الرد على شبهة المأولين في صفات الله تعالى . حفظ
الشيخ : هذه الشبهة تتلخص بأنهم ينظرون إلى أن الله عز وجل إذا وصفناه بما وصف به نفسه فقد شبهناه بخلقه ونحن لا يجوز لنا أن نشبهه بخلقه هذه شبهة الرد عليها باختصار وبسهولة بالغة أن يقال إن الله عز وجل لما أثبت لنفسه السمع والبصر قدم بين يدي ذلك قوله (( ليس كمثله شيء )) ، فالله عز وجل بنص هذه الآية نزه نفسه عن أن يشابه أحدا من خلقه في شيء من صفاته ليس كمثله شيء فبعد أن نزه ونفى أن أحدا من خلقه يشبهه تبارك وتعالى في شيء من صفاته أثبت لنفسه تبارك وتعالى صفتي السمع والبصر (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ، فطريقة الرد على هؤلاء المؤولة أن يقال لهم إذا قلنا إن الله سميع نقول ليس كمثل سمعه شيء وإذا قلنا بصير ليس كمثل بصره شيء كذلك حينما نقرأ وجاء ربك نقول مجيئه لا يشبه مجيء البشر (( ليس كمثله شيء )) وإلا إذا اطرد هؤلاء المؤولة لتأويل آيات الصفات أدّى التأويل بهم إلى إنكار وجود ذات الله والسبب في هذا لأننا نقول ببساطة لهؤلاء المؤولة الله موجود لا ، وجود حقيقي أم هو عدم لا شك يقول هو موجود سيقال لهم الخلق الذي خلقه الله كبشر وحيوان وشجر وحجر موجود أو عدم ؟ سنضطر أن نقول موجود إذا هنا وجودان وجود خالق المخلوقات كلها ووجود المخلوقات نفسها فهل إذا قلنا إن المخلوقات موجودة والله موجود معنى ذلك أننا شبهنا الله بمخلوقاته أو شبهنا مخلوقات الله به نفسه الجواب لا لأننا سنقول الله موجود منذ الأزل أول بلا بداية وآخر بلا نهاية والإنسان ليس كذلك إذا لما أثبتنا لله وجودا أثبتنا له وجودا ينافي وجود البشر كذلك إذا أثبتنا لله سمعا وبصرا ومجيئا واستواء ونزولا ويدا إلى آخر ما هنالك من صفات كثيرة منصوص عليها في الكتاب والسنة فإنما نثبت له صفات لا تشبه صفات المخلوقات باختصار لله صفة الوجود وللمخلوق صفة الوجود فهذا الإثبات للوجودين ليس معناه إثبات وجود مشابه لوجود فوجود الله يليق بأزليته وبخالقيته ووجود الإنسان يليق بضعفه وعجزه وكونه كان عدما فأوجده الله تبارك وتعالى فإثبات إذا كون هناك مباينة في الصفة الإلهية مع صفات المخلوقات هذه المباينة هذه التي تنفي المشابهة وهي التي تجعلنا نؤمن بالصفات كما جاءت بالكتاب والسنة دون تشبيه للمخلوقات لأن الله يقول (( ليس كمثله شيء )) ودون تعطيل أي إنكار الصفات لأن الله أثبت لنفسه الصفات منها (( وهو السميع البصير )) وما أحسن ما يقول ابن القيم رحمه الله في هذه المناسبة " فالمعطل يعبد عدما والمجسم يعبد صنما " .
