بيان خطأ الكاتب الذي ذكر أن تحريم الصور خاص بالمجسمة دون غيرها. حفظ
الشيخ : هذا التغيير الثاني جاء الكاتب المشار إليه وهو من علماء الأزهر فجاء بتغييرٍ فيه العجب العجاب وهو الذي عنيته بقولي سبق في هذا الاحتيال اليهود، كتب مقالا منذ القديم حينما كانت تظهر مجلة الأزهر تحت عنوان نور الإسلام فكتب فيه مقالًا ذكر مذاهب حول الصورة المحرّمة ، وهذا مذهبان ، مذهب تحريم الصور عامة كما هو دلالة تعريف سابقة، والمذهب الثاني ويروى عن الإمام مالك أن الصور المحرّمة إنما هي ألوان مجسمة فهذا الرجل الكاتب المشار إليه دون أن يلتفت إلى هذه الأحاديث وأن يتفقه فيها تبنى مذهب مالك وهو مخالف بلا شك لهذه الأحاديث، هذا المذهب الذي يقول الصور المجسمة هي فقط المحرّمة، تبنى هذا المذهب ذلك الكاتب لغاية في نفسه، ثم توصل من بعد هذه الخطوة الأولى التي انحرف فيها عن الأحاديث السابقة إلى أسس أخرى خطيرة جدًا قضى بها على كل المذاهب حتى على مذهب مالك، فإنه لفق من مذهب مالك الذي يُحرّم أيضًا الصور المجسمة مع جماهير العلماء، ومن قول العلماء بأن الصورة إذا تغيّرت هيئتها كانت حلالًا ، لفّق من مجموع القولين المسألة الآتية فقال بناءًا على ذلك إذا نحت الفنان هكذا يقول الفنان صنمًا فلكي يتخلص من التحريم حفر حفيرة في أم رأسه حتى يصل إلى الدماغ وهو في هذه الحالة أي هذا الصنم الدماغ وهو في هذه الحالة أي هذا الصنم يمثل إنسانًا لا يعيش، لأنه لا يسمى إنسان وفيه حفرة تصير إلى دماغه قال لكن هذا عيبٌ في التمثال من الناحية الفنية فيعلم الفنانين ما شاء الله فيقول يوضع شعرًا مستعارًا على رأس الصنم فيظهر الصنم من الناحية الفنية في أتم صورة وأجملها وبذلك يتخلص هذا الممثل النحات من أن يخالف أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، فهل علمتم في اليهود من احتال على حرمات الله كمثل هذا الرجل الأزهري ؟ هذا مصداق قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لدخلتموه ) هذا احتيال مما أصيب به بعض العلماء في العصر الحاضر، ولا شك أن الذين يقرؤون مقال ذلك الفاسد وهم من جماهير الناس ممن لا يعلمون بهذه الأحاديث ولا فقهها يتورطون ببيانه وينطلقون في النحت والتصوير ويحتالون على ذلك بمثل تلك الحيلة التي تعلمها تلميذ بل شيخ إبليس هذا تحريفه . ومن هذا النوع وهو بلاء أكبر وإن كان دون السابق في الاحتيال، التفريق بين الصور اليدوية والصور الفوتوغرافية، أو التفريق بين الصور التي تصور بالقلم أو الريشة وبين الصور التي تُصور بالآلة المصورة. هذا التفريق قلما ينجو منه عالم في العصر الحاضر، ذلك لعموم ابتلاء الناس بهذه الآلة وصورها فيقولون: هؤلاء الذين يفرقون بين الآلة المصورة ويجيزون التصوير بها وبين التصوير بالريشة..وعجيب ما يقولون: إن هذه الآلة أولًا لم تكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، فهي إذًا متعاطيها، والمصور بها لا يدخل في عموم الأحاديث السابقة ومنها قوله عليه الصلاة والسلام: ( كل مصور في النار ). إذًا هذا المصور بالآلة لا يدخل في عموم الحديث، لماذا؟ زعموا لأن الآلة ولأن المصور بها لم يكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام. لا يكاد ينقضي عجبي عن مثل هذا الكلام وهو يصدر من العلماء، المفروض في هؤلاء العلماء أنهم يتذكرون دائمًا وأبدًا أن ما يقوله الرسول عليه الصلاة والسلام من الأحاديث ليست من عنده اجتهادًا برأيه وإنما هو كما قال ربنا تبارك وتعالى: (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ))، فحينما قال الرسول -عليه السلام-: ( كل مصور في النار ) يجب أن يستحضر المسلمون عامة فضلًا عن العلماء خاصتهم يجب أن يستحضروا أن هذا الكلام ليس من عنده، ( كل مصور في النار )، وإنما تلقاه من وحي السماء، من ربه تبارك وتعالى، .إنما.صاغه بلفظه أما المعنى فهو من عند الله عز وجل فكأن الله هو الذي يقول: ( كل مصور في النار )، لأن الرسول لا يشرّع للناس من عند نفسه. ويؤكد لكم ذلك حديث أو أحد أحاديث أبي هريرة المتقدمة الذي روى عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: ( ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة فليخلقوا حبة فليخلقوا شعيرة ). إذًا هذا كلام الله، وقد جاء في سند رواية أبي هريرة في هذا الحديث أنه مر بمصور يصور صورًا في قصرٍ لأحد بني أمية، يصور صورة على الجدران فروى له هذا الحديث. فتلك الصور أيضًا..ولو أننا