ما حكم السترة للمصلي ؟ حفظ
السائل : أرجو أن تبين لنا اتخاذ المصلي لنفسه سترة ... .
سائل آخر : هل هي وجوبا ؟
الشيخ : الحقيقة مسألة السترة هي من السّنن بل من الواجبات التي غفل عنها عامّة المصلين لا نستثني منهم أئمة المساجد فضلا عن من دونهم ذلك لأن مسألة السترة فيها أحاديث صحيحة من فعله عليه السلام و من قوله أما فعله فواردة فيه أحاديث كثيرة و على صور متنوّعة ففي صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي أن النبي صلى الله عليه و سلّم كان بينه و بين مصلاه أي موضع سترته ممرّ شاة ثمّ جاء في بعض الأحاديث أنه عليه السلام كان أحيانا يصلي إلى شجرة ذلك أظنّ في غزوة بدر و أحيانا يأخذ رحل ناقته فيعدلها و يصلي إليها هذا مما ثبت عنه فعلا أما ما ثبت عنه قولا فهو أهمّ لأن الفعل في علم الأصول إنما يدل على شرعية فعل الرسول عليه السلام لكن لا يدل على الحكم هل هو فرض ؟ هل هو واجب ؟ هل هو سنّة أو مستحب ؟ بينما حينما يأتي أمر الرسول عليه السلام بالسترة من جهة ثم يرتّب على وجودها أحكاما هامة فحينذاك تكون أقواله عليه السلام أهم من حيث دلالتها على الحكم الشرعي فهو مثلا يقول ( إذا صلى أحدكم فليصلّ إلى سترة لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) في حديث آخر ( إذا صلى أحدكم فليدن من سترته لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) الحديث الأول أمر مطلق بالسترة ، الحديث الثاني أمر بالاقتراب لأنه ليس يفيد المسلم أن يصلي مثلا في مسجد واسع و بينه و بين الجدار أمتار ينبغي أن يقترب من السترة لأمر الرسول في الحديث بذلك وحد الاقتراب تبين من الحديث الأول الذي هو في صحيح البخاري كما ذكرنا آنفا أنه بينه و بين السترة ممر شاة ثم جاء حديث آخر فيه أهميّة بالغة جدا للسترة ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل المرأة و الحمار و الكلب الأسود ) قالوا " ما بال الكلب الأسود يا رسول الله ؟ " قال ( إنه شيطان ) هنا حكم يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل ، مؤخرة الرحل ما يشبه العصايا شبر و نصف ، شبرين كمسند لراكب الراحلة فإذا كان الرجل يصلي خاصة في بعض المساجد التي فيها زحام كمكة و المدينة فمرت أمامه امرأة أكثر المصلين و الحجاج و المعتمرين و لكأنه مر عصفور أمامه مع أن الصلاة بطلت ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل المرأة و الحمار و الكلب الأسود ) و المقصود بالمرأة هنا المرأة الحائض و هي البالغ و ليس المقصود بالحائض يعني من كانت في حالة الحيض لأن المصلي ...
السائل : ما رايحة تدخل المسجد !
الشيخ : لا قد تدخل المسجد هي لكن المقصود فهذا القيد مهم جدّا جدّا من الناحية الفقهية لأنه لو مرت طفلة صغيرة ما يقطع الصلاة لذلك قال حائض يعني بالغ فإذن لو مر كلب أسود مسرع شو يملك إنسان في هذه الحالة أبدا ما يقدر أن يطبّق حديثا صحيحا وهذا أيضا يذكرنا بفائدة السترة كثير من الناس يعرفون أن المصلي إذا قام يصلي لا يجوز لأحد أن يمر بين يديه فإذا قام المصلي يصلي فأحس و هذا يصير معكم جميعا خاصة يوم الجمعة حسّ أن إنسانا سيمر بين يديه يعمل له هكذا هذا الذي يريد أن يمنع المار من بين يديه لا يجوز له ذلك إلا إذا كان واضع سترة هذه أحكام السترة أين ذهبت هذه الأحكام ؟ في خبر التاريخ ، في خبر كان ، السبب ؟ انصراف المسلمين عن دراسة سنة سيد المرسلين من أجل ذلك قال عليه السلام ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسّكتم بهما ، كتاب الله و سنّتي و لن يتفرّقا حتى يردا عليّ الحوض ) فتجد الناس اليوم يدخلون المسجد كيفما اتّفق ... على الناس أنا أقول .
