من المعلوم أن الصلاة في المساجد التي فيها القبور ليس من دين الإسلام فما حكم الصلاة في المسجد النبوي الذي فيه قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه؟ حفظ
السائل : يحتج يا أستاذ في قبر النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمين يصلوا إليه نريد توضيح يا شيخ ؟
الشيخ : أيضا هذا السؤال مشروح هناك في " تحذير الساجد "
السائل : ... عنه
الشيخ : هو باختصار، إيه.
السائل : مع بعض ... .
الشيخ : تأخذ الكتاب وتقرأ الفصل وتسجله أما
السائل : لا ... .
سائل آخر : ... الكلام ... الله يرضى عليك
الشيخ : أما السؤال فهو باختصار ما نستطيع أن نؤلف الآن المؤلف موجود .
السائل : إلي بيسمعوا هذا التسجيل يقولوا قبر الرسول فهو بيكون ملحق مع بعضه ... .
الشيخ : الصلاة في مسجد الرسول مستثنى لأن له فضيلة خاصة على سائر المساجد إلا مسجد مكة فقد جاء في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة مما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام ) هذه الفضيلة نطق بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده نفسه وهذه فضيلة لا تنسخ أبد الدهر لأنه ليس لأحد سلطان على أن ينسخ حكما من أحكام الإسلام سواء كان ذلك مثبتا في السنة أو القرآن وما دام أن الأمر كذلك لا يتغير هذا الحكم بما طرأ على مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته بقرابة مائة سنة سواء من جهة إدخال القبر في المسجد أو من جهة زخرفة المسجد أو من جهة إدخال المحراب إليه ولم يكن موجودا في عهده عليه السلام أو غير ذلك من الأمور التي أدخلت في المسجد النبوي فهذه الأمور التي أحدثت لا تنسخ هذا الحكم الأبدي ألا وهو قوله عليه السلام ( صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة ) فالصلاة في مسجد الرسول عليه السلام أشبه ما يكون بصلاة تحية المسجد أو سنة الوضوء أو نحو ذلك من النوافل التي تعرف عند العلماء بذوات الأسباب فهذه النوافل ذوات الأسباب القول الراجح فيها أنها تصح وتشرع في أوقات الكراهة، وأوقات الكراهة لا تصح الصلاة فيها لأنه عليه السلام يقول ( لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ولا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس ) لا صلاة أي هذه الصلوات باطلة لكن النوافل ذوات الأسباب ليست باطلة بل هي صحيحة ولو صلاها في الأوقات المنهي عنها كذلك الصلوات التي يصليها المسلم في المسجد النبوي فهي صحيحة بينما لو صلاها في مساجد أخرى مبنية على القبور فهي غير صحيحة لأن هذه الصلاة في المسجد النبوي لها فضيلة ألف صلاة بينما تلك الصلوات التي تصلى في المساجد الأخرى ليس لها أي فضيلة فهنا مسجد فيه قبر وهنا مسجد ليس فيه قبر دع الصلاة في هذا المسجد وصلّ في ذاك لأنك إذا فعلت ذلك لا تخسر شيئا أما إذا قيل للمسلم دع الصلاة في المسجد النبوي فقد خسر ألف صلاة بصلاة واحدة ولذلك فيجب أن تعرفوا هذه الحقيقة وأنا حديث عهد بالمدينة المنورة ، قد رجعت منها من قريب عشرة أيام وقد وجدت هناك بعض الشباب المسلم المتمسك بالسنة يعني هو على النهج السلفي، قال الله قال رسول الله فكان يشكل عليه الصلاة في المسجد النبوي حتى قال هو وغيره لي بأنه لا يصلي في المسجد النبوي وهو عايش في المدينة، لأنه يريد أن يطبق عليها عموم الأحاديث في النهي عن بناء المساجد على القبور، فأنا لفت نظره أن هذا التطبيق خطأ لأنه مثلك أنت الذي تطبق الأحاديث العامة على المسجد النبوي لأن فيه قبر كمثل من يطبق الأحاديث العامة في النهي عن الصلاة في الأوقات المكروهة على النوافل ذوات الأسباب، يقال هذا التطبيق هنا خطأ لماذا ؟ قال أهل العلم لأننا لو قلنا لا تصلّ تحية المسجد في وقت الكراهة، لا تصلّ سنة الوضوء في وقت الكراهة لا تصلّ مثلا صلاة الكسوف إن وقعت في وقت الكراهة فقد فاتتك هذه الصلوات ولا يمكن لك أن تتداركها أما النوافل التي هي مطلقة ولا أسباب لها ففي أي وقت تستطيع أن تصلي أما سنة تحية المسجد متى تصليها ؟ إذا جلست راح الوقت، سنة الوضوء متى تصليها ؟ إذا ما صليت بعد الوضوء راح الوقت إذا ما صليت في مسجد الرسول راحت عليك ألف صلاة لذلك لا يصح تطبيق هذه الأحاديث التي تشمل كل مسجد على وجه الأرض فيه قبر لا يصح تطبيق هذه الأحاديث على مسجد الرسول عليه السلام لأنه يتميز من بين المساجد بهذه الفضيلة كما تتميز تحية المسجد وسنة الوضوء ونحو ذلك من النوافل ذوات الأسباب على سائر النوافل فتجوز ذوات الأسباب في الأوقات المنهي عنها كما تجوز الصلاة في المسجد النبوي وإن كان الأصل أنه منهي عنه لأنه وجد القبر فيما بعد في مسجد الرسول عليه السلام لكن الألف صلاة غلبت هذا النهي، فضيلة الألف صلاة غلبت هذا النهي كما غلبت فضيلة مش ألف صلاة ولا دون ذلك وإنما فضيلة تحية المسجد وفضيلة سنة الوضوء على ذوات، على النوافل التي لا أسباب لها ، هذا ما يمكن أن يقال في هذا الوقت الضيق .