ذكر مثال يبين هذا القيد الكريم وهو فهم الكتاب و السنة على فهم سلف الأمة. حفظ
الشيخ : أنا عادة أضرب مثالا بسيطا لتوضيح أهميّة هذا القيد الذي استفدناه من الآية السابقة ومن الحديث الأول ( ... ما أنا عليه و أصحابي ) أضرب مثالا بسيطا آية في القرآن الكريم من أبين الآيات في بيان المراد الإلهي وهي قوله تبارك وتعالى في وصف أهل الجنّة في الجنّة (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) ماذا كان موقف المعتزلة و الخوارج بالنسبة لهذه الآية وهي صريحة في أن من نعم الله تبارك وتعالى على المؤمنين في الجنّة بل هي أكبر نعمة يمتنّ الله بها على أهل الجنّة أنّهم يرون ربهم يوم القيامة فإذا رأوه تبارك وتعالى نسوا نعيم الجنّة كلها ، ماذا المعتزلة و الخوارج تجاه هذه الآية أنكروها ؟ لا ما أنكروها لأنهم لو أنكروها لخرجوا من الدين كما تخرج الشعرة من العجين لكنّهم عطّلوها حرّفوا دلالتها الصريحة (( إلى ربها ناظرة )) قالوا إلى نعيم ربها ناظرة ما فيها شيء ، قدّروا مضافا محذوفا كما قلنا نحن آنفا لبيان كيف ينبغي أن تفهم اللغة العربية فضلا عن الكلام الإلهي القائم على اللغة العربية ، جاء الأمير ، جاء الملك هل يجوز لنا أن نفهم جاء خادم الأمير أو الملك ؟ لا . يا أخي بقول لك هذا أمر معروف في اللغة العربية تقدير مضاف محذوف وهنا بحث عند أهل العلم يقولون تقدير المضاف المحذوف يجوز عند وجود الدليل المقتضي لذلك و إلا كانت تعطّلت اللغة العربية أنا أقول جاء أحمد ما يعني أنه جاء ابنه ، جاء أبو أحمد جاء ابنه يا أخي من أين جئت بالتأويل هذا ؟ ... يعطل اللغة العربية وهنا هكذا فعل المعتزلة و غيرهم في تفسير نصوص الكتاب و السّنّة .
السائل : يفهمون الحق !
الشيخ : يفهمون الحق لكنّ الحق ما وافق أهواءهم لذلك يقولون لك فيه ضرورة للتأويل ، شو الضرورة ؟ ما دخل في عقله ومعنى هذا أنهم ما نقول ليسوا مؤمنين مطلقا لكن نقول بكل جرءة أنّ إيمانهم ناقص و ضعيف لأن الله عزّ و جلّ يقول في مطلع سورة البقرة (( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )) من هم ؟ (( الذين يؤمنون بالغيب )) أول صفة المتّقين الذين يؤمنون بالغيب طيب فمن الغيب (( إلى ربّها ناظرة )) ما بدّها فلسفة هم يستعملون العقل البشري مثل القوّة البشرية تستطيع أن تزيل الجبل عن مكانها ؟ لا القوة البشرية محدودة كذلك السمع محدود البصر محدود كذلك إيش ؟ كذلك العقل محدود تماما كل شيء يعني الإنسان خلق ضعيفا فهم لما يسمعون الآية (( إلى ربها ناظرة )) يكفيهم ، نحن إذا قلنا (( إلى ربها ناظرة )) معناها حصرناه في جهة ، وضعناه فوق وضعناه ... من هذه الشبهات التي استقوها من ما يشاهدونه حولهم من المخلوقين لكن الخالق نسوا أنه وصف نفسه بصفتين اثنتين إحداهما إيجابية و الأخرى سلبية ، الإيجابية صفة قائمة فيه ، السلبية تنزيه له تبارك و تعالى فقال (( ليس كمثله شيء و هو السميع البصير )) ، (( ليس كمثله شيء )) تنزيه أنه أي شيء يخطر ببالك من صفات الله عزّ و جلّ يختلط عليك الأمر ليكون مثل صفاتنا ، تقول رأسا (( ليس كمثله شيء )) لكن هل هو عبارة عن معنى قائم في الذهن لا حقيقة له و لا وجود له ؟ حاشاه يعني نحن الآن نستطيع أن نتصوّر العنقاء ، العنقاء اسم عربي قديم خيالي طير كبير يتحدّث عنه السندباد البحري في قصة ألف ليلة و ليلة و أمثالها أنه عبارة عن طير كبير البيض تبعه مثل القبّة وبيحكي قصة يعني فيها طرافة و فيها ظرافة كلّها خيال في خيال العنقاء اسم بدون جسم اسم في الذهن معنى قائم في الذهن لكن في خارج الذهن يعني في الواقع لا حقيقة له ربنا عزّ و جل له الذي له كل صفات الكمال ومنزّه عن كل صفات النقصان هل هو هكذا معنى قائم في نفوسنا وليس له حقيقة قائمة خارج هذا الكون ؟ خارج هذا العقل ؟ الله أكبر من ذلك بل هو خلق السماوات فله كل صفات الكمال فهو ذات موجودة حقيقة و لها كل صفات الكمال إذ الأمر كذلك فما هي صفاته عزّ و جلّ ؟ ليس لنا مجال في العقل أن نصفه من عندنا بل قد كفانا مؤنة تشغيل عقولنا بأن وصف نفسه لنا في الكتاب و في السّنّة من جملة هذه الصفات (( إلى ربها ناظرة )) أن المؤمنين كما قال أحد فقهاء الشعراء إن نستطيع أن نقول :
" يراه المؤمنون بغير كيف *** و تشبيه و ضرب من مثال " .فرؤية الله تبارك وتعالى ثابتة في الآخرة أنكرها المعتزلة و أنكرها الخوارج ألعدم وجود نصوص من الكتاب و السنّة ؟ لا النصوص موجودة لكنّهم حرّفوها و ع طلوا معانيها فإذن ما استفادوا شيئا من إيمانهم بهذه النصوص مع إنكارهم حقائق دلائلها فإذن يجب أن نؤمن بالنص لفظا و معنى ، النص محفوظ معصوم ، كيف نعرف المعنى ؟ هنا بيت القصيد كما يقال بالرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح القرآن يفسر أول شيء بالقرآن ثم بالسّنّة الصحيحة ثم بالآثار السلفية فهل نجد عند السلف الصالح تفسير هذه الآية (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) أي إلى نعيم ربها ؟ أبدا كل أثر يأتي عن السلف يتّفق مع ظاهر الآية أوّلا ثمّ مع الأحاديث الصحيحة الصريحة في الدلالة على أن الآية على ظاهرها التي يفهمها كلّ عربيّ إذا كان لم يصب بهوى ، لم يصب بمذهبية أو حزبية مقيتة ، هناك آية أخرى قالها تعالى (( للذين أحسنوا الحسنى و زيادة )) جاء تفسير هذه الآية في الحديث الصحيح في مسلم (( للذين أحسنوا الحسنى )) أي الجنّة (( و زيادة )) أي رؤية الله في الآخرة ، فسّروها بغير شيء رؤية النعم و ما شابه ذلك مما سبق ذكره هذا اسمه تعطيل .
السائل : يفهمون الحق !
