مواصلة الشيخ كلامه على مرضه مع كلامه على قصته مع رسالة " ذم الملاهي لابن أبي الدنيا" ومن ثم كلامه على قصته مع الورقة الضائعة. حفظ
الشيخ : نعود إلى ما كنت فيه فلذلك لمّا الطبيب المختص بالعيون نصحني بأن أدع العمل في تصليح الساعات والقراءة والمطالعة لمدة ستة أشهر صممت أن أتجاوب معه، لكن طبيعة عملي لا يسمح لي أن أُغلق الدكان لأنه بيكون فيه ناس لهم ساعات ولهم مواعيد بيأخذوها، فلابد من فتح الدكان إما أن أُسلم الساعات المنتهية أو أُكمّل الساعات التي أعطيت وعد بتصليحها ثم لا أستقبل ساعات من جديد، ولذلك أنا فتحت الدكان وجلست أنتظر الزبون من هؤلاء الزبائن وبس، مضى أسبوع، أسبوعين وبيقولوا عندنا في الشام بدأ الفار يتحرك فيّ هذا تعبير سوري يعني، يعني بدأ الملل يتسرب إلي، شو بقعد بين ... لا قراءة لا مقالة ولا عمل ... وكما يقال الحاجة أم الاختراع، بدأ العقل يشتغل يجول فتذكرت أنه في المكتبة الظاهرية رسالة للحافظ بن أبي الدنيا اسمه " ذم الملاهي " وكنت أتمنى لو يُتاح لي نسخها، ثم تحقيقها والتعليق عليها ونشرها، لمّا رأيت التفات الناس واهتمامهم بالملاهي وآلالات الطرب وعدم مبالاتهم بحرمتها فتذكرت هذه الرسالة فقلت في نفسي مادام أنت الآن في دورة استراحة فكلّف الخطاط فلان اللي هو كان يجلس في المكتبة الظاهرية خليه ينسخ لك الرسالة المخطوطة وأنت بيكون مضى زمن استرحت فيه وتبدأ شوية شوية ... وفعلًا ثم قررت هذا وذهبت إلى المكتبة الظاهرية واستخرجت الرسالة المخطوطة وهي في مجموع في المكتبة الظاهرية قسم يسمى بالمجاميع، الكتب كالمطبوعات تُرتب على العلوم الحديث، التفسير، الفقه، التاريخ، السيرة إلى آخره وهكذا أيضًا المخطوطات مقسومة إلى هذه الأقسام، لكن يشذ عن هذا التقسيم قسم يسموه المجاميع وهي عبارة عن مجلدات جمعت من الرسائل مختلفة المواضيع و الورق والقياس والخط، مجموع، فتلاقي رسالة مثلًا مثل الكف، وتلاقي بجانبها رسالة أكبر، شيء ورقه أصفر، شيء ورقه أخضر، شيء أحمر إلى آخره كشكول يعني اسمه مجموع، ويوجد في المكتبة الظاهرية أكثر من مائة وخمسون مجموع فقط. هذه بعنوان المجاميع، فطلعت الرسالة من مجموع من المجاميع وأعطيتها الخطاط وقلت له من هنا إلى هنا انسخ لي الرسالة هذه ما هي كبيرة عبارة كراس يعني عشرين ورقة، وتركت الرسالة عنده ينسخها، وبعد أيام من بدؤوا بالعمل يأتي لعندي و قال لي أن الرسالة يبدو فيها نقص، كان وصل إلى الوسط ففي الوسط كان فيه نقص، رحت على المكتبة الظاهرية درست الرسالة وفعلًا فيها نقص قلت إذا تابع النسخ نشوف شو الله عز وجل ... خلصت الرسالة مضى شهرين وثلاثة ما أذكر بالضبط، بدأت أنا بأرجع إلى عادتي وما استطعت أنفذ بالمسافة كلها التي قال لي الطبيب ستة أشهر . صرت أفكر في هذه الورقة الضائعة وين ... يمكن بحدّث نفسي بنفسي باعتبار أن الرسائل كانت رسائل فجاء بعض الناس قديمًا جمعوها ليحفظوها فجمعوها في مجلد، أو في مجلدات ويمكن المجلِد رجل متسبب صاحب صنعة وما هو عالم ولا عنده اهتمام بالكنز هذا الثمين فيمكن في أثناء التجليد سقطت ورقة ما بالى فيها وما وضعها، أو رفعها حتى في إيش في مجموع ثاني فإذًا شو العمل؟ لابد أن تدرس المائة والخمسين مجلد تقلبهم الرسائل تشوف فيها يمكن تلاقي الورقة المفقودة في مجموع آخر، وهكذا انفتح تفتيش ما كان في خاطري إطلاقًا، والقصة طويلة ما لنا فيها من مائة وخمسين مجلد وزيادة وما حصلت الورقة المفقودة، لعله إذًا موجود في قسم الحديث، لعله، لعله . المهم أتيت على المخطوطات الموجودة هناك في الظاهرية وهي أكثر من عشرة آلالاف مخطوطة ، وربنا عز وجل يسر لي الطريق، لأن النظام المتبع في المكاتب كلها بتقدم استمارة بيسموها يعني ورقة بتملأ الفراغات وتحط اسمك وتاريخ الطلب وتبعثه إلى المدير المسئول أو المراقب ويلف ويدور ويعطيه إلى الموظف اللي بيجيب الكتب فتأخذ وقت يعني، فربنا عز وجل مهد لي سبيلي فصرت أدخل المكتبة كلها أحط السلم وآخذ الكتاب وأدرس وأنا على السلم، لأنه شو الدراسة ؟ قلب صفحات يعني، وبهذه الطريقة مررت على كل الكتب، لكن في هذا الوقت فتح معي قضية ثانية صرت أكتب أسماء الكتب التي تمر علي، في أثناء هذا التفتيش خلصت من هذه العشرة آلالاف وما وجدت الضالة المنشودة .
