بيان أن المذهب الحق هو مذهب السلف الصالح. حفظ
الشيخ : ... مع هذا وجدت في العقيدة ثلاثة مذاهب كيف يتصور هذه المذاهب الثلاثة في العقيدة تكون حق و ربنا عزّ و جل يقول (( فماذا بعد الحقّ إلا الضلال )) لذلك لكي نكون في منجاة من الوقوع في مثل هذا الاختلاف وفي منجاة من الوقوع في مثل هذا الانحراف عن الكتاب و السّنّة فهما ليس إيمانا بالكتاب و السّنّة فكل الفرق الإسلامية تؤمن بالكتاب و السّنة لكن الكثير منها لا يؤمن بالكتاب و السّنّة يؤمن به لفظا لكن لا يؤمن به معنى فما الفائدة من الإيمان باللفظ دون الإيمان بالمعنى فعرفتم كيف يؤمنون باللفظ ... نحن ندعو للكتاب و السّنّة و على منهج السلف الصالح كيف يمكننا أن نعرف ما كان عليه سلفنا الصالح سواء ما كان متعلقا بالعقيدة أو كان متعلقا بالفقه أو ما كان متعلقا بالسّلوك الطريق أن نعرف ما كان عليه الرسول عليه السلام هو نفس الطريق الذي به نعرف ما كان عليه السلف الصالح أي باختصار ، طريق الرواية ، طريق الحديث و تلقي الروايات المتعلقة سواء ما كان منها بالنبي صلى الله عليه و سلم أو بالسلف الصالح أو بطريق الروايات و الحديث هذا الطريق حاد عنه جماهير المسلمين اليوم و قبل اليوم بقرون فجماهيرهم كانوا يعتمدون في فهم الكتاب و السنة على آرائهم وما كانوا يشعرون مطلقا في داخلة نفوسهم بأنه في حاجة إلى أن يستعينوا على فهم الكتاب و السنة بآثار السّلف الصالح ما كانوا يشعرون بهذا لكننا نحن بفضل من سبقنا من أهل العلم تنبهنا لهذه النقطة الهامة ألا وهي ضرورة فهم الكتاب و السّنّة على منهج السلف الصالح ومن الدليل على ذلك قوله تبارك وتعالى (( و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولى و نصله جهنّم و ساءت مصيرا )) هنا دقيقة و لطيفة جدّا الآية الكريمة ربنا ذكر سبيل المؤمنين عطفا على مشاققة الله و الرسول فقال (( و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى )) ما اكتى بهذه المشاققة عطف عليها قوله (( و يتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولى و نصله جهنّم و ساءت مصيرا )) ترى ما هي النكتة من ذكر سبيل المؤمنين ؟ لو أن الآية كانت فرضا و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نولّه ما تولى و نصله جهنّم و ساءت مصيرا ، ترى أنكتفي بالغرض الذي قامت به بتمام (( و يتّبع غير سبيل المؤمنين )) ؟ نقول لا إذن هنا نكتة بالغة من ذكر الله عزّ و جلّ لجملة (( و يتّبع غير سبيل المؤمنين )) عطفا على قول رب العالمين (( و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى )) لماذا ذكر هذه الجملة ؟ ليتبيّن لكم الآن لماذا أي إنّ اتباع الرسول عليه السلام و عدم الخروج على سنّته إنما يكون باتّباع سبيل المؤمنين الذين اتّبعوه بإحسان عليه الصلاة و السلام و إلا لو فعلنا كما فعلت المعتزلة و الخوارج لركبنا رؤوسنا و سلطنا أفهامنا بل أهواءنا على نصوص الكتاب و السنة لضللنا ضلالا بعيدا و لكنا من الذين شاقوا الله و الرسول باسم إيش ؟ هكذا نحن نفهم هذا هو سبب وقوع الفرق الضالة في مخالفة الشريعة في كثير من العقائد فضلا عن الأحكام الفقهية .