ضرب أمثلة من صبر النبي صلى الله عليه وسلم على الأذى . حفظ
الشيخ : ... جاء بحديث ثانٍ يتعلق بخلق من خلق الله عز وجل وهو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحينئذ ستبقى المقاربة في المشابهة متجانسة بين الإنسان المأمور بأن يتخلق بخلق الصبر وبين هذا الإنسان الكامل الذي ستسمعون ما جاء فيه من الصبر . ذلك هو الحديث الثاني في باب الصبر على الأذى رواه المصنف رحمه الله بإسناده الصحيح عن عبد الله وعبد الله هنا هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، يقول قسم النبي صلّى الله عليه وسلم قسمة كبعض ما كان يقسم فقال رجل من الأنصار " والله إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله " !! هذا كلام يقال في حق أعدل الناس قاطبة وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، قيل في حقه والله إنها قسمة ما أريد بها وجه الله عز وجل قلت أنا بن مسعود يقول " لأقولن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم " يظهر أن هذا الأنصاري قال هذا الكلام بعيدا عن الرسول عليه السلام في محضر من الصحابة وكان منهم عبد الله بن مسعود فقال " لأقولن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فأتيته وهو في أصحابه فساررته فشق ذلك عليه صلى الله عليه وآله وسلم وتغير وجهه وغضب حتى وددت أني لم أكن أخبرته " ثم قال ( قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر ) الحديث واضح المعاني حيث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما كانت تأتيه المغانم إما بسبب الحروب أو بسبب الجزية التي يفرضها بسبب المصالحة بعد انتصار الجيش المسلم فكان من عادته عليه السلام أنه إذا جاءه مال جاء به إلى المسجد و وزعه على الناس وهو بطبيعة الحال يوزعه لقسمة يراعي فيها أمورا لا يدركها سائر الناس فهو مثلا قد يعطي إنسانا أكثر من آخر لماذا ؟ لسابقيته في الإسلام، لبلائه الحسن في الإسلام فيبدو لبعض ناقصي الإيمان والعقل أنه هنا فيه محاباة مع أنه الحقيقة ليس هناك شيء من المحاباة وأحيانا على العكس من ذلك يعطي إنسانا هو حديث عهد بالإسلام ليس له سابقة في الإسلام وليس له جهاد في الإسلام، مع ذلك يعطيه أكثر ممن له سابقة في الإسلام فيستنكر ذلك بعض قاصري العقول ويقول كيف هذا ؟ ... الإسلام لسة ما حظر ولا معركة كيف يزيد عليه العطاء ؟ فيجهل هذا الإنسان أن الرسول يعطيه تأليفا له، تأليفا لقلبه وقد يكون رئيسا في قومه فهو إذا جلب قلبه إليه جلب من وراءه من بني قومه، هكذا هذه سياسة شرعية لا يحسنها أحد مثل الرسول عليه الصلاة والسلام فهو صلى الله عليه وآله وسلم قسم يوما قسمة كما هي عادته بمثل هذا البيان الذي ذكرناه فقال رجل من الأنصار " إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله " هذا الأنصاري قاصر النظر كما شرحت آنفا إنه يقول لماذا هذا يعطيه أكثر من هذا مثلا فسمع هذه الكلمة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فنقلها إلى الرسول عليه السلام وسارره بها يعني قالها له سرا فلما سمع ذلك عليه السلام ثقل عليه ، شق ذلك عليه وتغيرت ملامح وجهه وظهر عليه آثار الغضب حتى تمنى ابن مسعود رضي الله عنه أن لم يكن قد أخبره بهذا الخبر الذي انزعج منه عليه السلام هذا الإنزعاج الكثير .
فماذا كان موقف الرسول عليه السلام تجاه هذه التهمة التي اتهمه بها ذلك الأنصاري ؟ لم يزد على قوله ( قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر ) .
في هذا الحديث إشارة إلى آية (( ولا تكونوا كالذين آذوا موسى )) ماذا كان إيذاؤهم ؟ هو الحديث كأنه مقتبس من الآية أنه موسى أوذي بأكثر من هذا، ولذلك نهى الله عباده المؤمنين أن يؤذوا (( كالذين آذوا موسى من قبل )) يعني اليهود، ماذا فعلوا ؟ اليهود أخباث أشرار كان الله عز وجل يمتن عليه دائما يرسل إليهم الأنبياء دائما وأبدا حتى قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( كان من قبلكم كلما مات نبي خلفه نبي، ألا ولا نبي بعدي )
فماذا كان موقف الرسول عليه السلام تجاه هذه التهمة التي اتهمه بها ذلك الأنصاري ؟ لم يزد على قوله ( قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر ) .
في هذا الحديث إشارة إلى آية (( ولا تكونوا كالذين آذوا موسى )) ماذا كان إيذاؤهم ؟ هو الحديث كأنه مقتبس من الآية أنه موسى أوذي بأكثر من هذا، ولذلك نهى الله عباده المؤمنين أن يؤذوا (( كالذين آذوا موسى من قبل )) يعني اليهود، ماذا فعلوا ؟ اليهود أخباث أشرار كان الله عز وجل يمتن عليه دائما يرسل إليهم الأنبياء دائما وأبدا حتى قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( كان من قبلكم كلما مات نبي خلفه نبي، ألا ولا نبي بعدي )