في عندهم بيسموه الدست، يعني خزائن مُلقى فيها أنواع من الأوراق من الكتب المخطوطة، ضائعة وحاطينها كتراث يعني بيحفظوا عليها، قلت للموظف أرجوك أنك تخبرني وين هذه الأوراق فصرت أنا أقلب في هذه الأوراق وهنا الشاهد فوجدت هناك رسائل بكاملها ... ومش مذكورة في الفهرس بتاع المكتبة، وأعظم شيء وجدته في هذا في عندنا في المكتبة الظاهرية نسختين من كتاب مسند الشهاب القضاعي وكلتا النسختين ناقصة واحدة خط عادي وأخرى خط مغربي جميل جدًا جدًا ومخدوم من علماء الحديث وفيه هوامش مكتبة بخط أحد الحفاظ ضعيف، موضوع وهكذا أشياء النسخة المغربية موجودة في المكتبة الظاهرية ناقصة الكراس الأول، ولأن الكراس الأول ناقص مش معروف الكتاب شو هو بينما النسخة الثانية التي بخط مشرقي معروفة لأنها كاملة في أولها ناقصة في وسطها، وإذا أنا بأجد الكراسة المتمم للنسخة المغربية الموجودة عندهم ومش معروفة ... بيقول لك: جزء ناقص الأول في الحديث، يعني أسانيد وأحاديث، أما شو هو الكتاب ؟ ما بيعرفوا، وإذا أنا أجد الكراس المتمم للكتاب بتمامه وكامله فجئت عند المدير المسئول عن المخطوطات قلت له تفضل . هذا الكتاب اللي عندكم وهذا اسم الكتاب ... جزء في الحديث وهذه كمالته "مسند الشهاب" بخط جميل جدًا مغربي فأنا للتاريخ وبيان الواقع كتبت استخرجه من الدست محمد ناصر الدين الألباني، وجاء دور صاحبنا حمدي هذا السلفي عبد المجيد فالله وفقه وأخذ صور منها وقال كما سمعت: صاحبنا هذا شعيب من الحقد والحسد طمس الاسم هذا . هذا جهد لو كُلف موظفون وأعطوا معاشات رتيبة ما بيقوموا بهذا العمل إطلاقًا، لكن إنسان ربنا عز وجل يسر له هذا العمل و فطره على نشاط ورغبة ملحة أوجد أشياء كانت موجودة في المكتبة الظاهرية ومش موجودة في الفهارس، ولا حمدًا ولا شكرًا، لا نريد منكم جزاءًا ولا شكورًا، والحمد لله. بيأتي هذا الإنسان بيغار فبيمحي هذا الاسم ، شو بيأتي يا ترى من هذا الشيء سوى الحقد الدفين هذا مع الأسف
أبو ليلى : الذي يطمس على الحق الله يطمس عليه ... .
السائل : الشباب السلفي ... مش من السنة بعد الصلاة كل ما يسلم البعض تقبل الله تقبل الله وهكذا، فمن الأولى لمّا بيوصل على ... يلقي عليه هو السلام يعني شو اللي بده لما يأتي على مجموعة ناس يخلصوا من الصلاة فمش بدنا نقول تقبل الله ، نلقي السلام على الجميع ونسلم عليهم بس ... ؟
الشيخ : نعم