بيان حكم صيام يوم السبت تنفلاً ,ومناقشة حجج من ضعفه حفظ
الشيخ : ومن هذه المشكلة ولا بد من إثارتها الآن ولعلها تكون ختام المجلس ... المشكلة التي وقع العالم الإسلامي كله إلا الغرباء وقليل ما هم صيام يوم السبت ، صيام يوم السبت ماتقولوا الشيخ ... لا ... الله لا يجعلنا منهم ، الرسول عليه السلام يقول في صريح الحديث الصحيح ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ... ) لقد صام يوم السبت الخاصة والعامة إلا كما قلنا آنفا إلا الغرباء وقليل ما هم لماذا ؟ لأنهم ماشون على القاعدة العامة صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والسنة الآتية فإذا هذا يوم عرفة لكن الناس في غفلة ساهون ما ينتبهوا أن هناك عام وخاص ومطلق ومقيد صحيح هم علماء لكن العلماء في غفلة ساهون لكن ماذا نقول عمن دونهم فوجئوا بيوم السبت يوم عرفة فصاموا جميعا قيض لهم ناصح أمين قال لهم يا جماعة لا تصوموا هذا اليوم يوم السبت لأن الرسول عليه السلام قال ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ... ) ولأول مرة تجد بعض المتحمسين يذهبون إلى الكتب ويستغيثون بها ينظرون إيش هذا الكلام يبحثون يبحثون فيجدون ما يتوهمون أنه يساعدهم على خطئهم الذي عاشوا عليه دهورا يجدون مثلا حديث جويرية وحديث أبي هريرة وكلاهما يلتقيان في أنه لا يجوز الصوم يوم الجمعة إلا معه يوم قبله أو يوم بعده يوم بعده معناه السبت إذًا هذا الحديث صريح بأنه يأذن للمسلم أن يصوم يوم السبت فما بال هذا الحديث الذي أنت أشعته بين الناس ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ... ) رجعوا إلى الكتب وجدوا الإمام مالك يقول هذا كذب وجدوا الإمام أبو داود يقول هذا منسوخ وجدوا الإمام النسائي يقول هذا حديث مضطرب وجدوا أشياء تشبه هذه الأقوال وكما قيل الغريق يتعلق ولو بخيوط القمر يريدون شيئا يتخلصون من هذه المفاجئة التي فوجئوا بها ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ... ) ، هل من هؤلاء من تجرد عن العادة وتجرد عن الهوى وزان هذه الأقوال الثلاثة وهي في البطلان كما أقول حديث كذب هذا أخطر شيء قيل حديث مضطرب هذا دونه بقليل حديث منسوخ هذا أمره سهل لأنه يصحح الحديث ولكنه يدعي أنه منسوخ حديث كذب هل بحثوا في كتب السنة ليعلموا أن هذا القول هو كذب في واقعه وأن نسبته إلى الإمام الذي نسب إليه نسبة باطلة الإمام مالك يقول هذا الحديث كذب وين الرواية الصحيحة نحن أمام حديث ينسب إلى الرسول عليه السلام بأسانيد كثيرة ثبت عندنا ثلاثة أسانيد صحيحة إلى الصحابي عبد الله بن بسر أو أخته الصماء أن الرسول عليه السلام قال هذا الحديث ، هذا الحديث لو ثبت عن مالك بإسناد صحيح كالشمس في رابعة النهار أنه قال هذا الحديث كذب نحن نقول هذا الكلام عن مالك لا نقبله لأنه ثبت صحة الحديث عن الرسول فما نرد حديث الرسول من كلام أحد أتباعه وهو الإمام مالك فكيف وهذه الكلمة التي تذكر في بعض الكتب تذكر معلقة لا سنام لها وخطام كيف يجوز أن نرد حديثا صحيحا بمثل هذه الكلمة عن الإمام مالك لكن الذين لهم هوى في شيء كما قلنا آنفا الغريق يتعلق ولو بخيوط القمر هذه يتخذها حجة يقول لك كيف أنت تقول بهذا الحديث والإمام مالك يقول كذب لو كان من العلماء أو كان من أهل العلم قلنا له تعال عندنا أسانيد في كتب السنة سنن أبي داود ، سنن الترمذي وقد قوى الحديث سنن النسائي وقال الحديث مضطرب مسند الإمام أحمد مستدرك الحاكم صحيح ابن حبان إلى آخره هذه الأسانيد كلها تعال نجلس ونتدارسها لترى عاقبة من قال هذا الحديث كذب فهذا الكلام يضرب به عرض الحائط نأتي إلى القول الذي يليه هذا حديث مضطرب إيش الحديث المضطرب عند العلماء الحديث الضعيف ما صورته ؟ صورته أن يروى على وجوه مختلفة أيكفي هذا في الحديث أن يقال إنه مضطرب وهو من أقسام الحديث الضعيف ؟ الجواب لا ليس كل حديث مضطرب يكون حديثا ضعيفا وإنما هو الحديث الذي جاء بوجوه مضطربة ولا يمكن ترجيح وجه على وجه ، أما إذا أمكن الترجيح فحينئذ يعالج الوجه الراجح معالجة خاصة قد تكون هذه المعالجة تعطي حديثا صحيحا وقد لا تعطي و أنا أضرب لكم مثلا مكقربا لو جاء حديث عن سعيد بن المسيب بالسند الصحيح عن سعيد بن المسيِّب أو المسيَّب والأصح المسيَّب عن رجل عن أبي هريرة وجاء بإسناد آخر صحيح أيضا عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة يقال هذا حديث مضطرب لأن الراوي عن سعيد بن المسيب اضطرب تارة يقول عن سعيد عن أبي هريرة وبهذه الصورة يظهر الحديث صحيح وتارة قال عن سعيد عن رجل عن أبي هريرة إذًا في السند رجل مجهول صار الحديث بهذا مضطربا وهو حديث ضعيف نقول رويدا رويدا ادرس الآن كلا من الطريقين فإذا ترجح عندك بطبعا للرجوع إلى قواعد علم الحديث إسناد من قال عن سعيد عن أبي هريرة على إسناد من قال عن سعيد عن رجل عن أبي هريرة قلت هذا هو الراجح والحديث صحيح وإن ترجح عندك العكس عن سعيد عن رجل عن أبي هريرة ترجح عندك أن الحديث ضعيف لأنه فيه رجل مجهول ، حديثنا ليس كذلك حديثنا الراجح أنه ثابت من وجوه ثلاثة وأنا بينت ذلك في إرواء الغليل بتفصيل أعتقد فيما علمت ولا نتألى على الله بأن أحدا لم يتوسع في بيان صحة هذا الحديث كما وفقني الله عز وجل لكن الآن هنا مسألة كثيرا ما تختلط على الناس لما وقعت الواقعة في هذه السنة وفي هذا الشهر صام جماهير المسلمين يوم السبت فأخذ جمهورهم يحتج بما يحتج به وأكبر حجة عنده أن الرسول أذن بصيام يوم الجمعة بأن يصوم يوم السبت نقول لهم يا جماعة المسألة لها صورتان فتنبهوا الصورة ألأولى وهي التي وقعت جماهير الصائمين ما أحد منهم صام يوم الجمعة وإنما صاموا يوم السبت بعرفة هذه الصورة تعالج لوحدها الصورة الأخرى يمكن يكون هناك ناس صاموا الخميس والجمعة والسبت هذه تعالج لوحدها لكن جماهير الصائمين صاموا يوم السبت وحده لأجل إيش يوم عرفة هؤلاء نقول لهم لقد عارضتم الحديث الصحيح وضربتموه في صدره هو يقول ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ... ) فصمتم عرفة وهذا ليس مما افترض عليكم إذًا لا يجوز لكم أن تصوموا هذا اليوم يثوروا يقولوا ما سمعنا أحدا من المشايخ يقول هذا الكلام نقرب لهم الأمر بالتفصيل التالي ذكرت لبعض إخواننا من طلاب العلم شيئا وخطر في بالي أيضا شيء آخر وهذا من ألطاف الله عز وجل فيما يقدر على عباده المؤمنين كان يوم عرفة يوم سبت وتلاه يوم الأحد أول العيد وتلاه يوم الاثنين ثاني يوم العيد أول أيام التشريق هل من أحد صام يوم الأحد بحجة أن الرسول كان يصوم يوم الأحد لا أحد ؟ هل من أحد صام يوم الاثنين بحجة أن الرسول كان يصوم وكان يحض على الصيام ؟ الجواب لا أحد ترى لما وما حجتهم في ذلك هي حجتنا بعينها حجتهم أنه نهى الرسول عن صيام أيام العيد إذًا يوم الأحد يوم عيد ويوم الاثنين يوم عيد فماذا فعل العلماء جميعا فيما مضى وفيما حضر فعلوا وقفوا عند النهي طبقوا قاعدة فقهية أبوا علينا أن يطبقوها في صوم يوم عرفة ما هي هذه القاعدة " الحاظر مقدم على المبيح " النص المانع مقدم على النص المبيح النص المانع ( لا تصوموا يوم السبت ... ) ( لا تصوموا أيام التشريق ... ) إذا عملوا في أيام العيد وفي أيام التشريق بالنص المانع ولم يعملوا بالنص المانع فيما يتعلق بيوم عرفة لماذا هذا التنافر وهذا التناقض هكذا وجدنا آباءنا إذا نحن الآن نعالج قضية من صام يوم السبت يوم عرفة فقط نأتي إلى الذين قد يكونون صاموا قبل يوم السبت يوم الجمعة فيقول قائلهم يا جماعة وجاء أحدهم مسكين بالكتاب بعدما خرجنا من المسجد جاء بالكتاب يريد أن يريني حديث جويرية قلت له أخي بارك الله فيك ما فيه حاجة للكتاب هذا أمر معروف لكن أنا أسألك حديث جويرية هل يوجب عليك أن تصوم يوم الخميس والجمعة والسبت ؟ قال لا ماذا يفيدك ؟ يفيدك الإذن والسماح أن تصوم هذه ... إذا هذا ليس فرضا والرسول يقول ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ... ) يقول وهذه كلمة أريد أن ألفت نظركم إليها يقول أنت كنت قديما تقول بمثل ما يفعل الناس اليوم أقول نعم لكن تبين لي أني كنت مخطئا وأني كنت مساقا بسوط الجمهور السوط مش الصوط وعلقت تعليقا من كلام الجمهور في صحيح الترغيب والترهيب ثم ثم بصرني الله بخطئي فرجعت عن خطئي إلى صوابي فهل الرجوع عن الخطأ خطأ أم صواب ! سكت الرجل قلت له ألا تعلم أن أئمتنا في كثير من مئات المسائل لهم في المسألة الواحدة أكثر من قول كان يقول قديما كذا و أكبر مثال مذهب الإمام الشافعي مذهب قديم ومذهب جديد هل يعير الإمام الشافعي بأنه كان له مذهب قديم ومذهب جديد أم يشكر على ذلك لا شك أن الذين يعرفون العلم وقدره أولا ويعرفون الحق والرجوع إليه صوابا ثانيا هؤلاء يشكرون الإمام الشافعي وأمثاله ممن يعودون إلى الصواب بعد أن كانوا مخطئين فنحن نقتدي بهم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم فإن كنت قلت هذا الكلام فأنا رجعت عنه فأنت الآن ناقشني بالدليل هذا دليلك إذن ودليلي مانع حاظر ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ... ) لذلك أرجو أن تلاحظوا أنكم إذا ابتليتم بمناقشة بعض هؤلاء الناس اقسموا المناقشة قسمين قسم مع الذين يصومون يوم عرفة فقط يوم السبت قسم يصومون قبل يوم عرفة هؤلاء مناقشتهم أوضح والحجة عليهم أقوى لأنهم يصدمون الحديث و يضربونه ضربا ( لا تصوموا يوم السبت ... ) أولئك عندهم شبهة أذن الرسول عليه السلام بصيام يوم السبت صحيح لكن لا يعلمون أن الحاظر مقدم على المبيح لأن هذه قاعدة علمية أصولية نقربها لهم هؤلاء الفريق الثاني بصيام يوم الأحد يجوز لا يوم الاثنين يجوز لا ليه نهى وهنا أيضا نهى وانتهى الأمر وبهذا الأمر كفاية والحمد لله رب العالمين ونريد أن نصلي قبل أن ننصرف ... .
السائل : فيه سؤال ... .
الشيخ : إلا ما أذنت للدكتور تكون سنة طيبة ... .
السائل : تابع للسؤال السابق .
الشيخ : ما أدري هذه الآية ... .
السائل : فيه سؤال ... .
الشيخ : إلا ما أذنت للدكتور تكون سنة طيبة ... .
السائل : تابع للسؤال السابق .
الشيخ : ما أدري هذه الآية ... .