المعطل يعبد عدما لماذا لأنه يقول الله يقول جاء ربك يقول لك ما جاء ! ينزل إلى السماء في آخر كل ليلة يقول ألا هل من داع يقول ما ينزل ! استوى على العرش ما استوى على العرش ! له يد ليس له يد ! هذا هو الإنكار لماذا تقول ما استوى وما يجيء فيه مشابهة لمن يجيء للمخلوقات طيب سميع بصير فيه مشابهة إذا ليس سميعا وليس بصيرا إذا هو موجود إن قال موجود كمان أنا موجود هل فيه مشابهة قال الخلاص من هذا نقول وجوده ليس كوجودنا وبصره ليس كبصره و و كل الصفات كصفات المخلوقات فالمؤول وفي مقدمتهم المعتزلة ثم يأتي من بعدهم الأشاعرة يصل بهم الأمر أنه إذا قالوا نحن نعبد الله فإنما يعبدون عدما لأنه ما صفات هذا الإله ؟ لا نعرف الله إلا بما وصف به نفسه فإذا جئنا إلى الصفات التي وصف بها نفسه فأوّلناها أي أخرجناها عن معانيها الواضحة بحجة أنه إذا قلنا جاء الإنسان يجيء إذا قلنا سميع الإنسان سميع قال علماء السلف هذا هو التعطيل الله أيضا له ذات ولكل منا ذات إذا نقول لا ذات لله عز وجل رجع إيمانهم بالله إلى العدم لذلك قال ابن القيم المعطل يعبد عدما لأنه لا يثبت لله صفة حتى صفة العلم صفة السمع والبصر أوّلها إلى صفة العلم لكن هو سيضطر إلى تأويل العلم أيضا لأننا نقول الله عالم طيب وفلان عالم الله قال في القرآن الكريم (( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذي أوتوا العلم درجات )) إذا الله عالم والإنسان عالم كمان نقول إن الله ليس بعالم ليه لأنه صار اشتراك بزعمهم بين الإنسان العالم وبين الرب العالم على طريقتهم ليس لهم جواب إطلاقا أما على طريقة السلف نقول الله عالم علما ليس كعلم البشر ومن الواضح أن علم الله ذاتي أما علم الإنسان اكتسابي يعني كان جاهلا الإنسان فتعلم أما الله عز وجل فإن صح التعبير في طبيعة ذاته تبارك وتعالى هو عالم فلم يكتسب العلم بعد أن كان جاهلا كما هو الإنسان فإذا الاشتراك في الاسم لا يضر أي إذا قلنا إن الله سميع وقلنا الإنسان سميع فهذا ليس تشبيها لأنه مجرد اشتراك في الاسم نحن نقول مثلا الإنسان موجود والحيوان موجود ... نقول حينما قلنا الإنسان موجود والحيوان موجود أننا إما رفعنا الحيوان إلى صف الإنسان أو نزلنا بالإنسان من مرتبته الذي وضعه الله فيها إلى مرتبة الحيوان مجرد الاشتراك في الوجود ليس كذلك وإنما نقول وجود الإنسان يتناسب مع إنسانيته ووجود الحيوان تتناسب مع حيوانيته كذلك يقال الجماد موجود فعلا فهل وجود الجماد كوجود الحيوان الصامت أو الناطق ؟ الجواب لا ، إذا هذا يسميه العلماء بالاشتراك اللفظي وجود الحيوان في الجماد ووجود الإنسان ووجود خالق الموجودات كلها هذا كله اشتراك لفظي أما الحقيقة فلا اشتراك فيها أبدا فوجود الجماد غير وجود الحيوان حقيقة ووجود الحيوان الأعجم الذي لا ينطق غير وجود الإنسان الناطق حقيقة ووجود هذا الإنسان غير وجود الملائكة غير وجود الجن ووجود هذه المخلوقات كلها غير وجود واجب الوجود سبحانه وتعالى كذلك يقال تماما عن كل الصفات التي تأتي أو يأتي ذكرها في الكتاب والسنة فالله يجيء قطعا لأن النص صريح (( وجاء ربك )) لكن مش ضروري بعد أن نتصور نحن أنه يأتي على الرجلين و يجيء على السيارة أو الدبابة أو طيارة مما هو من طبيعة