حديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن الميت : ( إنه ليسمع قرع نعالهم عندما ولو عنه مدبرين ) وحديث ( يا ذا السبتيتين اخلعهما ) هل يوجد تعارض ظاهر بين هذين الحدثين ؟ حفظ
السائل : حديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن الميت : ( إنه ليسمع قرع نعالهم عندما ولو عنه مدبرين ) وحديث أمر النبي صلى الله عليه و سلم الذي كان يملك النعال السبتية ( يا ذا السبتيتين اخلعهما ) هل يوجد تعارض ظاهر بين هذين الحدثين وكيف نوفق بينهما ؟
الشيخ : لا تعارض بطبيعة الحال لأنكم كما ترون اليوم وقبل اليوم وإلى ما شاء الله، أكثر المسلمين لا يلتزمون هذا الحكم ككثير من الأحكام، فهم يزرون في المقابر بنعالهم وهو عليه السلام أنه يخبر أن الميت حينما يوضع في قبره يسمع قرع هذه النعال، فهو إخبار عن أمر يقع من كثير من الناس أو قليل من الناس، لا يعني به تشريعًا وإنما يعني به إخبارًا عن حال هذا الميت حينما يوضع في القبر، التشريع يؤخذ من الحديث الثاني : ( يا صاحب السبتيتين اخلع نعليك )، فهذا كلام موجه إلى ذاك الذي كان يمشي في نعليه بين القبور أمره بأن يخلع نعليه، ما في خلاف بين هذا وهذا، كمثل ( لا تقوم الساعة حتى يتطاول الناس بالبنيان ) ، هذا إخبار عما سيقع أما هل هذا مشروع أم غير مشروع ؟ فهذا يؤخذ حكمه من أحاديث أخرى التي تنهى عن المبالغة في إطالة البناء والمبالغة في الاستكثار من أمتعة الدّار كما في حديث مسلم ( فراشٌ لك وفراشٌ لزوجك وفراشٌ لضيفك والرابع للشيطان )، فإذًا ما فيه تعارض بين الحديثين إطلاقًا .