كلام الشيخ على العلامة الأولى من علامات الساعة الكبرى وهي طلوع الشمس من مغربها . حفظ
الشيخ : طلوع الشمس من مغربها مما جاء ذكره في القرآن الكريم كما هو معلوم وأما يوم تطلع من مغربها يومئذ لا تنفع نفس إيمانها لم تكن قد آمنت من قبل و هذا بلا شك يحتاج إلى كثير من الإيمان لا سيما عند الناس الذين يدرسون العلم الحديث و علم الفلك و نحو ذلك والذين يغلب عليهم إلا من يشاء الله منهم التمسك بالنظم و بالسنن التي يسمونها بالسنن الكونية أو الطبيعية ثم ينسون و بعضهم يجحدون الذي سنها والذي نظمها هذا التنظيم البديع فطلوع الشمس من مغربها معنى ذلك قلب نظام هذا الكون بلا شك هذا القلب لا يتسع للإيمان به إلا قلب كل مؤمن آمن بربه عز و جل و أنه فعال لما يشاء و لما يريد و خلاق كما يشاء و كما يريد كما قال عز و جل (( وربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة سبحانه و تعالى عما يشركون )) على أن طلوع الشمس من مغربها هو ... نظام هذا الكون من أصله كما جاء في كثير من الآيات الكريمة (( إذا الشمس كورت و إذا النجوم انكدرت وإذا الجبال سيرت )) هذا كله إشارة إلى أن هذا الكون المنظم بهذا التنظيم سيتصرف فيه رب العالمين تصرفا يغيّر في هذا الكون ما يشاء من تغيير كما قال (( يوم تبدل الأرض غير الأرض و السماوات و برزوا لله الواحد القهار )) فمن أوائل الإشارة إلى هذا التغيير الجذري إنما هو طلوع الشمس من مغربها الذي يطلعها كل يوم من مشرقها ليس بعاجز أن الله عز و جل يطلعها من مغربها إيذانا بأن هذه الدنيا انتهت و لذلك جاء الوصف السابق بأن يوم تطلع الشمس لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل هذا أول شروط الساعة و التي اصطلح العلماء على تسميتها بشروط الساعة الكبرى فالرسول صلوات الله و سلامه عليه يقول هنا ( بادروا بالأعمال ستا أولها طلوع الشمس من مغربها ) ذلك لأن الأمر حين ذاك خطير المسلم المذنب إذا لم يتب قبل طلوعها لا تنفعه توبته ، الكافر إذا لم يتب من كفره لم تنفعه توبته و هكذا ، فهنا تجب المبادرة إلى التوبة من الأعمال الصالحة و بالأولى و الأحرى أن يبادر الكفار و المنافقون أن يعودوا إلى ربهم و يؤمنوا بإسلامهم .