ما تعليقكم على عبارة ( المرسل إذا عمل به الصحابي يؤخذ به ) ؟ حفظ
السائل : تعليق على عبارة المرسل إذا عمل به الصحابي فهو حجة تعليق على ... .
الشيخ : بارك الله فيك هو الحديث المرسل أظنك تعلم أن علماء الأمة وفيهم بعض علماء الحديث قد اختلفوا في الاحتجاج به فمنهم ومنهم أي منهم من احتج به لوحده دون أن يكون هناك ما يدعم به كالإمام مالك رحمه الله و أبي حنيفة و رواية عن الإمام أحمد قالوا بحجية الحديث المرسل إذا كان مرسله ثقة و بطبيعة الحال كان السند إليه صحيحا لكن جمهور علماء الحديث لا يجيزون الاحتجاج بالحديث المرسل بل يجعلونه قسما من أقسام الحديث الضعيف ولكن في الوقت الذي يلحقونه بالحديث الضعيف فهم قد ذكروا أن الحديث الضعيف يتقوى ببعض الشواهد التي تأتي مطابقة لدلالته فذهب بعض العلماء أن حديثا مرسلا إذا جاء عن بعض الصحابة صحيحا أنه عمل بما فيه كان هذا دليلا على أن ماجاء في الحديث هو ثابت في واقع نفسه لأن الأصل أن الصحابي لا يعمل برأيه وباجتهاده إلا فيما ندر ثم أنا أضيف إلى هذا شيئا وهو إذا جاء عن صحابي رأي ليس معه حديث ضعيف سواء كان الضعف ناشئا من إرسال المرسل له أو من ضعف طرأ في إسناده المسند إلى الصحابي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في تضاعيف سلسلة إسناده سواء كان هذا أو هذا المهم أنه إذا جاء أثر عن صحابي بسند صحيح ثم لم يأتِ حديث ولو ضعيف بأي نوع من أنواع الحديث الضعيف وكان لا يعرف له مخالف في الصحابة فيكون عمله حجة بالنسبة للخلف فبالأولى والأحرى إذا تأيّد رأي هذا الصحابي بحديث مرسل أو حديث مسند لكن فيه ذاك الضعف الذي أشرت إليه آنفا حينئذ نقول يتقوى رأي الصحابي بالحديث الضعيف ويتقوى الحديث الضعيف برأي الصحابي فنخرج بنتيجة أن هذا الرأي مرفوع ، من الأمثلة ... .
السائل : مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ : هذا هو لأن هو المرسل مرفوع لكن السند
السائل : يعني ممكن أن يقال في حكم المرفوع
الشيخ : في حكم المرفوع
السائل : نعم وليس مرفوعا
الشيخ : طبعا لا ، حكم المرفوع أردت أن أقول مثال معروف في صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال " نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الشرب قائما " وفي رواية " زجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الشرب قائما " قيل لأنس فالأكل ؟ قال " شر " هذا جواب من أنس بن مالك لا يسعنا إلا أن نتبناه لماذا ؟ لأنه أولا صحابي جليل خدم الرسول عليه السلام عشر سنين ، ثانيا روى حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي والزجر عن الشرب قائما فلما سئل فالأكل ؟ قال الأكل شر فالشاهد يرى ما لا يرى الغائب فهو حينما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ذاك النهي الصريح عن الشرب قائما وأجاب ذاك الجواب عن الأكل قائما فهذا دليل أنه قد استوعب هذا الجواب مما كان سمعه من الرسول عليه السلام فنحن نعمل بهذا الأثر عن هذا الصحابي وهو غير مرفوع فإذا جاء حديث ضعيف بهذا المعنى على الأقل فهذا الحديث يأخذ قوة لكن لا نستطيع أن نقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إذا جاءت له شواهد أخرى طيب الوقت الآن الحادية عشرة ونصف فلعلنا نكتفي بهذا القدر ونسأل الله أن يجمعنا وإياكم قريبا في مناسبة أخرى ونستغفر الله وانصرفوا راشدين .