بيان أن أعداء الإسلام لا يزالون في محاولة لإبعاد المسلمين عن دينهم وذلك بإثارة الشبهات و الشهوات في أوساطهم. حفظ
الشيخ : ... و بخاصة أن للمسلمين أعداء كثيرين وكل عدوّ من هؤلاء الأعداء يحاول أن يبعد المسلمين عن دينهم بشتى الطرق ، و بلا شك أن الكفار في العصر الحاضر الذي خضعت لهم القوة المادية تماما عرفوا أن المسلمين لا يصرفون عن دينهم بالقوة و السلاح و إنما بتحريفهم عن دينهم ، و تحريفهم عن دينهم يكون بشيئين اثنين ، الشيء الأول : إبعادهم عن الدواء الذي جاء به الإسلام و الشيء الثاني : ابتلاؤهم بالشهوات المادية على أشكالها و أنواعها فإذا كان المسلم غير محصّن بإسلامه و الإسلام الصحيح كما ذكرنا أمكن للكفار بسهولة أن ... المسلمين غلى اتباعهم لأهوائهم و شهواتهم لأن النفس كما قال تعالى (( إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربّي )) و لذلك فليكون المسلم في حصن حصين من الانحراف الفكري و المادي في آن واحد فعليه أن يتفقّه في الإسلام و أن يعرف أحكامه من كتاب الله و من حديث رسول الله فإنه هو الفقه الذي دعا الرسول عليه السلام لصاحبه بقوله ( من يرد الله به خيرا يفقّه في الدين ) فالتفقّه في الدين أساسه الكتاب و السّنّة و قد دخل في كلّ منهما أشياء غريبة جدّا عطّلت هذا الدواء الذي كان علاجا لأشدّ الشعوب انحرافا و هم العرب في الجاهلية فبهذا الدواء أصبحوا أعزّة و استطاعوا أن يصيطروا على البلاد التي كانت تحكمهم من قبل مع أنهم أقوى منهم عَددا و أكثر منهم عُددا ، و التاريخ كما يقال يعيد نفسه فكما كان الإسلام علاجا لأولئك العرب الذين كانوا مستضعفين في الأرض من فارس و الروم فصاروا سادة الجميع بسبب هذا الدواء ألا و هو الإسلام فإذا كان التاريخ يعيد نفسه فعاد المسلمون إلى هذا الدواء أعاد إليهم ما فقدوا من العزّ و المجد و المنعة و القوّة .