بيان حديث النبي صلى الله عليه وسلم في بيان الصراط المستقيم . حفظ
الشيخ : لذلك جاء الحديث فيه عبرة لمن يعتبر في تفسير قول الله عز وجل (( و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) وصور لهم الرسول عليه السلام هذه الآية على الأرض تصويرا حيث خط لهم خطا مستقيما و خط خطوطا قصيرة على جانبي الخط المستقيم الطويل وتلا الآية (( و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) قال عليه السلام ( هذا صراط الله وهذه طرق حوله وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه ) . و أرى فيما عندي من فهم حكمة بالغة في هذه السورة لأن الرسول عليه السلام صور الصراط المستقيم خطا طويلا وصور الطرق التي على جانبي الخط المستقيم خطوطا قصيرة وقال على رأس كل خط شيطان يدعو الناس إليه، ليه جعل الخط المستقيم طويلا وجعل الخطوط حوله قصيرة هذا التصوير بالغ في الروعة في العظمة كأن الرسول عليه السلام يقول أن هؤلاء الشياطين الواقفين على رؤوس مفارق الطرق يقولون يا جماعة إلي ماشين على الصراط المستقيم وين ماشين وين وين لا توصلو شوفوا الخط طويل تعالو هنا هذا الطريق قريب المنال قريب الوصول وهذا يلتقي تماما مع قوله عليه السلام في الحديث الصحيح ( حفت الجنة بالمكاره و حفت النار بالشهوات ) لأن يظل المسلم في حياته كلها مستقيما والله هذا هو الجهاد الأكبر فيجي الشيطان بيزينلو الطريق القصير وهذه هي الطرق الصوفية وغيرها، ليه ؟ لأن الشيخ بيلقن التلميذ أول ما بيلقنو الطريق أنو ما بإمكانك أن تصل إلا من طريق الشيخ، الشيخ هو إلي بيوصلك إلى الله ولذلك ينغش المساكين بيتبعوا الشيخ وبيستسلموا ومثل ... إلي بيقطعوا أرض في الجنة لأتباعهم وبيفتحوا باب التوبة لديهم وبحضورهم . فالشاهد قال بن مسعود يشير إلى هذه الحقيقة " كم من مريد للخير لا يصيبه " هذا إلى ماشي على الخط المستقيم فيستطيله، فبيجي بيمسك خط طريق من الطرق لأنو أسهل فاتبع شهوته فضلّ عن سواء السبيل. قال بن مسعود " وكم مريد للخير لا يصيبه " إن محمدا هنا الشاهد إن محمدا صلى الله عليه وأله وسلم حدثنا ( إن أقواما يقرؤون القرأن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) لأنه ما فهموا الدين ولذلك فهم على الدين الظاهر الذي تمسكوا به يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية، أي بنفس القوة التي يدخل السهم في الدابة المرمية ثم يخرج من الطرف الاخر بسبب شدة الضرب، ... كان كلامنا على إخواننا المسلمين هؤلاء الذين لا يتفقهون في الدين كيف يقولون ما ليس في قلوبهم ؟ يقرؤون كلام الله (( أأمنتم من في السماء )) ثم لا يؤمنون بأن الله في السماء يقول أحدهم بمناسبة وغير مناسبة ( الراحمون يرحمهم الرحمان ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) ثم لا يؤمنون أن الله في السماء، مصيبة الدهر إنما يؤمنون بماذا ؟ الله موجود في كل الوجود، الله موجود في كل مكان، في الكهاليز والمجاري والخانات والبارات وبيوت الخنا والزنا إلخ، كل هذه أماكن يجعلون ربهم و معبودهم فيها وهم يترفعون عن المكوث في مثلها، ذلك هو الضلال البعيد .