الكلام على فقه حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه( قصة الجارية التي سألها النبي صلى الله عليه وسلم عن مكان وجود الله ....). حفظ
الشيخ : يعني اسكت هذا ليس موطن الكلام قال فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة أقبل إليه تصوروا معي حالته النفسية هذا الإنسان، وتصوروا مثل هذه الحادثة وقعت في آخر الزمان، رجل تكلم بمثل هذا الكلام في الصلاة و قام الإمام جاي لعنده شو نتصور بيعمل معه ؟ بيقول له يا جاهل، يا كذا ... إلى آخره، يمكن هذا الإنسان تصور شيء من هذا الخيال، لكنه فوجئ بخلاف ذلك تمامًا قال فلمّا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة أقبل إليّ والله ما قهرني ولا كهرني ولا ضربني ولا شتمني وإنما قال لي ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي تسبيحٌ وتحميد وقراءة للقرآن ) ، قال فقلت يا رسول الله أخذ يسأل الرسول، نتصور أن هذا معاوية بن الحكم السلمي لمّا شاف اللطف النبوي وأنه ما أنكر عليه جهله وكلامه في الصلاة سوى أنه علّمه قال له الصلاة ما بيجوز فيها هذا الفعل شوف الآن انفتح أمامه باب من اللطف وأمامه سيد البشر ممتلئ علمًا إذًا لازم أنا أتعلم فبدأ يسأله سؤال بعد سؤال، سأله طبعًا عما إذا كان يشعر بحاجة إلى أن يعرف الجواب قال يا رسول الله إن منا أقوامًا يأتون الكهان قال ( فلا تأتوهم )، قال يا رسول الله إنا منا أقوامًا يتطيرون قال ( فلا يصدنكم )، قال يا رسول الله إنا منا أقوامًا يخطون ضرب الرمل قال عليه السلام ( قد كان نبيٌ من الأنبياء يخطه فمن وافق خطه خطه فذاك ) هذا اسمه عند العلماء تعليق بالمحال، يقول الرسول في الجواب قد كان نبيٌ من الأنبياء معجزة عنده أنه يطلع على بعض المغيبات بواسطة الرمل، من الله هذا ، فمن وافق خطه خطه فذاك، يعني أين يستطيع يوافق هذا غير نبي و ذاك نبي، اسمه تعليق بالمحال، ( قد كان نبيٌ من الأنبياء يخط فمن وافق خطه خطه فذاك ) قال يا رسول الله وهنا الشاهد لي جارية ترعى غنمًا لي في أحد فسطا الذئب يومًا على غنمي وأنا بشرٌ أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكة وعلي عتق رقبة قال ( ائت بها ) فجاء بها، قال عليه الصلاة والسلام ( أين الله ؟ ) قالت في السماء قال لها ( من أنا ؟ ) قالت أنت رسول الله قال لسيدها ( اعتقها فإنها مؤمنة ) شهد الرسول عليه السلام لهذه الجارية التي ترعى الغنم في جبل أحد بأنها مؤمنة لأنها عرفت الله بصفته العليا أنه في السماء وعرفت أن محمدًا رسول الله اليوم اسألوا أهل العلم أين الله ؟ ما بتعرفوا طبعًا شو الجواب، إيش هذا السؤال ؟ هذا السؤال ما يجوز والرسول هو الذي علمنا هذا السؤال، والجواب في القرآن الكريم كما قالت الجارية، ( أين الله ؟ ) قالت: في السماء. (( أأمنتم من في السماء )) شايفين الجارية اليوم أعلم من علمائنا إلا من شاء الله وقليلٌ ما هم، وإن في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد .