كيف يمكن الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما بعث الله من نبي إلا كان في أمته قوم يهتدون بهديه ويستنون بسنته ) والحديث الآخر ( رأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والنبي وليس معه أحد ) ؟ حفظ
السائل : سؤال كيف يمكن الجمع بين قولي الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما بعث الله من نبي إلا كان في أمته قوم يهتدون بهديه ويستنون بسنته ) والحديث الآخر ( رأيت النبي ومعه الرهط ومعه الرهطين و النبي ليس معه أحد )
الشيخ : الذي يبدو لي والله أعلم في الجواب أن الحديث ما من نبي إلا، شو نص الحديث ؟
السائل : بعث، ( ما بعث الله من نبي إلا كان في أمته قوم يهتدون بهديه ... )
الشيخ : ما بعث الله من نبي إلا كان في قومه من يهتدي بهديه هذا من النصوص العامة التي تخصص بالحديث الآخر الذي عرض فيه على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وليس معه أحد أي أن الغالب وهذا أمر مقطوع به نظرا وبصرا الغالب أن الله عز وجل حين بعث الأنبياء فلا بد أن يكون هناك من يستجيب لدعوتهم ولكن ما بين أن يكون المستجيب قليلا أو كثيرا ولكن هذا لا ينفي أن يكون هناك بعض الأفراد من الأنبياء لم يستجب لهم أحد فالحديث الأول يحمل على الغالب من شأن الدعاة مع المدعوين، شأن الأنبياء مع المدعوين فعلى الغالب يستجيب المدعوون لدعوة الأنبياء لأنها دعوة حق مع الإختلاف كما قلنا في الكثرة و القلة ولكن أحيانا لا يستجيب للرسول أحد إطلاقا وهذا من جملة الإمتحان والإبتلاء من الله عز وجل .
إذا التوفيق بين الحديثين بقاعدة حمل العام على الخاص وبذلك يزول الإشكال وهذا لا يشكل على طلاب العلم لأنه كما في قوله تعالى مثلا (( حرمت عليكم الميتة والدم )) فهذا يشبه تماما لو سأل سائل كيف التوفيق بين الآية وبين قوله عليه السلام ( أحلت لنا ميتتان ودمان الحوت والجراد والكبد والطحال ) ؟ الجواب حرمت عليكم الميتة إلا، كذلك الدم إلا يعني هذا النص عام، النص القرآني نص عام خصّص منه ما ذكر في الحديث كذلك المبدأ العام أنه كل نبي بعثه الله عز وجل استجاب له من استجاب إلا نأخذ الإستثناء من الحديث الثاني وعرض عليه النبي وليس معه أحدا إذا عام وخاص هكذا الجمع .