قصة طريفة ذكرها الشيخ عن بعض الصوفية في مسألة الرزق. حفظ
الشيخ : ومن النكت والطرائف التي تُذكر بمناسبة من يزعمون التوكل من الصوفية الذين يخرجون سائحين في الصحارى والقفار بدون زاد، يقولون بأن أحد هؤلاء الزهاد خرج بدون أي زاد وإذا به يرى وهو في طريقه يرى أسدًا من بعيد يدخل مكانًا خرابًا فيطوف ويدور فيصعد على الجبل أو على مكان أو شجرة يطل منها على تلك الخربة ليرى ماذا يفعل ذلك الأسد الذي دخل تلك الخربة، وإذا هو يرى عجبًا يرى في الخربة كلبًا مقعدًا أعمى ويرى الأسد الذي دخل إلى المكان هذا يحمل في فمه قطعة لحم، يُقدِّم هذه القطعة إلى ذلك الكلب المقعد، فحينما يرى هذا المنظر كأنه سُر به وزعم في نفسه أنه حجّة لخروجه بدون زاد، فقال في نفسه هذا الله يرزق الكلب بطريق الأسد فلا يرزقني أنا وأنا خرجت في سبيله في عبادته؟ قالوا أو زعموا أنه سمع هاتفًا يقول له كن أسدًا ولا تكن كلبًا، يعني كن طاعمًا ولا تكن أكلاً، هذا أشرف لك، أشرف لك أن تكون أسدًا تسعى وراء الرزق فتُطعم نفسك وتُطعم غيرك هذا خير لك من أن تكون كذلك الكلب المقعد الأعمى الذي لا يستطيع أن يأتيَ حراكا، فأنت تضرب المثل السيء بنفسك فترضى لنفسك أن تكون كلبًا، لا، كن أسدًا ولا تكن كلبًا.
إذًا قوله تبارك وتعالى في هذا الحديث القدسي ( يا عبادي كلكم جائعٌ إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم ) ، دليل من أدلة كثيرة على وجوب الأخذ بالأسباب المؤدّية إلى المسببات، فالطعام لابد له من سعي ومن السعي إليه أن تطلبه من ربك الذي يُسهِّل الطريق إليه.