كلمة للشيخ يحث فيها على التمسك بالمنهج السلفي. حفظ
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد،
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد أيضا، فنحن في زمن صدق فيه قول نبينا صلوات الله وسلامه عليه في قوله ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) قالوا " من هي يا رسول الله ؟ " قال ( هي الجماعة ) وفي رواية أخرى تفسر الرواية الأولى وهي قوله عليه الصلاة والسلام ( هي التي ما أنا عليه وأصحابي ) هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي وإذا كان هذا الحديث يصرح بأن المسلمين سيفترقون إلى ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعين فرقة كلها في النار والفرقة الناجية هي فرقة واحدة فحري حينئذ بكل مسلم أن يعرف نفسه من أي فرقة هو، أهو من الفرقة الناجية وهي أوصافها بينة ظاهرة أم هو لا سمح الله من فرقة من تلك الفرق الكثيرة التي بلغ عددها في خبر النبي صلى الله عليه وسلم اثنتين وسبعين فرقة وكل فرقة من هذه الفرق تدعي بأن لها صلة وثقى بالإسلام الذي أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام لكن الحق يقول لهؤلاء المدعين " والدعاوي ما لم تقيموا عليها *** بينات أبناءها أدعياء " أو كما قال الآخر " وكل يدعي وصلا بليلى *** وليلى لا تقر لهم بذاك " إذًا ما هو السبيل وما هو الطريق ليكون المسلم على بينة من أمره على أنه من الفرقة الناجية أم هو من فرقة من تلك الفرق الضالة الزائغة، لا سبيل إلى أن يعرف المسلم في هذا الزمان أنه من الفرقة الناجية إلا بأن يتمسك بحبل الله المتين الذي لا يتعدى القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي هي قرين القرآن الكريم كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) فرسولنا صلوات الله وسلامه عليه تركنا على المحجة البيضاء النقية ليلها كنهارها لا يضل أو لا يزيغ عنها إلا هالك، تركنا على الكتاب والسنة وتركنا على طريقة واحدة وليس على طرق متعددة ولذلك يقول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )) صراطي أي سبيلي أي طريقي وهذا نص وهذا نص في القرآن الكريم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أن الطرق الموصلة إلى الله تبارك وتعالى كلها باطلة إلا هذا الطريق الواحد وهو السبيل الذي جاءنا به نبينا صلوات الله وسلامه عليه وأخبرنا ربنا عز وجل في كتابه بالآية السابقة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل )) أي الطرق (( ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) ومن رأفته عليه الصلاة والسلام بأمته وحرصه على تبليغ الحقائق الشرعية التي جاء بها إليهم أنه صوّر لنا الطريقة والسبيل الذي أمر الله عز وجل أن نسلك عليه والطرق المخالفة المباينة له، صوّر الرسول عليه السلام ذلك ذات يوم لأصحابه على الأرض حيث خط لهم خطا مستقيما ثم خط من حول الخط خطوطا قصيرة يذكرني هذا ببعض النصب التي ترفع اليوم لإذاعة الشر في الغالب وهي الشاخصة التي يضعونها على الدور لاتقاط إذاعة التلفزيون فأنتم تجدون كيف فيه خطوط هكذا متوازية فالرسول عليه السلام صوّر لأصحابه الكرام الصراط المستقيم والطرق المخالفة له على الأرض حيث خط لهم خطا مستقيما ومن حول هذا الخط المستقيم خطوط قصيرة وتلى عليهم الآية الكريمة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) ثم أوضح ذلك بقوله عليه السلام ( هذا صراط الله ) الخط المستقيم هو الصراط الذي قال الله عز وجل (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )) ثم قال عليه السلام ( وهذه طرق ) ، طرق قصيرة ( وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه ) ، على رأس كل طريق من هذه الطرق القصيرة يدعو السالكين على الطريق المستقيم على السبيل السويّ يقول لهم إلى أين ؟ إلى أين تذهبون ؟ طريق طويل وطويل لا نهاية له، إليّ إليّ هذا هو الطريق الموصل إلى الله فمن استجاب هذا الشيطان فقد ضل عن الصراط المستقيم ، هذه طرق وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه .
الحقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمة بكل ما جاء به عليه الصلاة والسلام ومن ذلك هذا الحديث الذي يوضح الآية السابقة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) السبل اليوم وقبل اليوم كثيرة وكثيرة جدا منها القديم ومنها الحديث فلا منجاة للمسلم إلا بأن يعرف طريق الله، الطريق الذي ذكره الله عز وجل في الآية السابقة ولا سبيل كما قلنا إلى معرفة ذلك إلا بالرجوع إلى الكتاب والسنة ولذلك فنحن دائما ندعو المسلمين جميعا في كل أقطار الدنيا إلى أن ينجوا بأنفسهم من أن يقعوا في طريق من طرق الضلال الكثيرة وذلك بأن يتعرفوا على الطريق الحق الواحد الذي لا ثاني له وهو طريق الرسول عليه الصلاة والسلام وهو الطريق الذي سلكه الأصحاب الكرام ثم تابعهم في ذلك الأئمة الأعلام كالأئمة الأربعة وغيرهم كلهم كانوا على هذا الطريق المستقيم وقد أكد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الأمر بذلك وحذر أن يتمسك المسلم بشيء لم يكن عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أصحابه الحديث الصحيح الذي أخرجه أصحاب السنن وغيرهم من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال " وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله إنا لنراك توصينا وصية مودع فأوصنا " قال ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن ولي عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) ( وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) فما العمل كان قائلا يقول فما العمل يا رسول الله ؟ فيأتيه الجواب بدون سؤال ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) وفي حديث آخر ( وكل ضلالة في النار ) ، إذًا واجبنا اليوم يُتلخص في أن نتفقه في كتاب الله وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما كان عليه سلفنا الصالح من الصحابة وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين وهذا لا طريق لمعرفته إلا العلم والعلم كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الثابت عنه قال ( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ) ( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ) لا يولد إنسان عالما ولذلك قال عليه السلام ( إنما العلم بالتعلم ) أي بأن تتعاطى وسائل الوسائل التي تجعلك عالما أو على الأقل طالب علم، كما أن الحليم المزكّى والممدوح ليس هو الذي أنعم الله عليه ففطره حليما وإنما هو الذي فطر على خلاف ذلك ثم هو يجاهد نفسه فيتحلّم حيث هو ليس بحليم خلقة وفطرة ولذلك ألحق النبي صلى الله عليه وآله وسلم التحلّم بالتعلم فقال ( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلّم ) إذا كان العلم بالتعلم فلا يجوز للمسلم أن يعيش هكذا هملا لا يهتم بطلب العلم ولو بأقرب طريق شرعه الله عز وجل للناس حتى يرفعوا عنهم ظلمة الجهل ألا وهو قول ربنا تبارك وتعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) (( فاسأل به خبيرا )) السؤال هو كما قال عليه السلام شفاء العي وهو الجهل ( إنما شفاء العي السؤال ) فينبغي على كل مسلم أن يتعلم ما يجب عليه أن يعرفه من أمور دينه حتى يلقى وجه ربه تبارك وتعالى وهو على بينة من أمره ( إنما العلم بالتعلم ) هذا الحديث يعني أن كل من يدعي العلم رجما بالغيب حتى يغالي بعضهم فيقول حدثني قلبي عن ربي فإنما هو رجل إما أضله الشيطان بغير علم أو وهو يعلم أنه ضال مضل لأن العلم ليس بمجرد الهوى وادعاء أن له صلة خاصة بالله تبارك وتعالى فهو يلقي العلم عليه إلقاء كما كان يلقيه ربنا عز وجل ويوحيه على الرسل والأنبياء من قبل محمد عليه الصلاة والسلام أما نبينا صلوات الله وسلامه عليه فقد انتهت به الرسل وانتهت به الديانات والشرائع كلها فقال عليه الصلاة والسلام ( إن النبوة والرسالة قد انقطعت فلا رسول ولا نبي بعدي ) فكل من يدعي الإسلام ثم هو لا يفهم الإسلام من طريق الرسول عليه الصلاة والسلام وإما من طريق ... هواهم وإنما علمهم شهواتهم فيضلون الناس بغير علم فينبغي علينا أن نكون على معرفة بالعلم الصحيح لكي ننجو به أن نتبع علما ليس صحيحا وليس موافقا لكتاب الله ولحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلماء المسلمين قاطبة سلفهم وخلفهم متفقون على أن العلم ليس له طريق إلا هذه الطرق الثلاثة التي ذكرناها الكتاب والسنة واتباع الصحابة ولذلك قال قائلهم
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين قول فقيه " إلى آخر ما قال، إذ الأمر كذلك فلا يجوز للمسلم أن يكون متبعا لكل ناعق، لكل صائح يزعم أنه عالم فالعلم نور وهذا العلم كما عرفتم جيدا ليس هو إلا قال الله قال رسول الله فكل من دعاكم إلى ما قال الله وقال رسول الله فهذا الذي يجب اتباعه أما من كان من المسلمين المدعين الإسلام ويتبعون طرقا شتى ويزعمون أن الطرق الموصلة إلى الله تبارك وتعالى هي بعدد أنفاس الخلائق فهذا قول باطل مخالف لنصوص الكتاب والسنة وبخاصة منها الآية السابقة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) فسواء كان هذا الداعي يدعو إلى إسلام يفهمه هو بعقله الأعوج وليس من كتاب الله ومن حديث رسول الله أو لا يتعرف على الإسلام مطلقا كما ابتلي به بعض الشباب ممن ينتمون إلى بعض الأحزاب وإلى بعض المبادئ الهدامة كالشيوعية مثلا وغيرها، لا يجوز للمسلمين أن يغتروا بأمثال هؤلاء لأن ما عندهم من الله عز وجل ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم خير وأبقى .
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد أيضا، فنحن في زمن صدق فيه قول نبينا صلوات الله وسلامه عليه في قوله ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) قالوا " من هي يا رسول الله ؟ " قال ( هي الجماعة ) وفي رواية أخرى تفسر الرواية الأولى وهي قوله عليه الصلاة والسلام ( هي التي ما أنا عليه وأصحابي ) هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي وإذا كان هذا الحديث يصرح بأن المسلمين سيفترقون إلى ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعين فرقة كلها في النار والفرقة الناجية هي فرقة واحدة فحري حينئذ بكل مسلم أن يعرف نفسه من أي فرقة هو، أهو من الفرقة الناجية وهي أوصافها بينة ظاهرة أم هو لا سمح الله من فرقة من تلك الفرق الكثيرة التي بلغ عددها في خبر النبي صلى الله عليه وسلم اثنتين وسبعين فرقة وكل فرقة من هذه الفرق تدعي بأن لها صلة وثقى بالإسلام الذي أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام لكن الحق يقول لهؤلاء المدعين " والدعاوي ما لم تقيموا عليها *** بينات أبناءها أدعياء " أو كما قال الآخر " وكل يدعي وصلا بليلى *** وليلى لا تقر لهم بذاك " إذًا ما هو السبيل وما هو الطريق ليكون المسلم على بينة من أمره على أنه من الفرقة الناجية أم هو من فرقة من تلك الفرق الضالة الزائغة، لا سبيل إلى أن يعرف المسلم في هذا الزمان أنه من الفرقة الناجية إلا بأن يتمسك بحبل الله المتين الذي لا يتعدى القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي هي قرين القرآن الكريم كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) فرسولنا صلوات الله وسلامه عليه تركنا على المحجة البيضاء النقية ليلها كنهارها لا يضل أو لا يزيغ عنها إلا هالك، تركنا على الكتاب والسنة وتركنا على طريقة واحدة وليس على طرق متعددة ولذلك يقول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )) صراطي