هل من عقوق الآباء فيمن يخرج للسفر لطلب الرزق بغير إذن والديه؟ حفظ
السائل : ... تمكني من الوصول إليه أو الحضور مع العلم بأنني أرسلت إليه مصاريف الميتم وما أشبه ذلك
الشيخ : إذا كان ربك يعلم أنك اجتهدت لتحضره قبل وفاته ولكن الظروف هناك ما ساعدتك فغضبه لا يؤثر .
السائل : ولكن ... .
الشيخ : ولكن إذا كنت مقصرا معه سواء في تأخرك في الذهاب إليه أو سافرت في الأصل دون إرادته
السائل : بالطبع أثناء، يوم كنت مسافر الصبح بكى ومسك تذكرة السفر والجواز وكان بيمنعني من السفر
الشيخ : هذا هو
السائل : وقال يا ابني إنت حتطلع وما عاتش أشوفك أنا متأكد إنني حموت ومش حشوفك ولذلك لما كان مريض وبعثولي فحاولت أخذ إجازة من جهة العمل فمنعوني قالوا لي ما فيش إجازات ممنوع الإجازات فبعثت له فلوس وبعد وصول الفلوس بفترة عشرين يوم توفى
الشيخ : فإذًا أصل خروجك خطأ وليس عدم استطاعتك العودة إليه هو الخطأ، أصل خروجك خطأ لا يجوز للولد الصالح البار بأبيه أن يخرج لطلب العلم، طلب العلم أن يخرج للجهاد في سبيل الله إلا بإذن والديه كما جاء في الحديث الصحيح أن رجلا من اليمن جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال جئت لأجاهد معك وقد تركت أبوي يبكيان فقال ( ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما ) فما يجوز للولد أن يخرج إلا برضا الوالد، اللهم إلا في حالة واحدة إذا كان الخروج لأداء فرض عين عليه فهنا ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) أضرب لك مثلا، يجب على كل مسلم بالغ أن يصلي صلاة الجمعة في المسجد مع جماعة المسلمين هذا بلا خلاف ويجب عليه أن يصلي الصلوات الخمس في المسجد على أرجح أقوال علماء المسلمين وعلى ذلك تدل الأحاديث الصحيحة ومنها حديث ( لقد هممت أن آمر رجلا فيصلي بالناس ) الذي ذكرته آنفا، فإذا قال الوالد لولده لا تصل في المسجد صل في البيت لا يطاع ولا يسمع ولو غضب ولو حمق ولو قتل نفسه لأنه ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) لكن لو قال له رح صل الفرض وتعال لا تصل السنة فيجب إطاعته لأنه ترك السنة ما هي معصية، صحيح بيفوتوا خير كثير وأجر كبير لكن ترك السنة ليس معصية فيطاع هنا ولا يطاع هناك فأنت خرجت في سبيل طلب الرزق
السائل : آه
الشيخ : وخرجت من دون إذنه، من هنا جاء خطأك ولذلك وأنا ذاكر سؤالك الحقيقة الآن لا سبيل لك إلى يعني تدارك ما فاتك من الأمر إلا بأن تكثر من الدعاء له والأعمال الصالحة تفعلها من صدقة ، من صيام ، من حج ، من عمرة وتنوي أن يكتب ثوابها لأبيك فهذا قد يخفف من عاقبة تلك المعصية التي بدرت منك في أول خروجك، هذا هو جواب سؤالك .
السائل : طيب يا شيخنا