افتتاح الشيخ بخطبة الحاجة وبيان فضلها، وخطر الابتداع في دين الله ومعنى قول الرسول صلى الله عليها وسلم فيها:" كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ". حفظ
الشيخ : ... ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجلا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) ، (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ويصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد :
فكلمتي في هذه الليلة أن أتحدث عن بعض النصوص الثابتة في السنة وبعض الآثار المروية عن أول هذه الأمة يعتبرها بعض الناس ممن لا علم عندهم بكتاب الله ولا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين .
تلك النصوص يعتبرونها شبهات ترد عليهم في أذهانهم على بعض النصوص القاطعة الدلالة في الكتاب والسنة أن كل بدعة ضلالة هذه الكلية التي أسسها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث واحد ويكفينا في ذلك هذه الخطبة التي قدمناها بين يدي هذه الكلمة اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان علمها أصحابه ليقدموها بين يدي خطبهم وتعليماتهم ومواعظهم وسماها علماء الفقه بخطبة الحاجة وفيها تلك الجملة المباركة ألا وهي قوله عليه الصلاة والسلام ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرر على مسامع الناس هذه القاعدة الكلية بمناسبات شتى من أهمها خطبة يوم الجمعة فقد كان عليه الصلاة والسلام يفتتح خطبة الجمعة و وغيرها بهذه الخطبة التي عرفتم أن اسمها خطبة الحاجة كان عليه الصلاة والسلام يكررها ويلقيها بين يدي خطبه عليه السلام ومع ذلك إلا تذكيرا منه لأمته المباشرين لكلامه والسامعين لأحاديثه اقتداء ثم الذين يأتون من بعده عليه الصلاة والسلام ولم يسمعوا منه كلامه مباشرة ولكن نقله الخلف عمن السلف وبالأسانيد الصحيحية المعروفة عند أئمة السنة لقد كان عليه الصلاة والسلام يكرر في خطبه كما ذكرنا هذه الجملة ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) التي هي في دلالاتها وعموم شمولها لكل بدعة حدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه عليه الصلاة والسلام إياها بالضلالة ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) ، ثم جاءت الأحاديث بعد ذلك تترى يؤيد بعضها بعضا ويأخذ بعضها برقاب بعض كلها تدندن حول هذه الكلية ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) .