بيان أنه لا فرق في التحريم بين الصور الفوتوغرافية والصور التي ترسم باليد المجردة. حفظ
الشيخ : ومن هذا النوع وهو بلاء أكبر وإن كان دون السابق في الاحتيال ، التفريق بين الصور اليدوية والصور الفوتوغرافية، أو التفريق بين الصور التي تصور بالقلم أو الريشة وبين الصور التي تُصور بالآلة المصورة ، هذا التفريق قلما ينجو منه عالم في العصر الحاضر، ذلك لعموم ابتلاء الناس بهذه الآلة و صورها فيقولون هؤلاء الذين يفرقون بين الآلة المصورة ويجيزون التصوير بها وبين التصوير بالريشة ... وعجيب ما يقولون إن هذه الآلة أولًا لم تكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، فهي إذًا متعاطيها، والمصور بها لا يدخل في عموم الأحاديث السابقة ومنها قوله عليه الصلاة والسلام ( كل مصور في النار ) إذًا هذا المصور بالآلة لا يدخل في عموم الحديث، لماذا ؟ زعموا لأن الآلة ولأن المصور بها لم يكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ، لا يكاد ينقضي عجبي من مثل هذا الكلام وهو يصدر من العلماء، المفروض في هؤلاء العلماء أنهم يتذكرون دائمًا وأبدًا أن ما يقوله الرسول عليه الصلاة والسلام من الأحاديث ليست من عنده اجتهادًا برأيه وإنما هو كما قال ربنا تبارك وتعالى (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) ، فحينما قال الرسول عليه السلام ( كل مصور في النار ) يجب أن يستحضر المسلمون عامة فضلًا عن العلماء خاصتهم يجب أن يستحضروا أن هذا الكلام ليس من عنده ، ( كل مصور في النار )، وإنما تلقاه من وحي السماء، من ربه تبارك وتعالى، إنما صاغه بلفظه أما المعنى فهو من عند الله عز وجل فكأن الله هو الذي يقول ( كل مصور في النار )، لأن الرسول لا يشرّع للناس من عند نفسه ويؤكد لكم ذلك حديث أو أحد أحاديث أبي هريرة المتقدمة الذي روى عن ربه تبارك وتعالى أنه قال ( ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة فليخلقوا حبة فليخلقوا شعيرة ) إذًا هذا كلام الله، وقد جاء في سند رواية أبي هريرة في هذا الحديث أنه مر بمصور يصور صورًا في قصرٍ لأحد بني أمية، يصور صورة على الجدران فروى له هذا الحديث فتلك الصور أيضًا ... ولو أننا نتصور أنها نافعة وبارزة ولكن ليست بتعبير الفقهاء مجسمة لها ظل إذًا فالرسول عليه السلام حينما قال ( كل مصور في النار ) إنما تلقى هذا المعنى من عند الله عز وجل، وقد صرّح في بعض الأحاديث أن الله هو الذي ينكر على المصورين تصويرهم ويوبخهم،من الذي يتجرؤ فيضاهي لله عز وجل فيذهب ويصور كتصوير الله عز وجل كما قال تعالى (( فتبارك الله أحسن الخالقين )) إذًا حينما قال عليه الصلاة والسلام ( كل مصور في النار ) هذا من وحي السماء فهل غريبٌ على وحي السماء أي على الله عز وجل أن ينزّل على النبي صلى الله عليه وسلم حكمًا عامًا يشمل جزئيات لم تأتِ به إذا استحضرنا هذه الحقيقة لا غرابة أن الرسول عليه السلام حين قال ( كل مصور في النار ) يعني أيضًا المصورين الذين لم يكونوا في عهده عليه الصلاة والسلام لأن الله هو الذي ألهمه أن يقول هذه الكلمة العامة الشاملة حتى المصورين بالآية الفوتوغرافية .