بيان تحذير الشارع الحكيم من اتخاذ المساجد على القبور , وبيان ما يحصل من ذلك من الأضرار. حفظ
الشيخ : ... فالشاهد لما كانت عبادة الله عز و جل من أعظمها أن يدعى عند الشدائد دون سائر المعبودات بالباطل كان من الحكمة وضع سدود و وضع الراية بين المسلمين و بين من قد يوصلهم إلى دعاء غير الله بل إلى عبادة غير الله من ذلك أن الشارع الحكيم على لسان نبيه الكريم نهى المسلمين أن يبنوا المساجد على القبور نهى المسلمين أن يبنوا المساجد على القبور لماذا ؟ قال تعالى (( و أن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )) (( و أن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا )) و اليوم نرى مع الأسف الشديد كثيرا من المساجد بنيت قديما أو حديثا على قبور بعض من يظن أنه من الصالحين و قد يكون كذلك و قد يكون ليس كذلك هذا أمر لا يهمنا و لكن مع الأسف يصبح المقبور في المسجد وليا يعبد من دون الله هنا الشاهد الآن كثيرا من الناس إذا قلنا يعبد من دون الله يستنكر هذا التعبير يستنكر هذه اللفظة بيقولك ما حدا يعبده لكن هم يرون و يسمعون بآذانهم أن هذا المقبور هذا الميت مش مهم إن كان نبيا أو وليا أو صالحا أي مقبور كان يرون و يسمعون بأنه يدعى من دون الله تبارك و تعالى لكنهم لا يشعرون أنهم في دعائهم لهذا الميت من دون الله تبارك و تعالى أنهم وقعوا في الشرك شرك الألوهية ، شرك العبادة دعوا غير الله عز و جل و الله عز و جل يقول (( و أن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )) فإذا قام المسلم في مسجد من المساجد و قال يا سيدي أحمد امددني أعطني أنا فقير أنا مريض إبني بنتي إلى آخره هذا بلغة الشرع نستطيع أن نقول بكل صراحة عبد هذا المقبور من دون الله كيف ما سجد و لا ركع و لا صلى له حسبه أنه دعاه من دون الله تبارك و تعالى من أجل هذه المنكرات الكثيرة التي تشاهد في مساجد المسلمين اليوم في كثير من بلاد الإسلام ينادون من دون الله و ينذر لهم من دون الله و يذبح لهم من دون الله و من ذبح لغير الله فهو ملعون بنص حديث الرسول عليه السلام لماذا ؟ لأن الذبح عبادة و لذلك قال تعالى (( قل إن صلاتي و نسكي )) إن صلاتي التي أصليها هي لله و نسكي أي ذبيحتي هي لله فكم من ذبائح اليوم تقدم في مختلف البلاد الإسلامية هناك في سوريا لسيدي عبد القادر الجيلاني هناك فى مصر مثلا للسيدة زينب لسيد حسين ما أدري هنا أش عندكم ؟ النبي شعيب إلى آخره لا تكاد بعض البلاد الإسلامية تخلو من مثل هذه الشركيات و الوثنيات و أين ؟ في بيوت الله في مساجد الله التي بنيت لعبادة الله وحده لا شريك له لذلك كان من تمام التبيان لصدق ما جاء في القرآن في وصف نبينا عليه الصلاة و السلام أنه بالمؤمنين رؤوف رحيم أنه وضع السدود و الموانع القوية بيننا نحن معشر المؤمنين بالله و رسوله و بين أن نقع في الشرك من حيث ندري أو لا ندري من حيث نشعر أو لا نشعر من ذلك أن عليه الصلاة و السلام نهانا عن بناء المساجد على القبور فقال ( لعن الله اليهود و النصرى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) فهذا في صحيح البخاري و مسلم و أيضا في الصحيحين أن أم سلمة و أم حبيبة زوجتي النبي صلى الله عليه و سلم لما رجعتا من الحبشة ذكرتا لرسول الله صلى الله عليه و سلم كنيستة رأتها في الحبشة و ذكر من حسن و تصاوير فيها فقال عليه الصلاة و السلام ( أولئك كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا و صوروا فيه تلك التصاوير أولئك شرار الخلق عند الله تعالى يوم القيامة ) لذلك حذرنا عليه السلام من أن نقع فيما وقع من كان قبلنا من الأنام فقال في جملة ما قال من تلك الأحاديث التي سبق الإشارة إليها في أثناء الكلام قال لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق و إلا على الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد و الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد لذلك كان من السنة أن تكون القبور بعيدة عن البيوت بل بعيدة عن المسجد فأنتم تعلمون أن الرسول عليه السلام كان يخرج من داره إلى البقيع ليسلم عليهم و ليستغفر لهم و أسوء ما تكون المقبرة بجانب المسجد إذا كانت المقبرة و لو بعضها في جهة القبلة حينئذ تأتي مشكلة و هي الصلاة إلى القبور و قد قال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح ( لا تجلسوا على القبور و لا تصلوا إليها ) هذا الحديث جاء يبين حكمين شرعيين أحدهما إكرام الميت فلا يداس و لا يهان فقال ( لا تجلسوا عليها ) و الآخر عدم إكرام الميت بما لا يجوز إلا لله تبارك و تعالى ألا و هو النهي عن الصلاة إلى القبر ( لا تجلسوا على القبور و لا تصلوا إليها ) قد يقول البعض إذا كانت المقبرة في قبلة المسجد و كان بين المقبرة و بين المسجد مثل هذا الجدار فهذا فاصل نحن نقول نعم هو فاصل و لكن الإمام أحمد إمام السنة من حرصه على إبعاد المسلمين من التشبه بالكفار و السجود إلى القبور قال الجدار الذي بني للمسجد فهذا للمسجد أما المقابر إذا كانت في قبلة المسجد فلابد من بناء سور ثانٍ آخر يفصل جدار المسجد عن المقبرة ليكون المسلم حينذاك قد قطع الصلة في أثناء عبادته و سجوده لربه أن يتوجه إلى ميت مقبور في الأرض هذا مما يساعد الوقت الآن على التذكير به و أحمد الله عز و جل أن مسجدكم يعني بعيد عن هذه المشكلة ما دامت المقبرة في الجهة الغربية لكن الأفضل لو كان بيدكم الأمر لو كنتم أنتم بنيتم هذا المسجد أن يكون بعيدا على المقبرة حتى ما يكون الإنسان معرضا ليزور القبور و يستغيث بها من دون الله لأدنى مناسبة و نسأل الله عز و جل أن يفهّنا التوحيد الخالص بأقسامه المعروفة عند علماء المسلمين حتى ننجو بها يوم الدين يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم و الحمد لله رب العالمين .