هل هناك علاج أوجده الإسلام للسحر وما هو هذا العلاج وما هو تعليقك على موضوع علم السحر؟ حفظ
الشيخ : فهل هناك علاج أوجده الإسلام للسحر وما هو هذا العلاج ؟ وما هو تعليقك على موضوع علم السحر ؟
السحر إذا صح أن نسميه علما فهو مثل علم اللصوصية والشقاوة و ... الناس وقتلهم وسفك دماؤهم وإلخ فهو في الإسلام محرم بلا شك لأن علم السحر يقوم على تعاون بين شياطين الإنس وشياطين الجن ولذلك فهذا السحر لا يتعاطاه إلا أحد رجلين إما كافر وإما مسلم فاسق لا يتق الله عز وجل ولا يتبع شريعته والسنة الصحيحة أحاديث كثيرة تحذر من تعاطي السحر والكهانة وهو تعاطي الوسائل التي يتوصلون بها بزعمهم إلى استكشاف الغيب ويكفي لنعلم مبلغ اسم الساحر في الإسلام أن الرسول عليه السلام قال ( حد الساحر ضربة بالسيف ) فالساحر تقطع رقبته ولا يبق ولا يحافظ على حياته لما في عمله هذا من السحر من ضرر بالغ في الأمة المسلمة لذلك ما يجوز تعلم هذا العلم لما بينا آنفا وما يتوهمه بعض الناس وقد سئلت فعلا أنه حديث وهو " تعلم السحر ولا تعمل به " فهذا ليس حديثا حتى ولا حديثا موضوعا وإنما هو شعر " تعلم السحر ولا تعمل به *** العلم بالشيء ولا الجهل به " هذا كلام شاعر لا يعرف الحرام والحلال أقل ما يقال فيه، أما ما جاء في القرآن (( فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه )) فهذه قضية خاصة كانت في زمن انتشر بين الناس شعوذة السحرة وكان ذلك مدعاة لاختلاط الأمور التي يأتي بها الساحر بالمعجزات التي يأتي بها النبي الصادق فاقتضت حكمة رب العالمين سبحانه وتعالى أن ينزل من السماء ملكين اثنين ليعلّموا عامة الناس في ذلك الزمان السحر لكي لا يتمكن السحرة من استغلالهم لأن من أقوى أسباب الإستغلال هو الإنفراد بعلم ما لا سيما إذا كان هذا العلم لا يبتغى به وجه الله تبارك وتعالى ولذلك نأخذ هذه العبرة من قصة الراهب والغلام من جهة والملك وساحره من جهة أخرى ... ذلك الملك الذي حفر الأخدود وعذب المؤمنين وحرقهم بالنار وهو كان ملكا كذابا جبارا كان استعبد شعبه بواسطة ساحر كان لديه فلما أسن هذا الساحر وشاخ وكبر طلب منه الملك أن يختار من شعبه غلاما ذكيا ليعلمه السحر ويكون خليفته من بعده أي يستغله الملك كما استغل ذلك الساحر في تسلطه على شعبه، كما جرى ما جرى من القصة الثابتة في صحيح مسلم أن الله عز وجل لما وقع اختيار الساحر على ذلك الغلام أمال قلب الغلام إلى راهب كان يمر به كل يوم مصبحا إذا انطلق إلى الساحر ليتعلم منه السحر فتأثر بكلام الراهب و ركن إليه إلى أن وقعت له معجزة فبين، وكان إذا خرج من أهله في طريقه إلى الساحر مر على الراهب و وقف عنده يتعلم منه العلم والحكمة فيتأخر بسبب ذلك عن الوصول إلى الساحر في الوقت المعين له فيضربه الساحر ثم إذا عاد مساء إلى أهله ومر على الراهب تأخر عن أهله فضربه أهله فشكى أمره إلى الراهب يوما وقال له أنا ما بين أهلي وبين معلمي الساحر ضربا، تأخرت عن أهلي ضربوني تأخرت عن الساحر ضربني، قال فإذا قال لك الساحر لم تأخرت قلت أخرني أهلي وإذا قال لك أهلك لم تأخرت قل أخرني الساحر
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم وأنت لسى ... تعرف يجوز هذا وإلا لا يجوز وهو جاي في الحديث، وذات يوم انطلق الغلام من الراهب إلى الساحر وإذا الطريق واقف فأطل فإذا به يرى آفة حية عظيمة جدا قطعت الطريق على الناس فهم لا يجرؤون لا على قتلها ولا على مجاوزتها فهو كإنسان من جملة هذا الجمهور .
سائل آخر : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام . فرفع يديه قائلا اللهم إن كان الراهب على الحق فاصرف عنا هذه الآفة فما أتم كلامه إلا وانطلقت كما لم يكن شيء وانطلق الناس يمشون لكنهم انتبهوا إلى أن ... الطريق وذهاب ... بعدما دعى هذا الغلام الصغير تلك الدعوة فأخذوا، نعم
السائل : ... الحديث ضربها
سائل آخر : ضربها بحجر
الشيخ : ضربها بحجر ؟ ... .
السائل : … هذه الدابة ... .
الشيخ : … صح فتعلقوا به وأخذوا يتبركون به فوصل خبره، نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم، فوصل خبره إلى وزير الملك وكان أعمى فأرسل خلفه فقال له عافني، قال الله هو الذي يعافي إن شئت دعوت لك ربي أن يعافيك قال أن تؤمن بربي فالوزير كان يؤمن بالملك كفرعون يعني فقال الوزير آمنت برب الغلام فدعا الغلام ربه فعافاه الله عز وجل ورجع بصورا، دخل الوزير على الملك وإذا يراه بصيرا قال كيف هذا ؟ قال عافاني ربي، قال وهل لك رب غيري ؟ قال ربي وربك الذي خلقني وخلقك فأمر به فقتل بعد أن كان استوضح منه من أين جاءته الفتنة، وزيره وساعده الأيمن كفر به، فهذه فتنة ستمشي ولذلك يريد أن أستأصلها فلم يزل في الوزير حتى دل على الغلام بعدما عرف قصة الغلام قتل الوزير وجاء بالغلام ونسيت الآن .
السائل : ... يعذبه حتى يدل على الراهب
سائل آخر : ... أي نعم
الشيخ : أي نعم، فدل على الراهب وكان الراهب قد قال له إنك ستبتلى فلا تخبر عني، مع ذلك هو غلام وطاقته محدودة فلم يزل حتى اضطر إلى الإعتراف به فأرسل الملك وراء الراهب فطلب منه أن يكفر بربه وأن يؤمن به فأبى فنشره بالمنشار حتى وقع على الأرض فلقتين والراهب لا يرتد عن دينه ثم جاء دور الغلام فأراد أن يميته ميتة أخرى فأمر طائفة من جنده أن يأخذوه إلى أعلى جبل ثم يرموا به من قمة الجبل إلى الأرض ... فلما صعدوا إلى رأس الجبل رفع يديه قائلا اللهم اكفنيهم كيف شئت ... فتزلزل الجبل من تحت أقدامهم وماتوا جميعا في صفح الجبل قتلى ونزل الغلام يمشي حتى وصل أمام الملك فكاد يجن جنونه قال له كيف هذا ؟ قال كفانيهم ربي تبارك وتعالى فأمر ثلة أخرى من جنده وأمرهم أن يأخذوا الغلام ويركبوا معه في قرقور في سفينة صغيرة ... وصلوا إلى وسط البحر أن ارموه في البحر فأخذوه لما دخلوا به البحر قال اللهم اكفنيهم كيف شئت فانقلبت السفينة القرقور بهم جميعا وغرقوا إلا هو أخذ يمشي على الماء إلى أن وصل البر والملك فاغتاض منه الملك غيضا شديد فقال له الغلام إنك لن تصل إليّ إلا إذا فعلت ما آمرك به قال ما هو ؟ قال أن تجعل للناس ميعادا يجتمعون فيه ليوم عظيم ثم تأخذني وتضعني على الخشبة، تصلبني على الخشبة ثم تأخذ حربة من كنانتي وتقف بعيدا عني ثم ترميني بها قائلا بسم الله رب الغلام فإذا أنت فعلت ذلك وصلت إليّ وقتلتني وإلا فلن تسلط عليّ فأعلن الملك لميقات يوم عظيم واجتمع الجمهور من الشعب و وضع الغلام على الخشبة و وقف الملك أمامه بعيدا عنه وأخرج من كنانة الغلام حربة و ... إذًا بسم الله رب الغلام ورماه بها فأصابه في صدغه فوضع يده هكذا وأسلم روحه فلما رأى الجمهور أن الملك لم يستطع الوصول إلى الغلام إلا حينما ذكر اسم رب الغلام كفروا بالملك وآمنوا برب الغلام فكان هو كما يقال اليوم كبش الفداء فحينئذ أمر بحفر الخدود الأخدود وذكر الله عز وجل قصتهم في القرآن كما هي معروفة فكان الناس ما بين متردد ومتراجع وبين مقدام لا يبالي بالنار حتى جاء دور امرأة وهي تحمل صبيا لها في حضنها فلما رأت النار أشفقت على نفسها وعلى غلامها فسمعت الغلام يناديها، يناديها بأعلى صوته اصبري يا أماه فإنك على الحق فرمت نفسها في النار مع الغلام، تلك هي قصة الغلام والساحر فالشاهد أنه من المعلوم من التاريخ السابق أن الملوك كانوا يستغلون السحرة وقصة سحرة فرعون مذكورة في القرآن أكثر من مرة فأراد الله عز وجل في زمن من الأزمنة المتقدمة أن يجعل علم السحر عاما في الشعب حتى يميزوا المعجزة من الأمر إلي هو ... وأثر من آثار السحر والدجل فالسحرة لعلمهم بالسحر لما رأوا معجزة موسى ميزوها وما قالوا هذه سحر أيضا ولذلك خروا سجدا و قالوا (( قالوا آمنا برب هارون وموسى )) لهذه الحكمة أنزل الله عز وجل ملكين اثنين (( وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر )) فمع أن الملائكة نزلوا لقصد حسن كانوا على علم من رب العالمين بأن هذا العلم قد يضرهم وقد يكون فتنة وبلاء عظيم لهم فكانوا ينصحون المتعلم فلا تكفر قال تعالى (( فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه )) لهذا لا يجوز في الإسلام تعاطي علم السحر لأنه كما قلنا في أول الكلام إنما هو تعاون بين شياطين الإنس وشياطين الجن هذا تعليقي بما يتيسر عن علم السحر أما ما هو العلاج فليس هناك إلا شيء واحد وهو الرجوع إلى الله تبارك وتعالى بقلب ضارع خاشع مع قراءة المعوذتين بصورة خاصة (( قل أعوذ برب الفلق )) (( قل أعوذ برب الناس )) إذا كان هناك إنسان يظن أنه أصيب بشيء من السحر هؤلاء الدجالين أما الذهاب إلى ساحر من هذا الجنس فهو شرك واستعانة على محاربة الشرك بشرك مثله وهذا أمر لا يجوز .