هل يجوز لأب يريد بعض الأشخاص أن يخطب منه أن يمنع ذلك لسبب من الأسباب ؟ حفظ
السائل : هل يجوز لأب يريد أحد الأشخاص أن يخطب منه أن يمنع أو أن تصل للخطبة أو يشغل فيها الفتاة يعني ؟
الشيخ : سؤالك مغمغم، أنت بدك تذكر السبب
السائل : يا أستاذ شخص يريد خطبة فتاة هل يجوز لأب هذه الفتاة أن يمنع وصول هذه الخطبة أن يسألها أنه فيه فلان يريد خطبتك ؟
الشيخ : كيف لا يجوز ؟
السائل : يعني اللي نفترضه في المثال الشخص اللي خطب فهو ... .
الشيخ : خطب بنتي أنا
السائل : نعم، جيت أنا خطبت بنتك، يعني إذا كان هناك أنه الرجل هذا يصلح ولكن فيه أمور أخرى ما بده يقول للفتاة الأمر ... بدها تخلص دراسة أو ما شابه ... ؟
الشيخ : مين اللي بده ما يقول ؟ الأب يعني ؟ السائل : الأب نعم
الشيخ : إذا كان الأب يمتنع لتحقيق مصلحة الفتاة الشرعية الدينية فهذا ليس فقط يجوز بل هو واجبٌ عليه، أما إذا كان الوالد يريد أن لا يحقق هذه المصلحة وهي أهلٌ للزواج أولًا والخاطب أهلٌ أيضًا إلى أن يُزوّج وليس هناك مانع أو عذر شرعي على الأقل يحول بين الولي ... يحسن التنبيه له بمناسبة هذا السؤال وإن كان ربما السائل ما يدندن حوله
السائل : توضيح
الشيخ : توضيح، وربما يكون فيه كشف يعني وإن كنا نحن لا نؤمن به ممكن، فكثير من الناس يظنون أن ولي البنت إذا امتنع لسببٍ ما أنه هذا السبب غير شرعي وقد يكون شرعيًا، مثلًا أضرب مثلًا منقولًا سيد البشر عليه الصلاة والسلام جاء إليه جاء إليه سيد الأصحاب وهو أبو بكر الصديق يخطب منه ابنته فاطمة فأبى ماذا نقول في هذا الإباء ؟ فيه عذر شرعي ولّا ما فيه عذر شرعي ؟ هذا اللي صاحبه في الغار وفي أضيق الأماكن يخطب منه ابنته فيأبى عليه، ولكن لكي لا تتحرك النفس الأمارة بالسوء ولو أنه هو أبو بكر الصديق لأن النفس أمارة بالسوء يذكر عليه السلام له السبب فيقول ( إنها صغيرة )
فلو جاءني أنا مثلًا رجل كبير السن، لو جاءني شخص يخطب مني ابنتي ومثل ما بيقولوا البنت عمرها أربعة عشر والخاطب عمره أربعين مثلًا بأقيس الأمر بأجد ما فيه تجانس بين هذه الفتاة الغرغيرة وبين هذا الرجل الفحل فأعتذر قد يقول هاه الشيخ خالف الشرع ليه ؟ لأنه ما طبّق قوله عليه السلام ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٌ عريض ) نقول لا، لأن هناك أسباب أخرى يراعيها الشارع الحكيم و هو رب العالمين ويبلغنا إياها رسولنا الكريم إما قولًا وإما تطبيقًا عمليًا، وهذا من التطبيق . قلت نأتي بمثال منقول، وهذا هو المثال المنقول ( إنها صغيرة ) تمام الحديث لأجل إتمام الفائدة جاء عمر بعد أبي بكر فخطبها منه فأيضًا رده، فلمّا جاء علي وافق عليه السلام
السائل : ثاني مرة جاء عمر ؟
الشيخ : ثاني مرة عمر أي نعم، ثم جاء علي فوافق عليه السلام وكما تعلمون ربنا بارك في ذريتهم وجاء منها الحسن والحسين، لكني أريد أن أقول الآن مثال آخر وهذا أقوله اجتهادًا واستنباطًا وتفقهًا في الدين كثير من إخواننا الطيبين الحريصين على التمسك بالدين يبدو لهم، أو يعن في بالهم أن يتزوجوا امرأة ثانية، فأنا أنصحهم أقول لا تفعلوا وإن كنت لا أقول ولا أكون حاشيا كأولئك الذين يحرمون التثنية والثالثة والرابعة خلاف النص القرآني ويقولون لا يجوز الزوجة الثانية وأكثر إلا للضرورة هذا خطأ، فهذا مخالف لنصوص الكتاب والسنة، لكني أقول كما يقول بعض العلماء بالنسبة لتزوج المسلم بالكتابية، المسلم يجوز له أن يتزوج بالنصرانية واليهودية بنص القرآن الكريم، لكن تأتي ظروف فتوقف هذا الحكم عن التنفيذ كما هو ظرفنا الآن تمامً فأنا أقول لا يجوز للمسلم اليوم أن يتزوج بالنصرانية واليهودية، ليس هذا صدمًا لقوله تعالى (( والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم )) لا، حاشا لله، لكن مراعاة للمصلحة أو للزمن الذي فسد فيه المجتمع الإسلامي، بينما الآية السابقة الذكر نزلت في خصوص هذا المجتمع الإسلامي الذي إذا انضم إليه ناس غرباء كالنساء الكافرات من النصرانيات واليهوديات كما يقولون اليوم في لغة العصر الحاضر تبوتقوا يعني إلماعه في البيئة الإسلامية حتى لو عاشوا على دينهم بعقيدتهم من حيث السلوك العام الظاهر فهم مع الإسلام، ولعل من كان فيكم كبير السن مثلي بس ما شاء الله كلكم شباب يذكر أن النصارى بل النصرانيات واليهوديات في بعض البلاد الإسلامية كعندنا في سوريا كنا يلبسن لملاية الزم، التي اليوم المسلمات ... .