الإنسان هنا نقول ليس كمثله شيء المذهب السلفي هو الجمع بين التنزيه وبين الإثبات نثبت وننزه أما مذهب المعتزلة ومن تأثر بمذهبهم من الأشاعرة وغيرهم فهو لما ضاقت عقولهم عن أن يعقلوا أن هناك وجودا لله عز وجل حقيقي ينافي وجود المخلوقات فهم اضطروا أن يقولوا لا لا يجيء لا يستوي على العرش أو ما استوى على العرش وليس له يد ولا يتكلم حتى قالوا وهذه مشلكة أكبر و أكبر كثيرا جدا فالله عز وجل كل المسلمين يشتركون على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم أنه حقيقة وليس معنى قائما في الذهن يعني هو له وجود خارج الكون وجود حقيقي وليس هو معنى يتخيله الإنسان فكل موجود له صفات بلا شك وإلا يمون خيال فالله عز وجل وجود حقيقي وأزلي ما هي صفات هذا الموجود الأزلي العقل قد يدرك شيئا منها ولكن لا يستطيع أن يستقصي الصفات كلها إلا بطريق النقل الذي هو عبارة عن الكتاب والسنة فإذا جئنا إلى هذه النصوص التي وردت في الكتاب والسنة تصف هذا الموجود الحقيقي وهو واجب الوجود سبحانه وتعالى بصفات فكان موقفنا تجاه تلك الصفات تأويلها وتعطيل معانيها بقي وجود الله وجودا خياليا ليس حقيقيا لأن قلنا إن الوجود الحقيقي له صفاته المناسبة له فإذا جئنا إلى كل صفة فتأولناها بضد ما يدل عليه النص حينئذ كأننا آمنا بوجود خيالي لا حقيقة له فكما قلنا آنفا وأكرر وأقول الله عز وجل وصف نفسه بصفات كثيرا فهو يقول يجيء ويسمع ويرى و و إلى آخره فإذا قلنا لا يسمع لا يرى لا لا معناها ما وصفنا هذا الوجود الحقيقي الغائب عنا ما وصفناه وإذ لم نصفه ما حكمنا بوجوده إلا حكما ذهنيا .
المعطل يعبد عدما لماذا لأنه يقول الله يقول جاء ربك يقول لك ما جاء ! ينزل إلى السماء في آخر كل ليلة يقول ألا هل من داع يقول ما ينزل ! استوى على العرش ما استوى على العرش ! له يد ليس له يد ! هذا هو الإنكار لماذا تقول ما استوى وما يجيء فيه مشابهة لمن يجيء للمخلوقات طيب سميع بصير فيه مشابهة إذا ليس سميعا وليس بصيرا إذا هو موجود إن قال موجود كمان أنا موجود هل فيه مشابهة قال الخلاص من هذا نقول وجوده ليس كوجودنا وبصره ليس كبصره و و كل الصفات كصفات المخلوقات فالمؤول وفي مقدمتهم المعتزلة ثم يأتي من بعدهم الأشاعرة يصل بهم الأمر أنه إذا قالوا نحن نعبد الله فإنما يعبدون عدما لأنه ما صفات هذا الإله ؟ لا نعرف الله إلا بما وصف به نفسه فإذا جئنا إلى الصفات التي وصف بها نفسه فأوّلناها أي أخرجناها عن معانيها الواضحة بحجة أنه إذا قلنا جاء الإنسان يجيء إذا قلنا سميع الإنسان سميع قال علماء السلف هذا هو التعطيل الله أيضا له ذات ولكل منا ذات إذا نقول لا ذات لله عز وجل رجع إيمانهم بالله إلى العدم لذلك قال ابن القيم المعطل يعبد عدما لأنه لا يثبت لله صفة حتى صفة العلم صفة السمع والبصر أوّلها إلى صفة العلم لكن هو سيضطر إلى تأويل العلم أيضا لأننا نقول الله عالم طيب وفلان عالم الله قال في القرآن الكريم (( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذي أوتوا العلم درجات )) إذا الله عالم والإنسان عالم كمان نقول إن الله ليس بعالم ليه لأنه صار اشتراك بزعمهم بين الإنسان العالم وبين الرب العالم على طريقتهم ليس لهم جواب إطلاقا أما على طريقة