جواز غيبة الرجل إذا ترتبت عليه مصلحة . حفظ
الشيخ : من أهما أن ذكر بني سلمة للرسول عليه السلام في غيبة جدّ بن القيس رئيسهم أنه بخيل هنا فائدة فقهية و هي أنه يجوز استغابة الرجل إذا ترتب من وراء ذلك مصلحة شرعية هذه غيبة قول أهل بني سلمة للرسول عليه السلام لما سألهم عن رئيسهم أو سيدهم فلان على أنا نبخّله ، فتبخيلهم إياه أي وصفهم إياه بالبخل فهذه غيبة لأنه يعرف كل واحد منكم أن الغيبة ... على الآداب الإسلامية ، فقول القائل نبخله يعني نجده بخيلا هذه غيبة لأن الغيبة كما قال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح ( الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ) و كلّ منّا إذا ذكر بما فيه من الخلق السيء فهو غيبة بلا شك إذا قلت زيد من الناس بخيل فهذا يكره و لو يعرف حاله أنه بخيل إذا قلت فلان غضوب و هو كان غضوب لكن هذا الشيء يكرهه و على ذلك هذا فقس كله غيبة لأن الرسول عليه الصلاة يقول ( الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ) و قال السائل كأنه يتوهم أن ذكر الإنسان بما فيه لا حرج فيه فلما ذكر الرسول عليه السلام أنه فيه كل حرج قال ( فإذا لم يكن ما ذكرته فيه فقد بهتّه ) بهتان هذا إثم أكبر و أكبر إذا كانت الغيبة ذكرك أخاك بما يكره فكيف وصف أهل بني سلمة رئيسهم و سيدهم بحضرة الرسول عليه الصلاة و السلام بأنه بخيل و أقرهم الرسول على ذلك و ما قال لهم آش بتسوا ليش تغتتابوه كما يفعل بعض المتورعين بل بعض المتنطعين حينما تأتي ... بوصف رجل ما بخلق سيء فيه تحذيرا للناس يقول واحد متورع أو متنطع ... فيجب أن نعرف تفصيل قول في الغيبة و هذا الحديث يعطينا مثالا من أمثلة هذا التفصيل الأصل أن الغيبة محرمة و ضابطها أن المستمع ليس له مصلحة دينية حينما يستغيب المستغاب و إنما هو " تفشيش خلق " أو من باب التسلية .... أو ما شابه ذلك هذا كله غيبة محرمة أما إذا كانت الإستغابة لا يقصد بها الترويح عن النفس و إنما المقصود بها مصلحة إسلامية فهذه تكون غيبة جائزة و هنا طبعا تتنوع بصور شتى ... .