السائل : ... مثل المسلمة حتى الآن
الشيخ : لهذا كيف؟ هذا تأثروا بالمجتمع الذي كانوا عايشين فيه وهو المجتمع الإسلامي وهم لا يزالون على دينهم وعقيدتهم، الآن إذ بدنا نجيب نصرانية أو يهودية لبيتنا بنزيد في الطين بلة وفي الطنبور رغمة نحن مسلماتنا نحن ما عم بنقدر نمشيهم حسب ديننا وأخلاق شريعتنا فكيف بنا بالنسبة لغريبات عن ديننا مطلقًا وهن اليهوديات والنصرانيات لذلك نقول يخطئ أشد الخطأ من يتزوج خاصة في بلاد الغرب من ليست مسلمة، لأنه ستترتب مشاكل كثيرة وهذا يمكن سمعتم بشيء منها فنحن نصرف النظر عن التحدث عنها نرجع إلى المجتمع الإسلامي الآن الذي نعيشه اليوم، المجتمع الإسلامي نساءً ورجالًا فكره موبوء، فكره مشحون بأفكار غير إسلامية منها أنه ما بيجوز واحد يتزوج واحدة ثانية، هذه الأفكار الغربية التي حملتها بعض الأقلام التي تنتمي إلى الإسلام ودستها في كتب عليها شعارات إسلامية وانبثت هذه الأفكار بهذه الطرق من المؤلفات والإذاعات خاصة الإذاعات المصرية فصار فيه هناك وعي عام لكنه خاطئ في المجتمع الإسلامي أنه ما بيجوز للإنسان أنه يتزوج إلا للضرورة فأصبحت الفتيات حتى المسلمات بسبب البيئة الفاسدة التي يعيشوها ما فيه عنده الاستعداد أنها تعيش مع ضرة لأنها عدوة خاصة بعد شحن الأفكار بهذه المشحونات فلمّا أنا، وأنا حريص مثل حكايتهم على أني أتمسك بالشريعة أنا وأولادي لمّا بدي أعطي بنتي لرجل عنده زوجة والله أنا ما أحكم على بنتي أنها ستكون نعمة المرأة والزوج لهذا الزوج وهو عنده زوجة، وأنا أعرف أنها خلوقة كما يقولون وإن كان هذا لغة خطأ إنما متمسكة بالأخلاق، لكن الغيرة هذه فطرة وطبيعة ثم عندنا شيء آخر يا ترى الزوجة الموجودة عند هذا الخاطب يا ترى هي كمان شو راح تكون مع بنتي فإذًا أنا ما راح أوافق على تزويج بنتي لهذا الرجل الذي بده يتزوج على زوجته، وهذا البحث كله كله وبكرر على مسامعكم إذا كان الرجل معذور، أما إذا كان غير معذور بمعنى هو جبّار وهو يمثل الحديث اللي جاء في الصحيح أن امرأة جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تستشيره تقول يا رسول الله إن أبا جهم ومعاوية خطباني هذان اثنان من أصحاب الرسول تقدموا لخطوبتها فهي تستشير الرسول، تستنصحه بأيهما تتزوج ؟ من حكمة الرسول وعقله ما قال لها تزوجي فلانًا ولا تزوجي فلانًا آخر وإنما بيّن عيب كل واحدٍ منهما بالنسبة لعاطفة النساء وشعورهم، فقال عليه السلام ( أما معاوية فرجلٌ صعلوك ) يعني فقير، والنساء تريد الرجل البارز، الذي له صيت، الذي له جاه في المجتمع بأي سبيل وبأي طريق، و ( أما أبو جهم ) وهذا مثال اللي أنا أقوله يمكن هذا الخاطب يكون هذا الرجل الذي قال فيه الرسول ( أما أبو جهم فرجلٌ لا يضع العصا عن عاتقه )، أتفه الأسباب يضرب المرأة هذه، فإذا كانت المرأة ضجت منه وضاقت الأرض عليها بما رحبت وصارت ما تطيقه وما تتجاوب معه لا في الخدمة لا في الجنس ولا في شيء فيتزوج عليها فإذًا المشكلة أكبر فعلى هذا لا ينبغي تظنن بأنه إذا ولي أمر امتنع من أن يُزوّج بنته لسبب من هذه الأسباب، نحن ضربنا مثلًا بأبو بكر خطب فاطمة بدون ما يكون عنده زوجة يومئذٍ مثلًا فأبى لأن العذر صغير السن . هنا نحن الآن أتينا بمثال قضية مش صغار السن وإنما قضية التعدد والمجتمع اليوم الإسلامي ما عنده استعداد ليعيش زوجتان ويهنوا هذا الزوج هذا الذي بده يعيش بين زوجتين، ما فيه أحلى من رجل عنده زوجتين وأنهم كأختين متفاهمتين، لكن أنتم بتعرفوا أنه ما يجوز في الشرع أنه واحد يتزوج أختين، ليه ؟ لأن الأختين راح يصيروا ضرتين ولمّا بيصيروا ضرتين يصيروا عدوتين فلابد يكون فيه قطع للأرحام، وهذا من حكمة شريعة الإسلام أنها نهت الرجل أن يجمع بين الأختين إلا ما قد سلف
السائل : هل كان يا أستاذ فيه غيرة إذا كانت الغيرة هي أحد الأسباب للمنع هل كانت غيرة عند زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وإلّا ما كانت ؟ فإذا كانت عند أمهات المؤمنين فالأمر بيكون هين إذا كان عند عامة الشعب أو عامة الناس ؟
الشيخ : سؤالك مكانك راوح نحن مثلك ما ننكر ما ثبت في الشرع، فغيرة النساء حقيقة وإذا شئت كما بأروي لك قصة حتى تزداد معي إيمانًا بغيرة النساء أنه إحدى زوجات الرسول دخلت إلى بيت السيدة عائشة تحمل صحنًا فيه طعام فغارت صارت شقتين السيدة عائشة ورمت الصحن على الأرض كسرته فكان جواب الرسول صلى الله عليه وسلم جواب الرجل الهادئ قال ( إناء بإناء وطعام بطعام )، يعني اللي كسر الإناء لازم يعوضه واللي كب الطعام لازم يعوضه . يمكن، يعني ما أدري أنت مثل حكايتي ولّا لا، أنا يمكن ما بأتصور بين ضرات الزمان بتصير الغيرة هذه تعرف ليش ؟ ليس لأنه ضرات آخر الزمان أنهم أحسن من نساء الرسول، لأنه ما فيه ما يغار عليه كما يُغار على الرسول فالمقصود الغيرة أمر طبيعي لكن أنت نسيت الذي شرحناه، أنه الآن فيه غيره زائد فساد تربية لا تنسى هذه الحقيقة غيرة زائد فساد تربية سواءً من الزوجة القديمة أو من الزوجة الجديدة الطارئة أو من كليهما معًا، لا تنسى هذه الحقيقة
سائل آخر : هل يجوز وضع مقبرة مشتركة بين المسلمين و غير المسلمين ؟
الشيخ : لا ما يجوز
سائل آخر : ولو فصل بينهما طريق أو ممر أو شارع مثلًا ما بيجوز ؟
الشيخ : لازم يكون بينهما بعد المشرقين، لأن الأمر هكذا كان في عهد الرسول عليه السلام، لأنه تعرفوا أنتم أنه فيه هناك آداب إسلامية أن المسلم إذا مرّ بمقابر المسلمين يُسلم عليهم فيقول السلام عليكم أهل دار قومٍ مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، نسأل الله لنا ولكم العافية، أما إذا مر بمقبرة المشركين فيقول أبشركم بالنار فما بيجوز أنه يكون مقبرة هؤلاء مع هؤلاء، لكن أيضًا يجب أن يكون الفصل بين المقبرتين بعيدًا حتى تتميز الأحياء عن الأموات كما هو الشأن بالنسبة للأحياء من النوعين لقوله عليه السلام ( المسلم والمشرك لا تترائى نارهما ) في الحياة، ( المسلم والمشرك لا تترائى نارهما ) أي لا يتجاوران، فينبغي أن يكون مقام المسلم بعيدًا عن مقام المشرك، ولذلك يمكن تعرفون في كثيرٍ من البلاد وقد يكون أيضًا هنا وإن كنت أنا لا أعلم هذا يقينًا في عندنا في دمشق وفي غير دمشق حارة اليهود وحارة النصارى . موجود هنا أيضًا؟
سائل آخر : نعم في نابلس أيضا