أي سبيلي أي طريقي وهذا نص وهذا نص في القرآن الكريم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أن الطرق الموصلة إلى الله تبارك وتعالى كلها باطلة إلا هذا الطريق الواحد وهو السبيل الذي جاءنا به نبينا صلوات الله وسلامه عليه وأخبرنا ربنا عز وجل في كتابه بالآية السابقة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل )) أي الطرق (( ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) ومن رأفته عليه الصلاة والسلام بأمته وحرصه على تبليغ الحقائق الشرعية التي جاء بها إليهم أنه صوّر لنا الطريقة والسبيل الذي أمر الله عز وجل أن نسلك عليه والطرق المخالفة المباينة له، صوّر الرسول عليه السلام ذلك ذات يوم لأصحابه على الأرض حيث خط لهم خطا مستقيما ثم خط من حول الخط خطوطا قصيرة يذكرني هذا ببعض النصب التي ترفع اليوم لإذاعة الشر في الغالب وهي الشاخصة التي يضعونها على الدور لاتقاط إذاعة التلفزيون فأنتم تجدون كيف فيه خطوط هكذا متوازية فالرسول عليه السلام صوّر لأصحابه الكرام الصراط المستقيم والطرق المخالفة له على الأرض حيث خط لهم خطا مستقيما ومن حول هذا الخط المستقيم خطوط قصيرة وتلى عليهم الآية الكريمة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) ثم أوضح ذلك بقوله عليه السلام ( هذا صراط الله ) الخط المستقيم هو الصراط الذي قال الله عز وجل (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )) ثم قال عليه السلام ( وهذه طرق ) ، طرق قصيرة ( وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه ) ، على رأس كل طريق من هذه الطرق القصيرة يدعو السالكين على الطريق المستقيم على السبيل السويّ يقول لهم إلى أين ؟ إلى أين تذهبون ؟ طريق طويل وطويل لا نهاية له، إليّ إليّ هذا هو الطريق الموصل إلى الله فمن استجاب هذا الشيطان فقد ضل عن الصراط المستقيم ، هذه طرق وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه .
الحقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمة بكل ما جاء به عليه الصلاة والسلام ومن ذلك هذا الحديث الذي يوضح الآية السابقة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) السبل اليوم وقبل اليوم كثيرة وكثيرة جدا منها القديم ومنها الحديث فلا منجاة للمسلم إلا بأن يعرف طريق الله، الطريق الذي ذكره الله عز وجل في الآية السابقة ولا سبيل كما قلنا إلى معرفة ذلك إلا بالرجوع إلى الكتاب والسنة ولذلك فنحن دائما ندعو المسلمين جميعا في كل أقطار الدنيا إلى أن ينجوا بأنفسهم من أن يقعوا في طريق من طرق الضلال الكثيرة وذلك بأن يتعرفوا على الطريق الحق الواحد الذي لا ثاني له وهو طريق الرسول عليه الصلاة والسلام وهو الطريق الذي سلكه الأصحاب الكرام ثم تابعهم في ذلك الأئمة الأعلام كالأئمة الأربعة وغيرهم كلهم كانوا على هذا الطريق المستقيم وقد أكد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الأمر بذلك وحذر أن يتمسك المسلم بشيء لم يكن عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أصحابه الحديث الصحيح الذي أخرجه أصحاب السنن وغيرهم من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال " وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله إنا لنراك توصينا وصية مودع فأوصنا " قال ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن ولي عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) ( وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) فما العمل كان قائلا يقول فما العمل يا رسول الله ؟ فيأتيه الجواب بدون سؤال ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) وفي حديث آخر ( وكل ضلالة في النار ) ، إذًا واجبنا اليوم يُتلخص في أن نتفقه في كتاب الله وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما كان عليه سلفنا الصالح من الصحابة وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين وهذا لا طريق لمعرفته إلا العلم والعلم كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الثابت عنه قال ( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ) ( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ) لا يولد إنسان عالما ولذلك قال عليه السلام ( إنما العلم بالتعلم ) أي بأن تتعاطى وسائل الوسائل التي تجعلك عالما أو على الأقل طالب علم، كما أن الحليم المزكّى والممدوح ليس هو الذي أنعم الله عليه ففطره حليما وإنما هو الذي فطر على خلاف ذلك ثم هو يجاهد نفسه فيتحلّم حيث هو ليس بحليم خلقة وفطرة ولذلك ألحق النبي صلى الله عليه وآله وسلم التحلّم بالتعلم فقال ( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلّم ) إذا كان العلم بالتعلم فلا يجوز للمسلم أن يعيش هكذا هملا لا يهتم بطلب العلم ولو بأقرب طريق شرعه الله عز وجل للناس حتى يرفعوا عنهم ظلمة الجهل ألا وهو قول ربنا تبارك وتعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) (( فاسأل به خبيرا )) السؤال هو كما قال عليه السلام شفاء العي وهو الجهل ( إنما شفاء العي السؤال ) فينبغي على كل مسلم أن يتعلم ما يجب عليه أن يعرفه من أمور دينه حتى يلقى وجه ربه تبارك وتعالى وهو على بينة من أمره ( إنما العلم بالتعلم ) هذا الحديث يعني أن كل من يدعي العلم رجما بالغيب حتى يغالي بعضهم فيقول حدثني قلبي عن ربي فإنما هو رجل إما أضله الشيطان بغير علم أو وهو يعلم أنه ضال مضل لأن العلم ليس بمجرد الهوى وادعاء أن له صلة خاصة بالله تبارك وتعالى فهو يلقي العلم عليه إلقاء كما كان يلقيه ربنا عز وجل ويوحيه على الرسل والأنبياء من قبل محمد عليه الصلاة والسلام أما نبينا صلوات الله وسلامه عليه فقد انتهت به الرسل وانتهت به الديانات والشرائع كلها فقال عليه الصلاة والسلام ( إن النبوة والرسالة قد انقطعت فلا رسول ولا نبي بعدي ) فكل من يدعي الإسلام ثم هو لا يفهم الإسلام من طريق الرسول عليه الصلاة والسلام وإما من طريق ... هواهم وإنما علمهم شهواتهم فيضلون الناس بغير علم فينبغي علينا أن نكون على معرفة بالعلم الصحيح لكي ننجو به أن نتبع علما ليس صحيحا وليس موافقا لكتاب الله ولحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلماء المسلمين قاطبة سلفهم وخلفهم متفقون على أن العلم ليس له طريق إلا هذه الطرق الثلاثة التي ذكرناها الكتاب والسنة واتباع الصحابة ولذلك قال قائلهم
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين قول فقيه " إلى آخر ما قال، إذ الأمر كذلك فلا يجوز للمسلم أن يكون متبعا لكل ناعق، لكل صائح يزعم أنه عالم فالعلم نور وهذا العلم كما عرفتم جيدا ليس هو إلا قال الله قال رسول الله فكل من دعاكم إلى ما قال الله وقال رسول الله فهذا الذي يجب اتباعه أما من كان من المسلمين المدعين الإسلام ويتبعون طرقا شتى ويزعمون أن الطرق الموصلة إلى الله تبارك وتعالى هي بعدد أنفاس الخلائق فهذا قول باطل مخالف لنصوص الكتاب والسنة وبخاصة منها الآية السابقة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) فسواء كان هذا الداعي يدعو إلى إسلام يفهمه هو بعقله الأعوج وليس من كتاب الله ومن حديث رسول الله أو لا يتعرف على الإسلام مطلقا كما ابتلي به بعض الشباب ممن ينتمون إلى بعض الأحزاب وإلى بعض المبادئ الهدامة كالشيوعية مثلا وغيرها، لا يجوز للمسلمين أن يغتروا بأمثال هؤلاء لأن ما عندهم من الله عز وجل ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم خير وأبقى .