كيف تحصل عملية استماع الجن من السماء وهل صحيح أنهم يتراكبون حتى يصلون إلى السماء وهل هم يعلمون الغيب؟ حفظ
السائل : بالنسبة لعلم الغيب نعلم أنه لا يعلم الغيب إلا الله في السماوات والأرض ولكن كيف تحصل عملية سماع الجن وإعطائهم المعلومات لبعض الكهان وهل صح أنهم يتراكبون حتى يصلوا إلى السماء وهكذا يتم السمع وإذا تم السمع من هناك فكيف تتم عملية السمع من السماء ؟
الشيخ : هذا كان قبل الإسلام أنه كان الجني يسترق السمع فيسمع شيئا ثم يلقيه في أذن قرينه من الإنس ويضيف إلى ماسمعه تسعة وتسعين كذبة فيلقن ذلك قرينه من الإنس فيتحدث فيصيب بذاك الذي كان سمعه من السماء ويخطئ في الأخريات لكن هذا انقطع وهذا من خصوصيات النبي صلى الله عليه وآله وسلم والجن لا يعلمون الغيب والغيب له معنيان غيب بما سيكون وغيب عن بعض العقول والأذهان فهذا النوع الثاني ممكن أن يطّلع عليه بعض الناس من الناس من الإنس فضلا عن الجن فالجن وهنا يأتي ضلال بعض الإنس من الذين يستعينون لاكتشاف بعض الضائعات أو المفقودات من الأمتعة فنظرا لما ذكرناه آنفا من القدرة التي أعطي الجن من الله عز و جل فقد يكون عنده من الإستطاعة أن يكتشف الشيء الضائع أكثر من الإنس فهو لا يعلم الغيب وإنما دائرة إطلاعه على الواقع أكثر من دائرة الإنس بعامة فهذا الإطلاع الذي يختص به الجني في معرفة بعض الأمور الواقعة وليس المستقبلية يتوهم بعض الناس أن هذا إطلاع على الغيب مع ذلك فهذا الإطلاع وهذا الاكتشاف لبعض أو للواقع ليس للجني السلطة الكامنة والدليل على ذلك قصة سليمان عليه السلام حينما قام يصلي وجاءه الموت وهو متكئ على عصاه واستمر على ذلك ما شاء الله أن يستمر حتى جاءت الأرضة وبدأت تأكل عصا من الأسفل حتى قصرت فوقع فما عرفت الجن ، الجن الذين كانوا محكومين من سليمان عليه الصلاة والسلام أي كانوا عبيدا وكانوا أسرى كمعجزة من الله عز وجل أعطاها له ما استطاعوا أن يتخلصوا بعلمهم الغيب لأنهم لا يعلمون الغيب إلا لما رأوا أن سليمان عليه السلام وقع على الأرض هذا مذكور في القرآن في آية لا أستحضرها الآن وهي معروفة و الحمد لله نعم
السائل : (( فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ))
الشيخ : (( ما لبثوا في العذاب المهين )) نعم فإذًا الجن كالإنس لا يعلمون الغيب كل مافي الأمر أن طاقة الجن وقدرتهم في الإطلاع على الواقع أوسع من الإنس فهم يستعبدون الإنس بهذا العلم الواسع ويزعمون أنهم يعلمون الغيب وبعض الإنس لجهلهم بهذه الحقيقة يؤمنون بذلك ولهذا قال تعالى (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )) ولذلك فلا يجوز للمسلم أن ينشئ أي علاقة بينه وبين شخص من عالم الغيب يقول أنه من الجن ، أما التزاوج بين الإنس والجن فهذا حديث خرافة وقد مضى على المسلمين هذه القرون الكثيرة ولم ينقل عن من يوثق بعلمه وبصلاحه وتقواه أنه تزوج إنسية اللهم إلا ما ذكره الحافظ الإمام الذهبي في كتابه ميزان الاعتدال في ترجمة المسمى بمحيى الدين ابن عربي أنه كان ينقل عن ابن عربي هذا أنه كان يقول لا يمكن للإنسي أن يتزوج بالجنية لما بينهما من اختلاف في طبيعة الخلق حتى رؤي ذات يوم وقد عصب رأسه بعصابة فلما سئل عن ذلك قال اختلفت أنا و زوجتي الجنية فرمتني بالقبقاب ففجتني في جبهتي فهذه العصابة ! فقال الحافظ الذهبي ... قال خلق الإنس من تراب من طين وخلق الجان من مارج من نار ولذلك فلا يمكن التزاوج بينهما وحينما نقول هذا نقوله على أساس بقاء الجن على حقيقة خلقتهم أما إن تتطور إلى إنسان لأنه له تلك الإمكانية كما تدل على ذلك بعض النصوص فهذا شيء آخر .