تعليق الشيخ على كلام صاحب المقال بأنه لابد قبل تعديل القوانين إلى أحكام الشرعية بأن تعدل الأوضاع الاجتماعية ورد الشيخ عليه . حفظ
الشيخ : إلى أن ذكر ما لخصته آنفا من ضرورة أن يكون المجتمع مجتمع إسلاميا قال فلا بد من إزالة هذا الكدر وتقريب هذا البعد حتى يزاول قانون الأحوال الشخصية مهمته بمعالجة أوضاع في مناخ إسلامي وإذن فلا بد أن يسبق تطبيق هذا القانون تعديل الأوضاع الأسرية والإجتماعية المخالفة لتعاليم الإسلام ولا بد من نظرة تصحيح شمولية تهيئ المناخ لهذا القانون وهذا شأن بقية القوانين الإسلامية كالقانون الجنائي فلا يمكن أن نقيم الحدود الإسلامية ما لم يتهيّئ الجو الإسلامي الذي يتنفس فيه أفراد المجتمع عبير الإسلام وهديه ثم يقول وحد السرقة أيضا لا يمكن تطبيقه ما لم نحقق للفرد عملا مناسبا ونقيم التكافل بين أفراد المجتمع بأخذ الزكاة من الأغنياء وإعطائها للفقراء ويقضى على لل ... المكشوفة والمقنعة فتمهيد المناخ شرط لتطبيق الأحكام هذا ... الموضوع في الصف الأخير، فتمهيد المناخ شرط لتطبيق أحكام الإسلام وذكر كمثال أنه لا يجوز تطبيق حد السرقة حتى نهيئ للناس الشيء الضروري للحياة . الآن لنعد إلى منهجنا فهم الكتاب والسنة وعلى فهم السلف الصالح بدأنا نذكر أنه على رأس هذا المنهج هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ترى هل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فعل ما يقول هذا الكاتب مهد المناخ لتطبق الأحكام الإسلامية فلم يكن هناك فقراء مثلا وإلا معروف هناك جماعة إسمهم أهل الصفة وهم كانوا من فقراء الصحابة الذين لا أهل لهم ولا مال ليس لهم مسكن يأوون إليه فكانوا يأوون إلى مكان في خارج المسجد إسمه " الصفة " والفقر الذي نعرفه في عهد الرسول عليه السلام لا يشك فيه أي مسلم مهما كانت سويته العلمية أو الثقافية ضحلة فنحن نعلم مثلا أن مستوى المعيشة في عهد عمر بن الخطاب كانت خير بكثير بكثير مما كان في عهد الرسول عليه الصلاة و السلام فهل اختلف تطبيق الحكم في عهده عليه السلام، أجّل شيء من الأحكام لأنه هذا المناخ لم يهيّئ مثلا أنتم تعرفون قصة ذلك الرجل الذي حضر مجلسا جاءت إليه امرأة فعرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تريد أن تهب نفسها له صلى الله عليه وسلم فلم يرغب فيها فطلب الرجل منه عليه الصلاة و السلام أن يزوجها ولو لخاتم من حديد قال لا أجد يا رسول الله ! قال ( فقد زوجتكها بما معك من القرآن ) هذا رجل فقير موجود في عهد الرسول عليه السلام، العهد المدني الذي طبقت فيه الأحكام الشرعية ، لماذا لم يتباطئ الرسول عليه السلام حتى تتكاثر عليه الأموال كما وقع ذلك في عهد عمر ويأجل تطبيق هذه الحدود إلى أن يتمكن من تهيئة المناخ المزعوم ؟ هذا يقال من حيث مبدئنا ومشربنا وهو أن نفهم الإسلام على منهج السلف الصالح السلف الصالح ما تلكؤوا أبدا في تطبيق الأحكام الشرعية والحدود السماوية بسبب اختلاف ما سماه بالمناخ ثم من ناحية نظرية هو يطلب مثلا جمع الزكاة .
هل هذا الجمع من وظيفة الدولة أم من وظيفة الأفراد، الآن نعكس نحن القضايا تماما، في الإسلام الأول كان جمع الزكاة من وظيفة الدولة الأن تؤلف الجمعيات لجمع الزكاة فالأن هو يريد في جملة ما يريد لتهيأة المناخ المزعوم جمع الزكاة ، إذا نحن نطالب الدولة بأن تجمع الزكاة وهذا طلب صحيح، وهذا الطلب قد يغنيها ويريحها كما يريح الشعب من كثير من الأثقال المفروضة على الشعوب الإسلامية مما يسمونه بالضرائب ونحن لا نشك أن كثيرا من هذه الضرائب تقتضيها المصلحة ولكن أية مصلحة يراد تحقيقها بسبيل محدث وهناك سبل مشروعة في الكتاب والسنة فلا يجوز حينذاك الأخذ بهذا السبيل المحدث بحجة أنه من المصالح المرسلة .