شرح قول المصنف من كتاب الترغيب و الترهيب: وفي أخرى( أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية
قالت فقلت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال هذه النمرقة فقلت اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة فيقال لهم أحيوا ما خلقتم وقال إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة ) رواه البخاري ومسلم حفظ
الشيخ : بدليل قصة عائشة الآتية " وهي أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلمّا رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية، قالت فقلت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت ؟ " فقال رسول الله عليه وسلم ( ما بال هذه النمرقة؟ ) فقلت " اشتريتها لك لتقعد عليها وتتوسدها " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أصحاب هذه الصور ) أيضًا هنا اسم إشارة ينصب على الصور غير المجسمة، ( إن أصحاب هذه الصور يُعذّبون يوم القيامة فيقال لهم أحيوا ما خلقتم ) ... فإذًا لا نغتر ببعض كلمات نسمعها بعد ما سمعنا هذا الحديث، لا نغتر بمن يقول لا بأس إذا كانت الصورة على وسادة، أو إذا كانت الصورة على السجادة، لأنها ممتهنة غير محترمة لا، هذا حديث يُصرّح أن هذه الصورة التي هي على النمرقة ويمكن الاتكاء عليها، و ... طبعًا بهذا الاتكاء، هي من جملة الصور التي تمنع دخول الملائكة، إذًا البيت المسلم لا يجوز أن يكون فيه صور ظاهرة، هذا أقل ما يقال، مهما كانت هذه الصورة، فيجب أن نحرص كل الحرص أن نجنّب إظهار الصور في بيوتنا، لأن هذا الظهور يمنع دخول الملائكة، ومعنى هذا خطير جدًا، لأن العامة يقولون إذا حضرت الملائكة هربت الشياطين وهذا شيء كأنه مستنبط من هذا الحديث، إذا كانت الملائكة لا تدخل البيت فمن يدخله إذًا؟ إذا خلا الجو لهؤلاء الشياطين يدخلون لهذا البيت، فهذه قضية متعاكسة تمامًا، إذا أنت اتخذت الوسائل الشرعية لاستجلاب ملائكة الله عز وجل إلى دارك فقد اتخذت سببًا قويًا جدًا في إبعاد الشياطين عن بيتك، والعكس بالعكس تمامًا، إذا أنت تساهلت فخالفت الشرع واتخذت الأسباب لعدم دخول الملائكة إلى بيتك فقد أفسحت المجال لدخول الشياطين إليهم هذه حقائق شرعية لا يمكن للإنسان أبدًا أن يعرفها لمجرد عقله، ومن هنا نعرف أهمية الشريعة وخاصة من السنة التي تشرح لنا أمورًا دقيقة تخفى حتى على المسلمين إلا الذين يستنيرون بنور النبوة والرسالة.