السلف نقول الله عالم علما ليس كعلم البشر ومن الواضح أن علم الله ذاتي أما علم الإنسان اكتسابي يعني كان جاهلا الإنسان فتعلم أما الله عز وجل فإن صح التعبير في طبيعة ذاته تبارك وتعالى هو عالم فلم يكتسب العلم بعد أن كان جاهلا كما هو الإنسان فإذا الاشتراك في الاسم لا يضر أي إذا قلنا إن الله سميع وقلنا الإنسان سميع فهذا ليس تشبيها لأنه مجرد اشتراك في الاسم نحن نقول مثلا الإنسان موجود والحيوان موجود ... نقول حينما قلنا الإنسان موجود والحيوان موجود أننا إما رفعنا الحيوان إلى صف الإنسان أو نزلنا بالإنسان من مرتبته الذي وضعه الله فيها إلى مرتبة الحيوان مجرد الاشتراك في الوجود ليس كذلك وإنما نقول وجود الإنسان يتناسب مع إنسانيته ووجود الحيوان تتناسب مع حيوانيته كذلك يقال الجماد موجود فعلا فهل وجود الجماد كوجود الحيوان الصامت أو الناطق ؟ الجواب لا ، إذا هذا يسميه العلماء بالاشتراك اللفظي وجود الحيوان في الجماد ووجود الإنسان ووجود خالق الموجودات كلها هذا كله اشتراك لفظي أما الحقيقة فلا اشتراك فيها أبدا فوجود الجماد غير وجود الحيوان حقيقة ووجود الحيوان الأعجم الذي لا ينطق غير وجود الإنسان الناطق حقيقة ووجود هذا الإنسان غير وجود الملائكة غير وجود الجن ووجود هذه المخلوقات كلها غير وجود واجب الوجود سبحانه وتعالى كذلك يقال تماما عن كل الصفات التي تأتي أو يأتي ذكرها في الكتاب والسنة فالله يجيء قطعا لأن النص صريح (( وجاء ربك )) لكن مش ضروري بعد أن نتصور نحن أنه يأتي على الرجلين و يجيء على السيارة أو الدبابة أو طيارة مما هو من طبيعة الإنسان هنا نقول ليس كمثله شيء المذهب السلفي هو الجمع بين التنزيه وبين الإثبات نثبت وننزه أما مذهب المعتزلة ومن تأثر بمذهبهم من الأشاعرة وغيرهم فهو لما ضاقت عقولهم عن أن يعقلوا أن هناك وجودا لله عز وجل حقيقي ينافي وجود المخلوقات فهم اضطروا أن يقولوا لا لا يجيء لا يستوي على العرش أو ما استوى على العرش وليس له يد ولا يتكلم حتى قالوا وهذه مشلكة أكبر و أكبر كثيرا جدا فالله عز وجل كل المسلمين يشتركون على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم أنه حقيقة وليس معنى قائما في الذهن يعني هو له وجود خارج الكون وجود حقيقي وليس هو معنى يتخيله الإنسان فكل موجود له صفات بلا شك وإلا يمون خيال فالله عز وجل وجود حقيقي وأزلي ما هي صفات هذا الموجود الأزلي العقل قد يدرك شيئا منها ولكن لا يستطيع أن يستقصي الصفات كلها إلا بطريق النقل الذي هو عبارة عن الكتاب والسنة فإذا جئنا إلى هذه النصوص التي وردت في الكتاب والسنة تصف هذا الموجود الحقيقي وهو واجب الوجود سبحانه وتعالى بصفات فكان موقفنا تجاه تلك الصفات تأويلها وتعطيل معانيها بقي وجود الله وجودا خياليا ليس حقيقيا لأن قلنا إن الوجود الحقيقي له صفاته المناسبة له فإذا جئنا إلى كل صفة فتأولناها بضد ما يدل عليه النص حينئذ كأننا آمنا بوجود خيالي لا حقيقة له فكما قلنا آنفا وأكرر وأقول الله عز وجل وصف نفسه بصفات كثيرا فهو يقول يجيء ويسمع ويرى و و إلى آخره فإذا قلنا لا يسمع لا يرى لا لا معناها ما وصفنا هذا الوجود الحقيقي الغائب عنا ما وصفناه وإذ لم نصفه ما حكمنا بوجوده إلا حكما ذهنيا .