نصيحة من الشيخ للذين يناظرون أهل البدع أمام الألوف المألفة من عوام المسلمين. حفظ
الشيخ : ولا بد بهذه المناسبة من لفت النظر أن من دعى مسلما إلى أن يناضره في كفره في إلحاده في زيغه في ضلاله فنرى أن يكون هذا محصورا بينه وبين ذلك الداعية ولا إلى الباطل ولا يجوز إعلان ذلك على الناس جميعا لأنه ربما تصدر كلمة من الداعي إلى الكفر تأخذ بألباب بعض الحاضرين من ضعفاء الإيمان من المسلمين وضعفاء العلم والجهل بالإسلام وقد يصدر أيضا من الداعية المسلم كلام قد لا يكون موافقا للكتاب والسنة لأنه قد لا يكون متمكنا في فهم الكتاب والسنة وبخاصة أن هناك في السنة كما يعلم ذلك جميع من درس علم الكتاب والسنة ولو في المراتب الإبتدائية يعلم أن في السنة من الأحاديث ما لم يصح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قال ذلك فربما يكون المناضر المسلم قد علق في ذهنه منذ نعومة أظفاره ومنذ إبان طلبه للعلم حديث لا أصل له أو حديث ضعيف السند لا يصح عند أئمة الحديث فيحتج به ويتمسك به السامعون به فيزيغون أيضا وليس بواسطة ذلك الداعي الكافر أو الملحد وإنما حتى بالنسبة لهذا الداعية المسلم لأنه لم ينضج بعد في علمه فإذا دعى داع مسلما إلى مناضرته فنرى أنه لا بد من استجابة دعوته لأن الإسلام قوي والإسلام يعلو ولا يُعلا عليه ولكن أي إسلام هذا هو الإسلام المستقى كما أكدنا آنفا من الكتاب والسنة فيجب أن يكن المناظر قويا في معرفة الكتاب فهما وعلى منهج السلف الصالح ومعرفة سنة الرسول عليه السلام ما يصح منها وما لا يصح حتى يكون أهلا لمناقشة أولئك الدعاة إلى الباطل، هذه نصيحتنا بالنسبة لبعض المناظرات التي ذر قرنها في هذه الأيام الأخيرة فلا نرى أن تكون في مجتمع كبير وإنما يكون ذلك بين جدران أربعة ويحضرها قلة من الطرفين لا بأس من ذلك ولا بأس من التسجيل أما أن يحضره المئات بل والألوف المؤلفة من عامة الناس فهذه فتنة لا يخرج منها إلا الضرر بعقيدة كثير من أولئك الحاضرين لضعفهم علما وضعفهم تربية وخلقا . هذا ما يبدو لي بين يدي ما قد يكون عند بعضكم من الأسئلة أن أطرحه عليكم كتذكير والذكرى تنفع المؤمنين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
السائل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشيخ : لا إله إلا الله