ذكر الشيخ للتهمة التي اتهم بها من تكفير حسن البنا وسيد قطب وتضليلهما وتفنيدها . حفظ
الشيخ : ومن هذه الأكاذيب الكثيرة والكثيرة جدا أننا نضلل أو نكفر حسن البنا وسيد قطب . بالنسبة لحسن البنا ليس عندي مثل، مثل هذا الكلام ولو أنه فهم فهما خطأ ، أما بالنسبة لسيد قطب فقريبا اجتمعت مع أحدهم من رؤوسهم من بعد ما زال مفعول ذلك القرار زارني، جاء إلى هنا وانتظرني ساعات ثم لما لم يجدني قد رجعت جاء إلى دار صهري فوجدني هناك فجلسنا ساعة أو أكثر . فجرى بحث ونقاش وعتبت عليه على ذلك الموقف السابق وإذا به لأول مرة يكشفون لي عن السبب الذي حملهم على إصدار ذلك القرار . يقول أنت كفّرت سيد قطب، قلت سبحانك هذا بهتان عظيم ياشيخ فلان يا دكتور فلان هل أنت سمعت مني هذا الكلام ؟ قال لا .
طيب فأين تأدبكم الأداب الإسلامية ؟ أين أنتم وقول الله عز وجل (( يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) أين أنتم من قول الرسول الكريم ( كفى المرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) لا سيما مسألة أولا خطأ كبير مني أن أكفر رجلا مسلما أقل ما يقال فكيف وهو داعية ثانيا بالنسبة إليكم تلصقون بي هذه التهمة وأنا متردد كنت سابقا عليكم ثم جئت بلدكم وسكنت بين ظهرانيكم هلا أرسلتم أحدا يتثبت من هذا الذي وصلكم ؟ أنا أقول لك يا فلان نحن لا نكفر من هم في الحقيقة يستحقون التكفير لخروجهم عن دائرة الإسلام بسبب عقائد فاسدة إلا بعد إقامة الحجة هذا من عقيدتنا . من عقيدتنا أن المسلم قد يقع في الكفر لكننا لا نقول أنه كافر لأن تكفير المسلم أمر خطير جدا ومن الحيطة التي وقع فيها علماؤنا الفقهاء أن وصل بعضهم إلى أن قال لو كان عندنا مائة قول في مسألة تسع وتسعين من هذه الأقوال تكفر من وقع في هذه المسألة وقول واحد فقط لا يكفر نحن نأخذ بهذا القول احتياطا لديننا لما هو معلوم من الوعيد الشديد في الأحاديث الصحيحة من مثل قوله عليه السلام ( من كفّر المسلم فقد كفر ) فنحن لا نكفر من نعيش معهم ونسمع منهم وحدة الوجود فكيف نكفر إنسانا زل به لسانه أو زل به قلمه لكننا لا نحابي في دين الله أحدا، نقول هذا الكلام كفر فلا تلازم عندنا في عقيدتنا أولا ثم من الناحية العلمية ثانيا بين أن يتكلم الإنسان بكلمة الكفر وبين الحكم عليه بأنه كفر وارتد عن دينه وعندنا أمثلة كثيرة من حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته الشريفة مع أصحابه هناك مثلا الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطب يوما في الصحابة فقام رجل ليقول له ما شاء الله وشئت يا رسول الله فقال له عليه السلام ( أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده ) أجعلتني لله ندا أظن أن أمثال هؤلاء الناس الذين يسمعون حينما نقول هذا الكلام كفر يستلزمون أن الرسول عليه الصلاة والسلام كفّر ذلك الرجل والواقع أنه ما زاد أن نبّهه وقال له ( أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده ) بيّن له الخطأ وأتبعه ببيان الصواب وذلك هو طريق كل داعية مسلم يفهم حقيقة دعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .