لم لا نقول بأن السنة أن تصلى التراويح ثلاثة أيام كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ حفظ
السائل : ... ثلاثة أيام كما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم ... ؟
الشيخ : لا هذا لا يصح هذا القول لأن الرسول فعل ثلاثة أيام لعلة ونحن ذكرناها .. العلة أخي فيه فقه هنا فيه قواعد أصولية يقول أهل العلم " الحكم يدور مع العلة وجودا وعدما " إيش معنى هذا مثال يفهمه كل الناس ما علة تحريم الخمر ؟ الإسكار فإذا ذهب الإسكار من الخمر لسبب ما كالتخلل مثلا تغير الحكم كان خمرا محرما لأنه مسكر فلما انقلب خلاّ خرج عن كونه خمرا مسكرا فصار شيئا آخر والخل مباح كما هو مباح كما هو معلوم جميعا كيف اختل فهذا عن هذا بوجود العلة و زوال العلة ما دامت العلة موجودة في الخمر وهي الإسكار فهذا حرام إذا زالت هذه العلة خرجت من كونها حراما وصارت حلالا الدابة الميتة إذا مرت عليها عوامل من العوامل التي خلقها الله في كونه منها الشمس والأمطار والرياح فانقلبت بهذه العوامل الإلهية انقلبت هذه الدابة الميتة التي هي الفطيسة انقلبت إلى ملح يصبح هذا الحيوان الذي كان محرما أكله بعدما انقلب إلى شيء آخر إلى ملح يصبح حلالا ولذلك يقول بعض المذاهب أن التحول من جملة الأشياء المطهرة الأرض مثلا التي يقع فيها النجاسة إذا تبخر ما فيها من النجاسة وذهب طهرت الأرض كثيرا من المسائل من هذا القبيل تقوم على هذه الملاحظة و هي وجود العلة أو زوالها فالرسول صلى الله عليه وسلم وهي وجود العلة أو زوالها فالرسول صلى الله عليه وسلم لما قال وقد حصبوا بابه وخرج مغضبا قال عمدا تركته ( إنه لم يخف عليّ ماكانكم هذا إني خشيت أن تكتب عليكم ) طيب هذه الخشية بوفاة الرسول زالت لم يبق هناك مجال للإتيان بأحكام جديدة هذا من ناحية من ناحية أخرى جئتك بالحديث القولي ( من صلى العشاء مع الإمام ثم صلى قيام رمضان معه كتب له قيام ليلة ) ما قال في الثلاث ليالي جعله شرعا أبديا إلى يوم القيامة ولذلك ما دام موجود ملاحظة العلة السابقة وأنها زالت وما دام موجود هذا الحديث وهو صحيح كما قلت فلا يحوز عنه أن نقول إن عمر ابتدع في الدين وشرع للناس وأصبحت هذه الشريعة مستمرة إلى يوم القيامة هذا من أفحش الأخطاء التي قد يبتلى بها بعض الناس لأنه أولا يلزم تعطيل قول الرسول ( إني خشيت أن تكتب عليكم ) ، بينما هذا تحته توجيه كريم أنه إذا زالت الخشية بوفاتي فلا مانع أن ترجعوا إلى هذه الصلاة بدليل أن قصة إحياء عمر لهذه السنة قد جاء فيها أن عمر بن الخطاب حسب عادته كان يطوف في المسجد فيجد الناس يصلون زرافات وأفرادا جماعة هنا وجماعة هنا إذا هم يصلون جماعة لكن جماعات متفرقة ما صلوا في البيوت لأنهم علموا أن أمر الرسول عليه السلام في الصلاة بالبيوت هو لهذه الخشية فما دام الرسول عليه السلام توفي قد زالت الخشية لذلك كانوا يصلون في المسجد ولكن ليس وراء إمام واحد فلما جمعهم عمر بن الخطاب وراء إمام واحد فإنما أحيا السنة التي بدأها الرسول في تلك الليالي الثلاث ولكن علّل الترك بهذه الخشية فلما زالت الخشية زال حكم الترك وأكد ذلك بالحض على الصلاة وراء الإمام صلاة القيام حتى يكتب لهذا الذي قام وراء الإمام كأنه قام الليل كله .
فإذا عمر ما ابتدع في الدين وحاشاه أن يفعل ذلك ثم هو يبتدع ولا أحد ينكر عليه والناس يتابعونه حتى يومنا هذا ! فهذا أبعد ما يكون عن الصواب .
إذا لا يجوز أن نقول إنه تجميع عمر بن الخطاب المسلمين من الصحابة الكرام والتابعين على أبيّ بن كعب إحداث في الدين ثم يسكت الصحابة وأبيّ بن كعب معهم ويأتمر بأمره وهو يعتقد كما قد يقال أنه بدعة ولا أحد يقول له أو يلفت نظره فهذا أمر مستحيل لذلك الصواب القول بأن التجميع في رمضان سنة تركها الرسول لعلة والعلة زالت وبزوال العلة يزول المعلول وهو حكم الترك زال هذا بوفاة الرسول عليه السلام والقول بأن لا السنة فقط ثلاثة أيام هذا ما يقوله عالم في الدينا إطلاقا يعني في كل رمضان يقوم يصلي ثلاثة أيام وبس وبعدين يصلي في البيت هذا لا أحد يقوله !