كلمة للشيخ عن حكم العمل السياسي قبل الاستعداد له . حفظ
الشيخ : يطبقونها وينفذونها في البلاد الإسلامية، فمن أراد أو أي جماعة أرادت أن تعمل عملًا سياسيًا في ضمن هذه المناهج والقوانين الوضعية فلا شك أن عاقبة ذلك الأمر سيكون خُسرى وسيكون نتيجة العاملين أن يرجعوا كما رجع سلفهم من قبل القهقرة، لذلك لا أؤيد هذا العمل السياسي لا لأنه لابد منه وإنما لأنه سابقٌ لأوانه.
ولعل مما أذكره أن من النذر التي تدل على صحة وعلى خطورة العمل السياسي قبل الاستعداد له أنني أذكر إن كنت لست ناسيًا أنه قد جاء في الكتاب أو الرسالة المشار إليها التصريح لأن المسلمين في هذا الزمان لابد لهم من أن يتساهلوا في ارتكاب بعض المحرمات شرعًا حتى يتمكنوا من تحقيق الغاية المنشودة من إقامة المجتمع الإسلامي. أنا أذكر هذا فهل أنتم ذاكرون معي ولّا تصححون ذاكرتي، هل منكم من ذاكر؟ ... فنقول كيف يلتقي هذا مع الشرع الذي قلنا مذكرين آنفًا في آية يشترك في معرفتها العامي مع الخاصة من أهل العلم وهي قوله تعالى: (( إن تنصروا الله ينصركم )) فهل يكون نصر الله لنا بأن نستحل بعض حرمات الله عز وجل أم يكون بتقوانا لله تبارك وتعالى حتى نستحق النصر من الله. إذًا نستطيع أن نقول هاهنا ونتمثل بقول القائل المعروف " أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل *** ما كان هكذا يا سعد تورد الإبل".
لا يكون الانطلاق إلى العمل السياسي وافتتاح باب الدعوة إلى العمل السياسي بالتصريح بأنه لابد من ارتكاب بعض المحرمات لكي ينطلق العمل الاقتصادي والاجتماعي ونحو ذلك مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صرّح في بعض الأحاديث الصحيحة حينما خطب في الناس قائلًا ( يا أيها الناس اتقوا الله عز وجل وأجملوا في الطلب فإن ما عند الله لا ينال بالحرام، إن نفسًا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فأجملوا في الطلب فإن ما عند لا يُنال بالحرام ). الرسالة تقول لابد من غض النظر عن بعض المحرمات وارتكابها حتى نتقوى ماديًا، وإلا نكون متخلفين عن ركب العصر الحاضر. هذا ما يحضرني جوابًا عن مثل هذا السؤال .