الشيخ : يفهمون الحق لكنّ الحق ما وافق أهواءهم لذلك يقولون لك فيه ضرورة للتأويل ، شو الضرورة ؟ ما دخل في عقله ومعنى هذا أنهم ما نقول ليسوا مؤمنين مطلقا لكن نقول بكل جرءة أنّ إيمانهم ناقص و ضعيف لأن الله عزّ و جلّ يقول في مطلع سورة البقرة (( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )) من هم ؟ (( الذين يؤمنون بالغيب )) أول صفة المتّقين الذين يؤمنون بالغيب طيب فمن الغيب (( إلى ربّها ناظرة )) ما بدّها فلسفة هم يستعملون العقل البشري مثل القوّة البشرية تستطيع أن تزيل الجبل عن مكانها ؟ لا القوة البشرية محدودة كذلك السمع محدود البصر محدود كذلك إيش ؟ كذلك العقل محدود تماما كل شيء يعني الإنسان خلق ضعيفا فهم لما يسمعون الآية (( إلى ربها ناظرة )) يكفيهم ، نحن إذا قلنا (( إلى ربها ناظرة )) معناها حصرناه في جهة ، وضعناه فوق وضعناه ... من هذه الشبهات التي استقوها من ما يشاهدونه حولهم من المخلوقين لكن الخالق نسوا أنه وصف نفسه بصفتين اثنتين إحداهما إيجابية و الأخرى سلبية ، الإيجابية صفة قائمة فيه ، السلبية تنزيه له تبارك و تعالى فقال (( ليس كمثله شيء و هو السميع البصير )) ، (( ليس كمثله شيء )) تنزيه أنه أي شيء يخطر ببالك من صفات الله عزّ و جلّ يختلط عليك الأمر ليكون مثل صفاتنا ، تقول رأسا (( ليس كمثله شيء )) لكن هل هو عبارة عن معنى قائم في الذهن لا حقيقة له و لا وجود له ؟ حاشاه يعني نحن الآن نستطيع أن نتصوّر العنقاء ، العنقاء اسم عربي قديم خيالي طير كبير يتحدّث عنه السندباد البحري في قصة ألف ليلة و ليلة و أمثالها أنه عبارة عن طير كبير البيض تبعه مثل القبّة وبيحكي قصة يعني فيها طرافة و فيها ظرافة كلّها خيال في خيال العنقاء اسم بدون جسم اسم في الذهن معنى قائم في الذهن لكن في خارج الذهن يعني في الواقع لا حقيقة له ربنا عزّ و جل له الذي له كل صفات الكمال ومنزّه عن كل صفات النقصان هل هو هكذا معنى قائم في نفوسنا وليس له حقيقة قائمة خارج هذا الكون ؟ خارج هذا العقل ؟ الله أكبر من ذلك بل هو خلق السماوات فله كل صفات الكمال فهو ذات موجودة حقيقة و لها كل صفات الكمال إذ الأمر كذلك فما هي صفاته عزّ و جلّ ؟ ليس لنا مجال في العقل أن نصفه من عندنا بل قد كفانا مؤنة تشغيل عقولنا بأن وصف نفسه لنا في الكتاب و في السّنّة من جملة هذه الصفات (( إلى ربها ناظرة )) أن المؤمنين كما قال أحد فقهاء الشعراء إن نستطيع أن نقول :
" يراه المؤمنون بغير كيف *** و تشبيه و ضرب من مثال " .فرؤية الله تبارك وتعالى ثابتة في الآخرة أنكرها المعتزلة و أنكرها الخوارج ألعدم وجود نصوص من الكتاب و السنّة ؟ لا النصوص موجودة لكنّهم حرّفوها و ع طلوا معانيها فإذن ما استفادوا شيئا من إيمانهم بهذه النصوص مع إنكارهم حقائق دلائلها فإذن يجب أن نؤمن بالنص لفظا و معنى ، النص محفوظ معصوم ، كيف نعرف المعنى ؟ هنا بيت القصيد كما يقال بالرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح القرآن يفسر أول شيء بالقرآن ثم بالسّنّة الصحيحة ثم بالآثار السلفية فهل نجد عند السلف الصالح تفسير هذه الآية (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) أي إلى نعيم ربها ؟ أبدا كل أثر يأتي عن السلف يتّفق مع ظاهر الآية أوّلا ثمّ مع الأحاديث الصحيحة الصريحة في الدلالة على أن الآية على ظاهرها التي يفهمها كلّ عربيّ إذا كان لم يصب بهوى ، لم يصب بمذهبية أو حزبية مقيتة ، هناك آية أخرى قالها تعالى (( للذين أحسنوا الحسنى و زيادة )) جاء تفسير هذه الآية في الحديث الصحيح في مسلم (( للذين أحسنوا الحسنى )) أي الجنّة (( و زيادة )) أي رؤية الله في الآخرة ، فسّروها بغير شيء رؤية النعم و ما شابه ذلك مما سبق ذكره هذا اسمه تعطيل .