جمع الشيخ لجواب بقية الشبهات السابقة مع الجواب على الشبهة الحالية . حفظ
الشيخ : وهذا يربطنا ببعض الأسئلة التي سبق أن تلوتها علينا نضم الجواب عن ذاك السؤال المتعلق بالجهاد فيبدو أن هؤلاء الناس لا يفرقون بين جهاد وجهاد . لا يفرقون بين الجهاد الدفاع الذي معناه أن المسلمين هُجموا في عقر دارهم فعلى المسلمين كلهم حتى النساء أن يقوموا كل فرد منهم بما يستطيع من جهاد لدفع صائلة هؤلاء الأعداء المهاجمين للمسلمين في عقر دارهم . هنا لا يرد موضوع الإمارة والأمير والإستعداد الواجب أن يقوم به المسلمون بينما الجهاد الذي نحن نقول لا بد له من إمارة ولا بد له من قيادة ولا بد له من استعداد بالمعنيين المعنوي والمادي إلخ . الجهاد المقصود به نقل الدعوة الإسلامية من بلد إسلامي إلى بلد غير إسلامي ولذلك فهم في الواقع يخلطون شعبان برمضان . يخلطون الفرض العيني بالفرض الكفائي فالجهاد الأول الذي ذكرته آنفا في كلامي وهو الدفاع عن البلد المسلم المهاجم هذا فرض عين على كل مسلم أما الفرض الآخر الفرض الكفائي فهو إنما يجب على طائفة من المسلمين دون كل فرد من أفراد المسلمين .
وإذا عرفت هذا التفصيل سقطت أدلتهم كلها التي يسردونها للرد على من ينكر الجهاد من النوع الذي يراد به نقل الدعوة من بلد مسلم إلى بلد كافر .
الذي يراد به مقاتلة من يلينا من الكفار هذا لا بد له من استعداد ولا بد له من تنظيم ولا بد له من كل وسيلة من الوسائل التي فيما يبدو للناس ولا بد ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها أنها من أسباب النصر والغلبة على الكفار .