بيان خطأ من يقول في الحديث الضعيف " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" مع بيان كذلك خطأ مقولة" الأحكام تتغير بتغير الزمان والمكان ". حفظ
الشيخ : من المصطلح عليه في كتب علم مصطلح الحديث أنه لا يجوز رواية الحديث مصدرا بصيغة تشعر بصحة الحديث فلا يقال في الحديث الضعيف قال رسول الله أو جاء عن رسول الله أو كان رسول الله يفعل كذا وكذا إلى آخره وإنما يقال في الحديث الضعيف " روي " و " حكي " و " ذكر " ونحو ذلك من صيغ التمريض المبنية على المجهول هذا أمر مقرر في كتب المصطلح رأيي الشخصي الذي لم أر من سبقني إليه وأرجوا أن يكون صوابا ذلك لأن العلماء يقولون وهذه أيضا فائدة أخرى أنبهكم عليها الأحكام تتغير بتغير الزمان والمكان هذه قاعدة خطيرة جدا إذا ما أطلقت هكذا الأحكام تتغير بتغير الزمان والمكان صواب هذه القاعدة الأحكام المستنبطة باجتهاد الأئمة وليست هي الأحكام التي جاءت منصوصة في كتاب الله وفي حديث رسول الله هذه الأحكام حاشى أن تدخل في هذه القاعدة التي تقول الأحكام تتغير بتغير الزمان والمكان وإنما هذه الأحكام هي التي قالها الأئمة إستنباطا و اجتهادا لأن الإستنباط والإجتهاد معرض أولا للخطأ والصواب بخلاف ما كان منصوصا في الكتاب والسنة وثانيا هذه الأحكام التي قيلت بالإجتهاد والإستنباط روعي أثناء الإجنهاد و الإستنباط الوضع الذي كان الناس فيه أو عليه فوضعت هذه الأحكام تتناسب مع ذلك الزمان لعله من المفيد أن نضرب مثلا غريبا بعض الشيء ونبين كيف تتغير الأحكام بتغير الزمان والمكان بالقيد السابق الأحام التي تقال استنباطا واجتهادا وليس اعتمادا على النص جاء في شرح وجيز للإمام الرافعي من كتب الشافعية المعتمدة ما نصه لو صلى رجل في أرجوحة انتبهوا ما يقول ليس مدعمة من الأرض ولا معلقة بالسقف سمعتم بهذه الأرجوحة ليست مدعمة في الأرض و لا معلّقة في السّقف لو صلى في مثل هذه الأرجوحة قال هذا الإمام الفاضل فصلاته باطلة لماذا ؟ لأنه يصلى في الفراغ لو صلى في أرجوحة ليست مدعمة في الأرض و لا معلّقة في السّقف فصلاته باطلة الآن هذه الأرجوحة خلقها الله كما قال عز وجل مشيرا (( ويخلق ما لا تعلمون )) تعرفون ما هذه الأرجوحة الطائرة المعروفة بصورة خاصة بالهليكبتر التي تقف فوق الرؤوس لا تتحرك لا تهبط ولا ترتفع لا تدور لا يمين ولا يسارا ترى لو كان هذا القائل لتلك الكلمة في هذا العصر الحاضر هل يقول أن الصلاة في الطائرة باطلة ما يقوله هو تخيل شيئا ما تصوره أنه يصبح في الحقيقة واقعا ولذلك وقع لي فيما وقع لي من مناقشات ومناظرات مع بعض مشايخ التقليد في بلادنا سوريا زرت بلدة هناك في شمال سوريا لأول مرة في سبيل فقه الدعوة من بلد إلى أخرى فاجتمع ماشاء الله في المكان الذي نزلت فيه وكان منهم مفتي البلدة وبطبيعة الحال المفتي مقلد يفتي بناءا على مذهبه الشافعي إبتدء الكلام بكلام فيه ترحاب جميل يعني وسياسة لطيفة إلى آخره ولكن هو يمهد للغمز و اللمز قال أخيرا