سياق الحديث بصيغة التمريض بين عوام الناس توهم أن الحديث صحيح وبيان أنه يجب أن يمسك عن رواية الأحاديث الضعيفة بالإطلاق أو أن تروى بقيد بيان ضعف سندها. حفظ
الشيخ : تصوروا معي أن خطيبا من الخطباء أتى بحديث هو يعلم أنه حديث ضعيف فقال روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال كذا وكذا أترون أحدا من الحاضرين يفهم من قوله روي أن هذا حديث ضعيف ؟ لا أحد وربما إذا كان الحديث فيه معجزة أو فيه يعني شيئا يحرك نفوس الناس لسمعت ضجة الناس في المسجد الله أكبر ماشاء الله و الحديث ضعيف إذن هنا تاج الحكمة العلوية إذا صح التعبير الحكمة التي قالها علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهي " كلموا الناس على قدر عقولهم أتريدون أن يكذب الله ورسوله " فإذا هذا الحشد الذي يحضر المسجد في الجمعة أو في صلاة العيد أو نحو ذلك من الإجتماعات الجامعة ما يفهم إذا قال المحدث في حديث ضعيف روي عن رسول الله إذن ماهو الواجب ؟ الواجب أحد شيئين إما الإعراض بالكلية عن ذكر الأحاديث الضعيفة في الإجتماعات العامة وهذا الذي أنصح به نفسي وكل من يقبل نصيحتي وإلا إن كان ولا بد من أن يرد الحديث فيقول روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بسند ضعيف أو بسند لا يصح وأنا كفيل أن أي خطيب يقبل هذه النصيحة سيشعر مع الأيام أنه لا فائدة من ذكر الحديث مصرحا بأنه حديث ضعيف لأن الناس حتى الذين لا يعلمون سيقولون مادام الحديث ضعيف لماذا هذا الشيخ يشغل بالنا به وسيضطر هو إلى أن يعود إلى نصيحتي الأولى وهي أن يعرض الواضع و المدرّس و الخطيب والمحاضر عن أن يورد أي حديث ضعيف ولو أنه صرح به أنه ضعيف من باب " كلموا الناس على قدر عقولهم أتريدون أن يكذب الله ورسوله " حديث موقوف على علي بن أبي طالب رواه الإمام البخاري في أول صحيحه في كتاب العلم الذي يلي كتاب الإيمان بسنده المتصل منه إلى علي رضي الله عنه فهو باعتبار مسند وباعتبار آخر موقوف وهكذا يستطيع طلاب أهل العلم أن يفهموا إصطلاح العلاماء لكن الناس يجب أن يكلموا ويخاطبوا بما يفهمون غيره ؟