا بهذا التشريع الكامل فجعلوا أذانين وإقامة، هذه ابتداع في الدين، حاول الأن أن ترجع جماهير الناس عن هذا الخطأ، يا غيرة الله، غيّروا بدّلوا ابتدع في الدين وهم المبتدعون.
اكتشف بعض إخواننا في الأردن خطأ الأذان لصلاة الفجر، يؤذّنون قبل الفجر بثلث ساعة أو نصف ساعة، وانتشر هذا التنبه بين كثير من الشباب المسلم الواعي، وصل إلى بعض المسؤولين في وزارة الأوقاف هناك، فاستنكر أشد الاستنكار هذه الإشاعة، هذه فتنة جديدة من السلفيين يعني هناك، زعم هذا المسؤول، فتلطّف بعض المقربين إليه من الإخوان السلفيين وقال هيا نخرج إلى مكان خارج الأردن خارج عمّان ونشاهد الأمر بأم أعيننا، فإن كان كذلك فنصحّح ونبيّن وإلا نأخذ بفم هؤلاء الذين يشيعون على الناس أخطاء وليست بأخطاء، قال فخرجوا إلى مكان متّفق عليه وهم هناك يذيعون الأذان بمكبّر الصوت أذان واحد، وهذه كمان بدعة جديدة لا يؤذّن في كل مسجد، وإنما هناك مسجد اسمه مسجد درويش في جبل عالي جدًا يؤذّن الأذان من هناك ويُذاع في الإذاعة، فأذّن المؤذّن انظر يا فلان يا مسؤول أين الفجر انفجار النور؟ ما في، يلا يلا يلا يلا تقريبًا ثلث ساعة خمسة عشرة دقيقة ظهر النور، رأى بعينه أنهم يؤذّنون قبل الفجر بقرابة نصف ساعة، بعد ما شاف واقتنع عاد ليقول والله الأن إذا بدّنا نعطي تنبيه بدو يصير شوشرة بيصير إيش؟ بلبلة بين الناس ولذلك اجعل القديم على قدمه، مع أنه هنا معناه أنه يصلون صلاة الفجر قبل وقتها، معناه أنهم يحرّمون الطعام والشراب على الصائم قبل الوقت كل هذا ... فلكي لا يقال إن فلانًا فعل كذا وكذا بلا شك أنه الناس يتكلّمون، هذا طبيعة الأمر جديد، لكن بعد ذلك سيستقر الحق ويمشي الناس على الصواب، ما فعل هذا، وهذه مسألة من أبسط المسائل الممكن تصحيحها، وهكذا يعيش العالم الإسلامي في أخطاء متراكمة ومع ذلك نحن ننشد نصر الله ونريد إقامة الدولة المسلمة ونحن بعد لم نقم جزء من الدولة المسلمة الخاصة بكل فرد منا فالله عز وجل نسأل أن يلهمنا رشدنا ويوفّقنا لفهم كتاب ربنا وسنّة نبيّنا على منهج السلف الصالح.
(يرد الشيخ السلام والتحية).