بلغنا أنك لا تقلد وأنك تجتهد دخلنا معه في حديث ولا يهمنا التفصيل قلت له يا شيخ نحن الآن في عصر حدثت أمور وقضايا جديدة فقد لا يجد الإنسان في كتب الفقه جوابا صريحا عن هذه المسألة الحادثة فماذا يفعل يعني قلت له لابد من الإجتهاد وفتح باب الإجتهاد هذا رحمة من رحمة الله وإغلاقه هو كما قال عليه السلام لذلك الأعرابي الذي بال في مسجده ثم كان من خطئه أي ضلاله كما جاء في الحديث أنه لما غضب من أصحاب الرسول الذين هموا به ضربا حينما رأوه يبول في المسجد النبوي فقال لهم عليه السلام ( لا تضربوه لا تضربوه إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ) تركوه حتى قضى حاجته في المسجد النبوي بول من خطئه و من بداوته أنه بعد الصلاة دعى ربه كأنه يشفي غيظ قلبه من أصحاب الرسول الذين كانوا هموا به فقال " اللهم ارحمني ومحمدا ولا تشرك معنا أحدا " هؤلاء الغلاظ القلوب الذين أهموا به لا تشركهم بالرحمة إنما ارحمني ومحمد ولا تشرك معنا أحدا قال له عليه السلام ( لقد حجرت واسعا من رحمة الله ) وهؤلاء الذين ضيقوا على الأمة الإسلامية و حرّموا الإجتهاد وزعموا أن بابه قد أغلق منذ القرن الرابع من الهجرة قلت لهذا الشيخ كيف تفعل في بعض المسائل التي تنزل اليوم بالمسلمين قال لي مثلا وهنا الشاهد قلت مثلا الصلاة في الطائرة تصح أم لا ؟ على البداهة والفور أجاب الجواب الصحيح تصح قلت له ما الدليل قال قياسا على الصلاة في السفينة قلت الآن وقعت فيما تنقم علي قال كيف ؟ قلت اجتهدت من سبقك من أهل العلم بأن الصلاة في الطائرة جائزة أولا ثم الدليل على ذلك القايس على الصلاة في السفينة ؟ فبهت الرجل ، قلت ومن العجب أنك أخطئت من حيث أصبت كلامك متناقض بطبيعة الحال وهو يتعجب منه و أعني ما أقوله قال كيف قلت لما اجتهدت أصبت ولكنك لو قلدت أخطئت قال ما أفهم قلت وذكرت العبارة السابقة قلت قال الإمام الرافعي ففي كتابه شرح الوجيز لو أن رجلا صلى في أرجوحة ليست مدعمة في الأرض ولا معلقة في السقف لا تصح صلاته هذه هي الطائرة فأنت لو تبعت هذا الإمام لقلت بأن الصلاة لا تصح أرأيت كيف أن الإجتهاد رحمة وليس بنقمة قال أنا ما وجدت مثل هذه العبارة قلت قد قيل من علم حجة على من لم يعلم و من حفظ حجة على من لم يحفظ ها هو الكتاب شرح الوجيز للرافعي مطبوع في حاشية المجموع للإمام النووي بإستطاعتك أن ترجع إليه الشاهد أن المسائل تختلف ياختلاف الزمان والمكان أي مسائل ؟ التي صدرت من باب الإجتهاد و الإقتباس أما الشيء المنصوص عليه فلا يجوز تغييره ولا تبديله أبدا نعود قالوا في المصطلح لا يجوز أن يقال في الحديث الضعيف قال رسول الله جاء عن رسول الله إلى آخره وإنما يقال بصيغة من صيغ التمريض كما ذكرت آنفا أنا أقول الآن إقتباسا لما ذكرناه آنفا من أن الأحكام التي وضعت ملاحظة لوضع الناس يومئذ قالوا هذا الكلام والعلم منتشر بين الناس ألا والعلم وبخاصة علم الحديث بصورة عامة وبصورة أخص علم مصطلح الحديث أصبح اليوم غريب