ما حكم أخذ المال مقابل إخلاء المحل ؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ نسأل عن ما يسمى بخلو ... المحلات التجارية
الشيخ : نعم
السائل : شو حكم أو ما حكم الشرع في ذلك ؟
الشيخ : نحن تكلمنا عن هذه المسألة مرارا وتكرارا
سائل آخر : يعني فروغ المحل ؟
السائل : ... .
الشيخ : معليش، خلو الرجل كما تقولون هنا له حالتان الحالة الأولى أل يخلى المكان فعلا لصالح الطالب وليس لصالح المطلوب منه هذه الصورة الأولى ، الصورة الأخرى المكان خالي بطبيعة الحال بل هو جديد البنيان ما سكنه إنسان فهنا ما فيه خلو هو خالي، فالمسألة الأولى تختلف عن الأخرى ، المسألة الأولى أي إنسان يشغر أو يشغل مكان ما هو طبعا يرتفق به وينتفع به فحينما يأتيه طالب يطلب منه أن يخلي له هذا المكان معنى ذلك أن الإرتفاق والإنتفاع الذي كان يحصل لهذا الذي كان في المكان سينتقل بدوره إلى ذاك الطالب . هذا جائز على ما يتفقان عليه لأن المكان هو يستفيد منه وإذا فرّغه لطالبه فلا بد أن يطالب مقابل هذا التفريغ ما يستطيع أن يتمكن من استئجار مكان آخر سواء كان دارا أو كان دكانا أو أي شيء آخر فهذا جائز ولكن بشرط إن كان المكان هو لهذا الشاغر له أي هو مالكه فلا إشكال في هذا أما إن كان هو مستأجرا فلا يجوز أن يخلي المكان لهذا الطالب إلا بموافقة المؤجر المالك ولا يخفى عليكم جميعا أن اليوم تعامل المسلمين بعضهم مع بعض في كثير من الأحيان لا يكون في حدود الشريعة ويساعدهم على ذلك مع الأسف الشديد كثير من القوانين التي أخذناها من بلاد الكفر والضلال دون أن نراعي أحكام الشريعة عندنا فبهذا الشرط أيضا إذا رضي مالك العقار أن يسمح لمستأجر العقار أن يخليه للطالب فلا مانع من ذلك .
نعود إلى الصورة الثانية العقار المكان الدكان فارغ فهذه من المغالطات المكشوفة أنه خلو رجل ليس هناك رجل حتى تخلي هذا المكان، المكان لسى بعد ما ركبت أبوابه ولا ركبت نوافذه ويعلن صاحبه ومالكه أنه هذا المكان يعني جاهز للتسكين و المراجعة مع فلان .
تروح عند فلان بيقلك الفروغية كذا والأجرة السنوية كذا هذا سحت ! فروغية عن مكان فارغ هذا أجر سحت و حرام لماذا ؟
إذا ما قبل هذا العصر الذي ابتلي به المسلمون بتقليد الغربيين تقليدا أعمى كما أشار إلى ذلك عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح المشهور ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) فنحن نأخذ هذه القوانين ونطبقها على أنفسنا مع أنها غير لائقة بنا وغير متناسبة مع ديننا وعقائدنا ويعجبني بهذه المناسبة أن أحد الأدباء هناك في سوريا كان يأتي بمثال مؤداه هؤلاء الأوروبيون القوانين التي وضعوها كالثياب التي يفصلونها تتناسب مع أبدانهم فمنهم البدين الطويل ومنهم الطويل النحيل ومنهم القصير المربوع القامة إلى آخره فهذه الثياب التي فصلت على نسبة قاماتهم لا تناسبنا نحن لأنه نحن أجسامنا غير أجسامهم أولى وأولى تلك القوانين التي وضعت لأولئك الكفار الفقراء في التشريع لأنهم لا شرع عندهم لا تناسبنا نحن لأن نحن أغنياء بما شرع الله لنا في كتابنا وفي حديث نبينا صلّى الله عليه وسلم هذا التعامل ما يسمى بخلو الرجل أو الفروغية عندنا في سوريا المسلمون لا يعرفونه قديما هذه بضاعة كافرة أوروبية مادية محضة كالبنوك الربوية القائمة اليوم والتي امتلأت بها بلاد الإسلام مع الأسف الشديد كل هذه المعاملات لا تتصل بالإسلام بسبب بل هي خلاف الإسلام فالمكان الفارغ حينما تدفع الأجرة لماذا تدفع هذه الأجرة ؟ للإنتفاع بهذا المكان وهو فارغ فإيش معنى أنه تدفع للإنتفاع بفروغية هذا المكان شيئا آخر وهو فروغية إذا أجرة مقابل ماذا ؟ إن قلت الأجرة مقابل الإنتفاع بهذا المكان وتشغيله فالفروغية مقابل ماذا إن قلت الفروغية مقابل الإنتفاع بفراغ المكان فالأجرة مقابل ماذا ؟ فواضح تماما أنه هذا من باب أكل أموال الناس بالباطل . تفضل .