ما الحكمة من خلغ النعلين في حال دخول المقبرة؟ حفظ
الشيخ : يقول خلع الحذاء في المقبرة علما بأنها ليس ... .
السائل : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله . ما يعني السائل بهذا السؤال ؟
السائل : السائل موجود هون ؟
سائل آخر : نعم
الشيخ : ماذا تعني ؟
السائل : .. نها نجسة ... .
الشيخ : المقبرة يعني ؟ شو تقصد بالسؤال يعني ؟ أنت تقول خلع الحذاء في المقبرة علما بأنها نجسة، هذا الكلام مش تام، هذا مبتدأ الخبر شو هو يعني مثلا ما حكمه ؟
السائل : أيوه أيوه
الشيخ : فشو تقصد بالتعليل، بالتعليل بأنه نجس
السائل : ... .
الشيخ : المقبرة نجسة ؟ السؤال المقبرة نجسة وإلا لا ؟
السائل : ... .
الشيخ : خلي السائل نفسه يوضح مقولته
السائل : ... .
الشيخ : هذا السؤال ؟
السائل : نعم
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
الجواب نعم وليس للمسألة علاقة بكون المقبرة نجسة أو ليست بنجسة لأن الحكم أي حكم خلع النعلين من الذي يريد أن يمشي في المقبرة لم يأتِ ملاحظة كون المقبرة نجسة أو طاهرة وإنما ملاحظة احترام موتى المسلمين فجاء في مسند الإمام أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يمشي في المقبرة بنعليه فقال عليه الصلاة والسلام ( يا صاحب السبتيتين اخلع نعليك ) فسواء مشى الإنسان بنعليه أو بخفيه أو بقدميه الحافيين فالمقبرة هي المقبرة سواء كانت أرضها طاهرة أو نجسة فهذه مسألة أي كون المقبرة نجسة أو طاهرة ليس لها علاقة بهذا الحكم كل ما في الأمر أن نهي الرسول عليه السلام أن يمشي المسلم بنعليه في المقابر، مقابر المسلمين هو كنهيه عن الجلوس على هذه المقابر حيث جاء في صحيح مسلم من حديث أبي مرفد الغروي قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها ) ( لا تجلسوا على القبور ) لما فيها من إهانة لها ولا تصلوا إليها لما فيها من التقديس و التعظيم لها تعظيما خارجا عن حدود الإسلام وهذا وهذا كله أي سواء النهي عن الجلوس على القبر أو النهي عن استقبال القبر بالصلاة كذلك المشي بين القبور في النعال كل هذه الأحكام ليس لها علاقة بطهارة المقبرة أو نجاستها وإنما هي أحكام مستقلة منفصلة تمام الإنفصال عن ملاحظة كون المقبرة نجسة أو طاهرة، ( لا تصلوا إليها ) مش لأنها نجسة وإنما لأن فيها تعظيما للقبر أكثر من اللازم ( ولا تجلسوا عليها ) مش لأنها نجسة وإنما لأن فيها إهانة لها، الإسلام جاء بالأمر الوسط ويأمر باحترام قبور المسلمين لكن احتراما لا يصل بهم إلى تعظيمها تعظيما يجاوز به حد الشرع كذلك النهي أن يمشي في المقبرة في النعلين، ليس لذلك علاقة لكون المقبرة طاهرة أو نجسة على أنه بعد هذا الجواب نقول لا يجوز الحكم على أرض المقبرة بالنجاسة لأن أرض المقبرة هي فوق القبر والقبر وما يخرج منه صديد ومن قيح ومن غير ذلك من الأمور المستقذرة أو النجسة هي في الأسفل وليست في الأعلى وسطح القبر المقبرة معرض لعوامل الطبيعة من أمطار ، من رياح ، من أشعة الشمس وهذه كلها تحيل أي تغير ظاهر الأمر الذي يتعرض لهذه العوامل الطبيعية ومن هنا كان من الأحكام الشرعية في بعض المذاهب الإسلامية كمذهب أبي حنيفة أن الإستحالة مطهرة ويعنون بالإستحالة تحول حقيقة شيء ما إلى حقيقة أخرى وقد يكون ذلك الشيء في أصله نجسا فبسبب الإستحالة يصبح طاهرا كالجيفة مثلا فهي بسبب تعرضها لتلك العوامل شمس رياح أمطار تتملح، هي أصلها جيفة ميّتة محرمة نجسة وإذا بها مع عوامل الطبيعة تتغير حقيقتها وتصبح ملحا تأكله كما تأكل الملح الطبيعي أو الصناعي فيصبح حلالا ويصبح طاهرا هذا هو الإستحالة أو تحول الشيء من عين إلى عين أخرى فإذا كانت العين في الأصل نجسة ثم تغيرت حقيقتها وأصبحت حقيقة أخرى فهذه الحقيقة الأخرى ينظر إليها على واقعها لا على ما كانت عليه في أصلها، هذه الأرض الظاهرة من المقبرة ليس فيها نجاسة ظاهرة، النجاسة قد تكون في الأسفل لذلك فما يقال من أن علة النهي عن الصلاة في المقبرة هي النجاسة هذا الكلام ليس صحيحا شرعا . فعلة النهي عن الصلاة في المقبرة كعلة الصلاة إلى القبر نفسه فالقبر بعيد عنك وأنت تصلي إليه فهذا حرام ولا تصح الصلاة لا لأن الذي تستقبله نجس لا ، وإنما لأنك تعظم بصلاتك غير الله عز وجل، كذلك النهي عن الصلاة في المقبرة ليس لأن المقبرة نجسة وإنما لأن في ذلك تشبها بعباد القبور .
خلاصة القول ثبت أمر الرسول عليه السلام من كان يمشي بنعليه في المقبرة فأمره بأن يخلع فأخذنا من ذلك أن من الآداب التي يجب على المسلمين أن يراعوها حق رعايتها أن لا يمشوا بنعالهم في مقابر المسلمين، هذا من أدب المسلمين مع موتاهم بعد دفنهم .