ذكر أوجه بطلان تفسير قوله: " من سن في الإسلام " بالابتداع.
حفظ
الشيخ : أعني أن تخصيص هذا الحديث بهذا التفسير خطأ بل هو باطل لأكثر من وجه الأول هو مباينة هذا التفسير للحادثة كما شرحنا السبب الثاني وهو مهم جدا فأرجوا من طلاب العلم خاصة أن يتنبهوا لهذا لكي يتمكنوا من هداية الشاردين الضالين عن فهم الحديث الأول بالمعنى العام الذي أراده الرسول عليه الصلاة و السلام فنقول لهؤلاء الشاردين إننا نسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في هذا الحديث ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) وفي الفقرة الثانية يقول ( ومن سن في الإسلام سنة سيئة ) نسأل هل هناك خلاف بين المسلمين اليوم أن كون الشيء حسنا أو كونه سيئا لا سبيل إلى معرفته إلا بطريق الكتاب والسنة أي بوحي السماء وبمعنى آخر ليس الشيء الحسن والشيء السيء هو الذي يستحسنه عقول الناس أو لا يستحسنه عقول الناس خلافا لما كان عليه المعتزلة قديما وجرى بسبب انحرافهم خلاف شديد بينهم وبين أهل السنة فإن المعتزلة كانوا يقولون وأصبحت هذه قاعدة في علم الكلام بالتحسين والتقبيح العقليين . المعتزلة يقولون الحسن ما حسنه العقل والقبيح ما قبحه العقل وجاءت مناقشات كبيرة بين أهل السنة والمعتزلة في هذا ولا شك أن الفلج والنصر إنما كان لأهل السنة على أولئك ولا أرى نفسي بحاجة إلى أن ... أهل السنة هنا ما دمنا نحن أولا جميعا ننتمي إلى أهل السنة وليس فينا معتزلة يقولون بقول المتقدمين منهم أن الحسن ما حسنه العقل والقبيح ما قبحه العقل ما دام أنه ليس فينا من يقول بالتحسين والتقبيح العقليين نعود إليهم لنفهم الحديث في هاتين الصفتين سنة حسن سنة سئية .
من أين نعرف أن الشيء الفلاني هو سنة حسنة أو شيء آخر هو سنة سيئة الجواب بداهة إنما هو كتاب وإنما هو سنة . إذا نقول للمبتدعة الذين وسعوا دائرة العبادات في الإسلام بسبب انحرافهم عن تلك القاعدة العظيمة ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) نقول ها هنا فأي بدعة زعمتم أنها حسنة قلنا لكم (( هاتوا برهانكم إن منتم صادقين )) فإن عجزوا فلا شك أنهم عاجزون كل العجز أن يأتوا بدليل من الكتاب والسنة يحسن لهم بدعة من تلك العبادات وكذلك إذا قالوا الأمر الفلاني سنة سيئة فلا بد أيضا من أن يأتي هذا المدعي بالدليل الشرعي من الكتاب والسنة على أن تلك السنة سنة سيئة .
من أين نعرف أن الشيء الفلاني هو سنة حسنة أو شيء آخر هو سنة سيئة الجواب بداهة إنما هو كتاب وإنما هو سنة . إذا نقول للمبتدعة الذين وسعوا دائرة العبادات في الإسلام بسبب انحرافهم عن تلك القاعدة العظيمة ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) نقول ها هنا فأي بدعة زعمتم أنها حسنة قلنا لكم (( هاتوا برهانكم إن منتم صادقين )) فإن عجزوا فلا شك أنهم عاجزون كل العجز أن يأتوا بدليل من الكتاب والسنة يحسن لهم بدعة من تلك العبادات وكذلك إذا قالوا الأمر الفلاني سنة سيئة فلا بد أيضا من أن يأتي هذا المدعي بالدليل الشرعي من الكتاب والسنة على أن تلك السنة سنة سيئة .