سائل آخر : ... .
الشيخ : المهمّ هذا كله غفلة عن ذكر الله لأن الحقيقة ذكر الله و أظن أن هذا تعلمونه أنه تارة يكون ذكرا لفظيا و قلبيا معا ، و تارة يكون ذكرا قلبيا أنت حينما ترى امرأة فيعجبك جمالها فتغضّ بصرك عنها ما تفعل ذلك إلا لأنّك ذكرت ربّك ولولا ذلك كنت أعدت النظر مرة ثانية و ثالثة و هكذا ، أنت حينما تدخل المسجد تمدّ رجلك اليمنى و كذلك إذا خرجت تمدّ رجلك اليسرى فهذا ذاكر لله لكن هل كل من يدخل المسجد يصلي حين يدخل هو ذاكر لله ؟ قليل جدّا مع الأسف وهكذا يدخل المسجد يريد أن يصلي تحيّة المسجد لا بأس و إن كان هذا أيضا قد يتغافل عنه كثير من الناس يصلي سنّة الوقت مثلا ما يخطر في باله من شدّة الغفلة و الجهل المصيطر على الناس أنه على الأقل يجمع نيّتين بعمل واحد حتى إذا كتب له على صلاة السنة القبلية مثلا عشر حسنات أقل ما يكتب على العبادة يكتب له بإضافة مائة أخرى بدل عشرة ... و قد تكون بدل العشرة مائة و بدل المائة سبعمائة كما جاء في الحديث الصحيح (( و الله يضاعف لمن يشاء )) ما يخطر في باله يكسبها هيك على الماشي يعني بدون أي تعب و أي جهد سوى و فيه جهد و هو استجماع الذهن و العقل و ربطه مع ربه تبارك و تعالى فإذن لما يدخل هذا الإنسان هذا المسجد و يريد أن يصلي يفكر الرسول أمره أن يصلي إلى سترة ، يفكّر أمره رسول الله أن يدنو من السّترة ، يفكّر أنه قد يمر بين يديه شيء ... فيقطع عليه صلاته ومن شدّة غفلة الناس عن هذه القضايا الشرعية في كثير من الأحيان يسأل ... يا أخي ما فيه أحد في المسجد ، ما فيه أحد في البيت من الذي سيمرّ الشيطان يقول له ما أشوفه ... رسول الله لما أراد الشيطان أن يمرّ بين يديه قبض عليه و كاد أن يخنقه و لما سألوه ذكر لهم ذلك حتى قال عليه السلام ( وجدت برد لعابه في يدي و لولا دعاء أخي سليمان (( ربّ هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي )) لربطته في سارية من سواري هذا المسجد حتى يلعب به صبيان أهل المدينة ) فذاك رسول الله يرى الشيطان حينما يريد أن يمرّ و يمسكه بيده نحن أولا ما لنا القدرة البصرية أن نرى الشيطان بالتالي ما عندنا القوة البدنية نتغلب عليه و حقّا و صدقا ما قالته السيّدة عائشة رضي الله عنها حينما فاجئها الرسول عليه السلام يوما قال لها ( يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام ) قالت و عليه السلام يا رسول الله ترى ما لا نرى هذا جبريل وهي لا ترى ، جبريل في الحجرة و هي لا ترى ، ترى ما لا نرى هذا إيمانا بنبيّها و بزوجها تقول و عليه السلام ترى ما لا نرى فنحن نتسائل من الذي يمر الآن ما فيه أحد في هذه الغرفة ، الله أكبر الشيطان إذا كان يجري من ابن آدم مجرى الدم ما يجري أمامك ؟! من باب أولى . الله المستعان
سائل آخر : ... .
