تذكير الشيخ بأدب عظيم من آداب الإسلام وهو أدب الاجتماع في مجالس العلم والوعظ واستدلاله بالحديث الصريح حديث أبي ثعلبة الخشني . حفظ
الشيخ : يبدو أنه لابد من التذكير ما بين آونة و أخرى ببعض السنن و الآداب الإسلامية التي أصبحت مجهولة علما و متروكة عملا ، لقد كنا ذكرنا في أكثر من مرة بمثل هذه المناسبة و لمثل هذه الجلسة أن لمجالس العلم آدابا ومن ذلك أنه لا يصح التفرق في مجالس العلم أن نجلس هكذا كيفما اتّفق أو كيفما راق لأحدنا فهذا ليس من أدب العلم في شيء مطلقا ، ذلك مجالس القهاوي و النوادي يأتي الآتي ما يأتي من تلك المجالس إما للترويح عن النفس زعموا أو للتسلية أو نحو ذلك فهو حر يجلس أينما شاء و كيفما شاء أما مجلس العلم فله آدابه فقد ذكرت لكم أكثر من مرة حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه الذي يقول فيه أنهم كانوا إذا سافروا مع النبي صلوات الله و سلامه عليه و نزلوا منزلا تفرقوا في الوديان و الشعاب فسافروا يوما و نزلوا واديا و تفرقوا كما كانوا يفعلون سابقا و هذا التفرق يوحيه المصلحة الذاتية و الشخصية حيث كل شخص منهم يختار المكان المناسب له الذي له ظل وارف مثلا فتفرقوا كما كانت عادتهم فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لهم ( إنما تفرقكم هذا من عمل الشيطان ) إنما تفرقكم هذا في الوديان و الشعاب من عمل الشيطان قال أبو ثعلبة رضي الله عنه " فكنا بعد ذلك إذا نزلنا منزلا اجتمعنا فيه حتى لو جلسنا على بساط لوسعنا " فأحق المجالس بالمحافظة على مثل هذا الأدب أدب التجمّع هو العلم مجالس العلم و لا أريد أن أطيل لأن الحصة التي خصصتها في هذا الدرس الذي بدأت باستئنافه بعد ترك له مدة طويلة اضطرارا الوقت نصف ساعة فقط لدرس الترغيب لذلك لا أريد أن أطيل في توضيح السر و الحكمة من هذا الإجتماع الذي يوحيه لنا هذا الحديث الصحيح ولكني أجمل القول فأقول ... .