ما حكم تارك الصلاة وما حكم صدقته وصيامه وحجه؟ حفظ
السائل : ما حكم تارك الصلاة ؟ وما حكم صدقته وصيامه وحجه ؟
الشيخ : الذي يبدو لي أن الجواب يكون ذو وجهين الوجه الأول قائمٌ على قوله تعالى (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره )) والجانب الثاني هناك حديث يقول وهو طبعًا صحيح ( أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة فإن تمت فقد أفلح وأنجح وإن نقصت فسد سائر عمله ) هنا البحث الآن ، هل نفهم من فساد العمل بالنسبة لمن فسدت صلاته أن سائر أعماله لا تُقبل ولا فائدة منها له أم أن الفساد هنا يعني شيئًا غير هذا المعنى ؟ مثلًا هل يستوي بالنسبة لرجلين أحدهما كان يُصلي صلاة سيئة، بحيث لمّا نُظر إليها يوم الحساب تبين أنها فاسدة لكن له حسنات من زكاة، من صدقة، من صيام كما جاء في السؤال، هل يستوي هذا الرجل مع رجل آخر لا صلى ولا صام ولا تصدق ؟ نصوص الشريعة تحول بيننا وبين مثل هذا الاعتقاد ، فإذًا ينبغي لنا أن نفهم الفساد المذكور في الحديث ليس بمعنى هدم الأعمال الصالحة كلها التي جاء بها، لا، لأن معنى ذلك أننا جعلنا هذا الإنسان كما يقول بعض العلماء اليوم كافرًا، أي تارك الصلاة كافر لأن الكفار هم الذين تحبط أعمالهم الصالحة بسبب كفرهم كما قال عز وجل (( وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثورا )). المسلم ليس من ما عرفناه عنه في الإسلام أن يحبط عمله كليًا ، وإنما يرى جزاءه يوم القيامة من خيرٍ أو شر كما ذُكِر آنفًا في الآية السابقة (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره )) غيره .