الكلام على حكم قول بعضهم" النظر لوجوه الصالحين عبادة" وهل هو حديث صحيح ؟ حفظ
السائل : ... .
الشيخ : يعني متأثر بالحديث الموضوع " النظر ... عبادة " !
السائل : لا شيخ ... من آثار الصالحين يعني ... .
الشيخ : مرة أخرى ... غير الصالحين ... أخطأت ... .
السائل : يقال إنه إذا نظر الرجل إلى رجل من أهل السنة يتذكر أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم والالتزام بالسنة فعندما يرى رجلا من أهل السنة الذين يعني يطبقون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياتهم فيعتبر أن هذا الرجل عندما يراه يذكره بالنبي صلى الله عليه وسلم والتقيد بما أتى به الرسول عليه الصلاة والسلام انطلاقا من قول الله (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) فمن هنا هل يقال إن النظر لرجل من أهل السنة عبادة ؟
الشيخ : طيب تأويل إذا ما قلت بالتعبير السوري ترقيعة حلوة !
السائل : ... .
الشيخ : شايف ، لكن شو رأيك " النظر إلى عليّ عبادة " ! بغض النظر أنه هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم يجوز أن نقول هذا الحديث ضعيف أو موضوع رواية صحيح دراية يجوز أن نقول ؟ مفهوم كلامي وإلا أعيده ؟
السائل : أعده
السائل : كويس ... .
سائل آخر : أعده تفصيلا !
الشيخ : أقول في بعض الأحاديث من حيث الراوية تكون غير ثابتة لكن من حيث المعنى تكون حكمة يعني كأي حكم شرعي مستنبط استنباطا ما فيه عليه دليل من الكتاب والسنة يعني كما قلنا مرة لبعض الناس أنه يا أخي ما بدنا نتعب كل راوية حديث صحيح هذا ليس صحيح نحن ننظر للمعنى وحسب المعنى نصحح ونضعف ! قلنا له شو رأيك في حديث " أكل البذنجان حلال " ضحك هو وكأنه عرف شو وراء السؤال ! قلت له ما لك ؟ قل حديث صحيح أو غير صحيح عرف هو أن كلامه خطأ لأن هذا الحديث أنا اختلقته الآن لكن فيه فرق الآن لكن فيه فرق كبير بين المختلقين الوضاعين الكذابين القدامى وبيني أنا حيث اضربوا مثلا لمن يقول بإمكاننا نعرف الصحيح من الضعيف من جهة المعنى فشو رأيك في هذا الحديث معناه صحيح ولا لاّ ما يقدر يقول إلا أن معناه صحيح فإذا قال هذا حديث صحيح أقول له كذب أنا اللي قلته ... وهكذا بإمكان كل واحد من مئات الألوف من المسلمين كل واحد يأتي بحديث معناه صحيح لكن ما قاله الرسول عليه السلام ولا عنده خبر فبعض الأحاديث فيها معنى جميل لكن ما يصح نسبته للرسول عليه السلام لأنه يقول ( من قال عليّ ما لم أقل ... ) ما قال فلسفة صحة المعنى وعدم صحة المعنى ( ... فليتبؤ من النار ) هذا من ناحية وناحية أخرى وهي أهم من الذي يحكم أن هذا الحديث معناه صحيح بمعنى لو فعلا أردنا أن نضع قاعدة مستأنفة من جديد في هذا العصر أن الحديث إذا صح معناه فقد قاله عليه السلام من الذي يحكم أن هذا معناه صحيح ومعناه غير صحيح كل مسلم ؟ الجواب لا . بل كل عالم ! الجواب لا لأنه معرفة المعنى الصحيح الذي يطابق الشرع أو يخالفه هذا يحتاج إلى علماء من وزن معين المعرفة بكتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ما يجوز نحن أن نقول أن هذا حديث صحيح أنه ما يصح نسبيته عن الرسول عليه السلام لكن المعنى صحيح ممكن أي إنسان يقول أنا أرى لكن ما يجعله حديثا مفترى على الرسول عليه السلام ويشيعه بين الناس بحجة أنه هو يرى أن معناه صحيح وما دام أن معناه صحيح فإن الرسول عليه السلام قاله لأن هذا ثابت البطلان الأسلوب بداهة كما ضربنا آنفا مثلا بحديث الباذنجان فإذا ليس لهذا الميزان ضابطة وقاعدة ممكن يمشي عليها الإنسان لكن قد يكون هناك أحاديث ممكن أن يقال أن معناها صحيح لكن ما أختلف أنا وأنت في حديث ما أن معناه صحيح لكن هذا لا يكفي أن نقول قاله الرسول عليه السلام فالآن بعد الكلام هذا الذي طبعا ليس له صلة وثقى بما كنا فيه آنفا لكن أردت أن أبين أنه ما فيه قاعدة هنا من حيث العقل وافقت المنطق أن الحديث يصح أو لا يصح نرجع الآن نفترض أن هذا الحديث " النظر إلى علي عبادة " هذا قلنا إنه ما ثبت عند المحدثين طيب شو رأيك نقدر نقول إن معناه صحيح !؟ على التأويل السابق أو الترقيعة السابقة كما قلناه آنفا أنا في اعتقادي وهنا الشاهد ... إلى المعنى الصحيح لأن هذا يتضمن الحكم الشرعي ما أجد ما يشهد له في الكتاب والسنة التي أنا اطّلعت عليها ، يشبه هذا كثير من العلماء يستحبون للمسلم إذا مات أن يدفن بجواز قبر صالح هذا أخذوه من شيئين أحدهما قياس الميت على الحي وهذا كما لا يخفاكم قياس مع الفارق هل يقاس الميت على الحي كما لايقاس الحي على الميت لأنه من باب قياس النقيض على نقيضه أخذوه من هذا الباب أولا ثم أخذوه من جهة حديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات فيما أذكر أكيد بلفظ ( ادفنوا موتاكم عند قوم صالحين ) ما نقدر نقول هذا والله معناه صحيح لأن هذا أمر غيبي يا ترى هذا الجار الميت إذا دفن بجنب صالح يؤثر فيه ويستفيد منه ولو يعني ولو يشم رائحة طيبة مثلا كما جاء في الحديث مثل الجليس الصالح كمثل بائع المسك إما أن يحذيك مجانا وإما أن تشتري منه وإما أن تشم رائحة طيبة ... عالم الغيب كما يقولون اليوم ما رواء الطبيعة ما وراء المادة لا تقاس على ما نحن في المادة وفي الطبيعة .
الخلاصة أنا لا أرى التوسع في استعمال فلسفة الأحكام ... بهذا المعنى فنكل الأمر إلى الله عز وجل ثم يا أخي يرد علينا يا أخي هنا إشكال والإشكال يقول العلماء المحققون عادة في الرد على بعض غلاة الصوفية حيث يقول قائلهم : " نظرة من الشيخ تقلب الشقي سعيدا ! " نحن نأخذ جواب أهل العلم لإبطال هذه الصوفية نأخذ منه ... لإبطال تلك النظرة اللاصوفية قالوا في الرد على هذه النظرة الصوفية ويحكم كم وكم من المشركين الأشقياء الضالين المضلين رأووا الرسول وجالسوه ... فهل أنتم عند الله عز وجل في منزلة أسمى وأعلى من منزلة سيد الأنبياء عليه الصلاة والسلام ؟ لا شك الجواب معروف يعني ما الذي نستفيده نحن من هذا الجواب كم وكم من ناس كان لهم صلة بالصالحين وكانت تقع أنظارهم بل ويصاحبونهم ثم ما استفادوا من ذلك شيئا صحيح هذا أو لا ؟
السائل : صحيح .
الشيخ : فإذا ما نبالغ هذه المبالغة حتى ما نقع في مثل تلك الصوفيات .