مسألة زيادة الإيمان ونقصانه واختلاف الأمة فيه وضرره عليها. حفظ
الشيخ : من هنا نحن نقول دائما وأبدا كما علمنا من سلفنا عليكم بالأمر العتيق، في زمن الصحابة لم يكن هناك من يقول الإيمان لا يزيد ولا ينقص لأن هذا خلاف الكتاب والسنة لكن وجد بعده بنحو مائة سنة أو أكثر من رأى رأيا فأخطأ وهو رجل عالم فاضل، رأى أن الإيمان يستحيل أن يقبل الزيادة والنقص وإنما الذي يزيد هو آثاره وهي الأعمال الصالحة والله عز وجل يقول دائما وأبدا أن الإيمان يزيد وبالتالي تزيد الأعمال الصالحة ثم هذا الرأي الذي صدر من بعض أهل العلم اتخذ دينا وهذه مصيبة من مصائب المسلمين ! كيف اتخذ دينا والدين هو الإسلام والإسلام هو القرأن والقرأن يقول إن الإيمان يزيد وينقص صراحة (( فزادهم إيمانا )) وكم وكم من الآيات في القرآن بهذا المعنى. هذا الرأي صار دينا لأنه سبقه شيء آخر أيضا جعل دينا ألا وهو التقليد ولا يزال بعض الناس حتى المثقفين وحتى الذين ينظرون إلى أنفسهم بعين الرضا من الناحية العلمية لا يكادون يفقهون حديثا، لا يعلمون حتى اليوم لماذا نحن ندندن دائما وأبدا في محاربة التقليد لأنه صار دينا وصار عقيدة وصار أي إمام يقول أي قول مهما كان بعيد عن الكتاب والسنة فهو دين، تقليد . ونحن من أجل هذه الحقيقة نحارب التقليد أي أن يتخذ دينا يصد صاحبه عن الإيمان بالله ورسوله مما جاء في الكتاب والسنة وأبسط عبارة تسمعونها أو بعضكم على الأقل يا أخي شو فلان جاهل ؟ لا عالم لكن هل فلان معصوم ؟ هنا يصمت لجهله ما علّم مبادئ الإسلام الأساسية علم أن هذا الرجل عالم فاضل وما بيتكلم عن هوى وما بيتكلم عن غرض وهذا كله صحيح. لكن لم يعلّم وإذا علّم لم يركّز عليه في التعليم أنه انتبه هذا الرجل العالم الفاضل الذي لا يتكلم عن هوى ولا عن عصبية ولا عن غرضية ولا أي شيء ممكن أن يخطأ لذلك أن تتمسك بكلامه في حدود عدم معارضته لكتاب الله وسنة نبيه ، هذا التوجيه نحو عشر قرون فقده المسلمون بسبب التقليد .
لذلك نحن نقول ... الذي نشرح بأن الإيمان لا يفيد إلا بأن يجمع بين الإيمان بالله كما شرع الله وبتوحيد الربوبية والألوهية والصفات والإيمان أيضا بالنبي عليه الصلاة والسلام وهاتان الحقيقتان لا يزال جماهير سكان الأرض هم جاهلون بها أو بحاجة للتبليغ، لكننا نحن أحوج إلى ذلك منه، لأننا لا نزال نعيش وفي بلاد الإسلام ونحن نكفر عمليا وفكريا أيضا معنى لا إله إلا الله. كيف يؤمن من يدعو الله من يدعو ربا نقول من يدعو غير الله سبقني لساني لكن سأرقع كلامي فأقول كيف يؤمن من يدعو الله ويقرن معه وليا من أولياء الله عز وجل، وأنتم تسمعون مثلا وأنتم سائرون في الطريق واحد بيتسحلق قدمه أو قدم دابته فسرعان ما يطلق من فمه يا الله يا باس ما بيكفي الله وحده وربنا يقول (( فلا تدعو مع الله أحدا )) (( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )) هذا ند قال يا الله يا باس هذا هو الند الباس ماذا يصنع الباس لا سيما مع الله، هذا هو الشرك بعينه لا يلتقي أبدا مع الإيمان بالله عز وجل هذا الإيمان الذي أراده الرسول عليه السلام بقوله في هذا الحديث وبه ننهي الدرس ونتوجه إلى الجواب عن الأسئلة أو ما تيسر منها، قال عليه الصلاة والسلام ( اللهم من ءامن بك وشهد أني رسولك فحبب إليه لقاءك وسهل عليه قضاءك وأقلل له من الدنيا ومن لم يؤمن بك ولم يشهد أني رسولك فلا تحبب إليه لقاءك ولا تسهل عليه قضاءك وأكثر له من الدنيا ) نسأل الله عز وجل أن يحشرنا في زمرة الذين ءامنوا به وشهدوا للنبي صلى الله عليه وسلم برسالته .