الرجوع إلى الشبهة الأولى والتي هي جواز القتل غدرا والانتحار الذي يذهب ضحيته الأبرياء بحديث عائشة المشار إليه في المسخ والبعث على حسب النيات ورد الشيخ على هذه الشبهة وبيان الفهم الصحيح لهذا الحديث . حفظ
السائل : يقول حديث عائشة ( إن ناسا من أمتي يؤمون بالبيت برجل من قريش قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فقلنا يا رسول الله إن الطريق قد يجمع الناس قال نعم فيهم المستبصر والمجبور وبن السبيل يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى يبعثهم الله على نياتهم )
الشيخ : طيب، كيف يفهمون هذا الحديث ؟ وما علاقة الحديث بأصل السؤال الذي استدلوا له بهذا الحديث ؟ أصل السؤال المستدل له بهذا الحديث ما هو ؟ وهو القتل غدرا، أليس كذلك ؟ وأنه يذهب بهذا القتل ناس أبرياء لا يستحقون هذا القتل . نحن نقول مع كل أسف أن هذا الإستدلال وحده يكفي ليكون رادعا لهؤلاء أن ينفردوا عن علماء المسلمين بتفسير نصوص الرسول عليه السلام وتأويلها تأويلا باطلا .
هذا الحديث يدل مجموع الروايات التي جاءت في صحيح مسلم وفي غيره أن جيشا يوجه إلى هدم الكعبة وفيهم كما جاء في هذا الحديث المستبصر، شو معنى المستبصر ؟ يعني فهمان الغاية من ذهابه مع هذا الجيش، وفيهم عابر السبيل مش عارف شو الغاية لكن كما يقال في بعض البلاد "هات أيدك و امشي" وين رايحين ؟ رايحين يجاهدوا في سبيل الله لكن مو فاهمانين أنه رايحين لهدم بيت الله تبارك وتعالى فهؤلاء يخسف الله عز وجل بهم الأرض ويهلكهم جميعا فالسيدة عائشة استشكلت الأمر وقالت كيف هذا وفيهم كذا وكذا وكذا فأجاب عليه السلام بأنهم يبعثون على نياتهم .
كلمة يبعثون على نياتهم ليس لها علاقة بالغدر والقتل لمن لا يستحق وإنما لها علاقة بالذي ينضم إلى جيش لا يعرف الغاية أنه هذا الجيش قد يمم شطر ارتكاب محرم كبير فهو يبعث على نيته ، فالحديث في واد والمستدل عليه في واد أخر إنما يبعثون على نياتهم فما علاقة القيام بالغدر بالنسبة هذا الحديث ؟
هذا أولا وثانيا هل هو سبيل إقامة الدولة المسلمة بمثل هذه الوسائل التي ابتلي بها كثير ممن يدعون العمل للإسلام والجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى هل هكذا فعل الرسول عليه السلام حينما بدأ بإقامة الدولة المسلمة كل مسلم يعرف أن مثل هذه التصرفات لم تقع إلا في العهد المدني أي بعد أن أوجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعلا الطائفة المنصورة أوجدهم وعلمهم مما علمه الله ورباهم على عينه وبدأ يجهز هؤلاء لملاقات الكفار ونحن نعلم أن أول معركة قامت بين المسلمين وبين الكافرين لم تقم ابتداء من الرسول عليه السلام وأصحابه وإنما دفاعا عن بلد المسلمين الذي غزي من الكافرين كما هو معروف في السيرة وفي قصة غزوة بدر المعروفة لذلك الجهاد يحتاج إلى مقدمات ومقدمات كثيرة وكثيرة جدا .