الشيخ : الله أكبر ! جهل .
سائل آخر : هل هي وجوبا ؟
الشيخ : الحقيقة مسألة السترة هي من السّنن بل من الواجبات التي غفل عنها عامّة المصلين لا نستثني منهم أئمة المساجد فضلا عن من دونهم ذلك لأن مسألة السترة فيها أحاديث صحيحة من فعله عليه السلام و من قوله أما فعله فواردة فيه أحاديث كثيرة و على صور متنوّعة ففي صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي أن النبي صلى الله عليه و سلّم كان بينه و بين مصلاه أي موضع سترته ممرّ شاة ثمّ جاء في بعض الأحاديث أنه عليه السلام كان أحيانا يصلي إلى شجرة ذلك أظنّ في غزوة بدر و أحيانا يأخذ رحل ناقته فيعدلها و يصلي إليها هذا مما ثبت عنه فعلا أما ما ثبت عنه قولا فهو أهمّ لأن الفعل في علم الأصول إنما يدل على شرعية فعل الرسول عليه السلام لكن لا يدل على الحكم هل هو فرض ؟ هل هو واجب ؟ هل هو سنّة أو مستحب ؟ بينما حينما يأتي أمر الرسول عليه السلام بالسترة من جهة ثم يرتّب على وجودها أحكاما هامة فحينذاك تكون أقواله عليه السلام أهم من حيث دلالتها على الحكم الشرعي فهو مثلا يقول ( إذا صلى أحدكم فليصلّ إلى سترة لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) في حديث آخر ( إذا صلى أحدكم فليدن من سترته لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) الحديث الأول أمر مطلق بالسترة ، الحديث الثاني أمر بالاقتراب لأنه ليس يفيد المسلم أن يصلي مثلا في مسجد واسع و بينه و بين الجدار أمتار ينبغي أن يقترب من السترة لأمر الرسول في الحديث بذلك وحد الاقتراب تبين من الحديث الأول الذي هو في صحيح البخاري كما ذكرنا آنفا أنه بينه و بين السترة ممر شاة ثم جاء حديث آخر فيه أهميّة بالغة جدا للسترة ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل المرأة و الحمار و الكلب الأسود ) قالوا " ما بال الكلب الأسود يا رسول الله ؟ " قال ( إنه شيطان ) هنا حكم يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل ، مؤخرة الرحل ما يشبه العصايا شبر و نصف ، شبرين كمسند لراكب الراحلة فإذا كان الرجل يصلي خاصة في بعض المساجد التي فيها زحام كمكة و المدينة فمرت أمامه امرأة أكثر المصلين و الحجاج و المعتمرين و لكأنه مر عصفور أمامه مع أن الصلاة بطلت ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل المرأة و الحمار و الكلب الأسود ) و المقصود بالمرأة هنا المرأة الحائض و هي البالغ و ليس المقصود بالحائض يعني من كانت في حالة الحيض لأن المصلي ...
السائل : ما رايحة تدخل المسجد !
الشيخ : لا قد تدخل المسجد هي لكن المقصود فهذا القيد مهم جدّا جدّا من الناحية الفقهية لأنه لو مرت طفلة صغيرة ما يقطع الصلاة لذلك قال حائض يعني بالغ فإذن لو مر كلب أسود مسرع شو يملك إنسان في هذه الحالة أبدا ما يقدر أن يطبّق حديثا صحيحا وهذا أيضا يذكرنا بفائدة السترة كثير من الناس يعرفون أن المصلي إذا قام يصلي لا يجوز لأحد أن يمر بين يديه فإذا قام المصلي يصلي فأحس و هذا يصير معكم جميعا خاصة يوم الجمعة حسّ أن إنسانا سيمر بين يديه يعمل له هكذا هذا الذي يريد أن يمنع المار من بين يديه لا يجوز له ذلك إلا إذا كان واضع سترة هذه أحكام السترة أين ذهبت هذه الأحكام ؟ في خبر التاريخ ، في خبر كان ، السبب ؟ انصراف المسلمين عن دراسة سنة سيد المرسلين من أجل ذلك قال عليه السلام ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسّكتم بهما ، كتاب الله و سنّتي و لن يتفرّقا حتى يردا عليّ الحوض ) فتجد الناس اليوم يدخلون المسجد كيفما اتّفق ... على الناس أنا أقول .
سائل آخر : ... .
الشيخ : المهمّ هذا كله غفلة عن ذكر الله لأن الحقيقة ذكر الله و أظن أن هذا تعلمونه أنه تارة يكون ذكرا لفظيا و قلبيا معا ، و تارة يكون ذكرا قلبيا أنت حينما ترى امرأة فيعجبك جمالها فتغضّ بصرك عنها ما تفعل ذلك إلا لأنّك ذكرت ربّك ولولا ذلك كنت أعدت النظر مرة ثانية و ثالثة و هكذا ، أنت حينما تدخل المسجد تمدّ رجلك اليمنى و كذلك إذا خرجت تمدّ رجلك اليسرى فهذا ذاكر لله لكن هل كل من يدخل المسجد يصلي حين يدخل هو ذاكر لله ؟ قليل جدّا مع الأسف وهكذا يدخل المسجد يريد أن يصلي تحيّة المسجد لا بأس و إن كان هذا أيضا قد يتغافل عنه كثير من الناس يصلي سنّة الوقت مثلا ما يخطر في باله من شدّة الغفلة و الجهل المصيطر على الناس أنه على الأقل يجمع نيّتين بعمل واحد حتى إذا كتب له على صلاة السنة القبلية مثلا عشر حسنات أقل ما يكتب على العبادة يكتب له بإضافة مائة أخرى بدل عشرة ... و قد تكون بدل العشرة مائة و بدل المائة سبعمائة كما جاء في الحديث الصحيح (( و الله يضاعف لمن يشاء )) ما يخطر في باله يكسبها هيك على الماشي يعني بدون أي تعب و أي جهد سوى و فيه جهد و هو استجماع الذهن و العقل و ربطه مع ربه تبارك و تعالى فإذن لما يدخل هذا الإنسان هذا المسجد و يريد أن يصلي يفكر الرسول أمره أن يصلي إلى سترة ، يفكّر أمره رسول الله أن يدنو من السّترة ، يفكّر أنه قد يمر بين يديه شيء ... فيقطع عليه صلاته ومن شدّة غفلة الناس عن هذه القضايا الشرعية في كثير من الأحيان يسأل ... يا أخي ما فيه أحد في المسجد ، ما فيه أحد في البيت من الذي سيمرّ الشيطان يقول له ما أشوفه ... رسول الله لما أراد الشيطان أن يمرّ بين يديه قبض عليه و كاد أن يخنقه و لما سألوه ذكر لهم ذلك حتى قال عليه السلام ( وجدت برد لعابه في يدي و لولا دعاء أخي سليمان (( ربّ هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي )) لربطته في سارية من سواري هذا المسجد حتى يلعب به صبيان أهل المدينة ) فذاك رسول الله يرى الشيطان حينما يريد أن يمرّ و يمسكه بيده نحن أولا ما لنا القدرة البصرية أن نرى الشيطان بالتالي ما عندنا القوة البدنية نتغلب عليه و حقّا و صدقا ما قالته السيّدة عائشة رضي الله عنها حينما فاجئها الرسول عليه السلام يوما قال لها ( يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام ) قالت و عليه السلام يا رسول الله ترى ما لا نرى هذا جبريل وهي لا ترى ، جبريل في الحجرة و هي لا ترى ، ترى ما لا نرى هذا إيمانا بنبيّها و بزوجها تقول و عليه السلام ترى ما لا نرى فنحن نتسائل من الذي يمر الآن ما فيه أحد في هذه الغرفة ، الله أكبر الشيطان إذا كان يجري من ابن آدم مجرى الدم ما يجري أمامك ؟! من باب أولى . الله المستعان
سائل آخر : ... .
الشيخ : الله أكبر ! جهل .