طريقة تلقي العلم عند السلف هو التعلم على يد العلماء بخلاف الصوفية الذين طريقهم في ذلك هو الإلهام، وذكر كلام الغزالي في ذلك. حفظ
الشيخ : فإننا لا نعتقد أن هناك طريقا لطلب العلم سواء الطريق الذي يعرفه كل الناس و هو أن يتلقى الجاهل العلم عن العالم فليس لدينا طريق يدعيه بعض المنتسبين إلى بعض الطرق الصوفية أنه يمكن للإنسان لو كان أميا لا يقرأ و لا يكتب أن يتلقى العلم بغير هذا الطريق المتبع في تلقي العلم و هو ما يسمونه بالإلهام الإلهام عند كثير من الصوفية يكاد يشبه الوحي و من المؤسف أن نذكر هذه الحقيقة المُرة و هي أن الإمام الغزالي يذكر شيء من هذا الطريق الإلهامي في أول كتابه " إحياء علوم الدين " فيذكر أن الإنسان مع مجاهدته لنفسه و مراقبته لربه و منجاته إياه في خلواته يمكن أن يتلقى من الإلهام علم ما لا يعلم و يذكر هو غيره طريقة خاصة أن يجلس في غرفة مظلمة و أن يضع رأسه على ركبيتيه و أن يغمض عينيه و أن يجلس هناك في ظلمات ثلاث ظلمة الغرفة و ظلمة غمض العين و ظلمة ... الإتجاه الذي يتجه فيه على خلاف تلقي العلم فيترقب أن ينزل عليه شيء من الوحي الذي يسمونه بالإلهام من هنا جاءت عبارة يردّدها كثير من الصوفية المتقدمين منهم و المتأخرين و هي قولهم " حدثني قلبي عن ربي " لا يقول أحدهم كما يقول أئمة الحديث حدثني فلان عن فلان و لا يقول أحدهم كما علماء الفقه قال فلان في كتابه عن فلان و أننا فورا يقول حدثني قلبي عن ربي .