الشيخ : حارة اليهود وحارة النصارى، هذا متوارث من المسلمين من يوم فُتحت دمشق من الروم فالنصارى في حارتهم معروفة اليوم بباب السلام وباب تومة ونحو ذلك الآن، لماذا هذا الانفصال ؟ المسلم والمشرك لا تترائى نارهما، والسر في هذا معروف جدًا من السنة أولًا ثم من علم النفس ثانيًا، لأن علم النفس يقرر بوضوح أن البيئة لها تأثير، والتأثير قسمان مادي، ومعنوي . المادي كل الناس بيعرفوه، مثلًا الأرض الموبوءة بيهتموا فيها ويحوطوها ويمنعوا الدخول إليها وإلى آخره، وهذا ما أشار إليه الرسول في الحديث المعروف ( إذا وقع الطاعون بأرضٍ فلا تدخلوا فيها وإذا وقع بأرضٍ وأنتم فيها فلا تخرجوا منها ). لكن معنى الوباء المعنوي وهو الخلقي هذا أيضًا الرسول عليه السلام أشار إليه في بعض الأحاديث منها الحديث السابق ( المسلم والمشرك لا تترائى نارهما ) ، أوضح منه قوله عليه السلام ( مثل الجليس الصالح كمثل بائع المسك إما أن يُحذيك ) يعني مجانًا ( وإما أن تشتري منه ) بالنقود ( وإما أن تشم منه رائحة طيبة )، فعلى كل حال أنت منه ربحان، ( ومثل الجليس السوء كمثل الحداد إما أن يحرق ثيابك وإما أن تشم منه رائحة كريهة ) فإذن أنت خسران بمجاورة الحداد، ربحان بمجاورة بائع المسك، هذا مثل مجاورة المسلم للكافر ومجاورة المسلم للفاسق. لذلك قيل في الأمثال والبحث هذا طويل والوقت انتهى " عن المرء لا تسل وسل عن قرينه *** فكل مقارنٍ بالمقارنة يقتدي " ، والمثل السائر " الصاحب ساحب "، إن كان كافرًا ربما سحبك إلى كفره، وإن كان فاسقًا ربما سحبك إلى فسقه لذلك البيئة اليوم ما هي بيئة إسلامية حتى تسوغ للمسلم أن يتزوج الثانية والثالثة والرابعة لأنه في هذا تقوية للأمة الإسلامية، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام إشارة إلى هذه الحقيقة الشرعية ( تزوجوا الودود الولود فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة ) فمن فوائد الزواج الثنائي وما بعده هو أن الأمة هذه تتكاثر، لكن بالله عليكم الآن ألا تسمعون معي ناس بيشكوا من العقم هذا كله بيدلنا على فساد المجتمع، ناس بيشتكوا من العقم بتلاقوا الزوج تارة لوحده والزوجة تارة لوحدها وتارة الزوجان معًا رايحين من طبيبٍ إلى آخر، ليش ؟ بده يعرف السبب وربما أضاعوا فلوسهم ودراهمهم ودنانيرهم سُدى لأنه ربنا مقدّر وصرّح على ذلك في القرآن الكريم، سبحان الله مقابل هذا النوع من الأزواج أزواج ربنا عز وجل أنعم عليهم بالذرية كل سنة كل سنتين ما بدهم، بدهم يعني ذرية قليلة علشان يرتاحوا في هذه الحياة وبتشتكي المرأة وبتقول ما عندها طاقة أنها تخدمهم، ما عندها طاقة تربيهم إذا كان عندها شوية فلسفة إسلامية، تطعم الدعوى بإيش؟ بأنهم بدهم تربية، ما ...لذلك شو بدها تعمل ؟ إما تنظيم وإما إيش ؟ تحديد زعموا، شوف بقة كيف المجتمع متباين كل التباين والرسول شو عم يقول ؟ ( تزوجوا الودود الولود فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة )، فلو أن المجتمع صالح ما وجدت هذه المفارقات، لو المجتمع صالح كنت أنا أول من تزوج وأمر بالتزوج الثاني والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... .