بيان الشيخ لبعض ما يفعله أهل البدع في المولد وما يذكرونه من الترهات في هذا اليوم . حفظ
الشيخ : و هذا يقال كله إذا وقف الأمر فقط عند ما يسمى بالاحتفال بولادته عليه السلام بمعنى قراءة قصة المولد أما إذا انظم إلى هذه القراءة أشياء و أشياء كثيرة جدا منها أنهم يقرأون من قصته عليه الصلاة و السلام قصة المولد أولا ما لا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم ، و ثانيا يذكرون من صفاته عليه السلام بما يتعلق بولادته ما يشترك معه عامة البشر بينما لو كان هناك يجب الاحتفال أو يجوز على الأقل بالرسول صلى الله عليه و سلم كان الواجب أن تذكر مناقبه عليه الصلاة و السلام و أخلاقه و جهاده في سبيل الله و قلبه لجزيرة العرب من الإشراك بالله عز و جل إلى التوحيد من الأخلاق الجاهلية الطالحة الفاسدة إلى الأخلاق الإسلامية كان هذا هو الواجب أن يفعلوا لكنهم جروا على نمط قراءة موارد لا سيما إلى عهد قريب عبارة عن أناشيد و عبارة عن كلمات مسجعة و يقال في ذلك من جملة ما يقال مثلا مما بقي في ذاكرتي و العهد قديم حملت به أمه تسعة أشهر قمرية ما الفائدة من ذكر هذا الخبر و كل إنسان منا تحمل به أمه تسعة أشهر قمرية ؟
السائل : ... .
الشيخ : هو هذا ، فالقصد هل أفضل البشر و سيد البشر عليه الصلاة و السلام يذكر منه هذه الخصلة التي يشترك فيها حتى الكافر إذا خرج القصد من المولد خرج عن هدفه بمثل هذا الكلام الساقط الواهي بعضهم مثلا يذكرون بأنه ولد مختونا ... و هذا من الأحاديث الضعيفة و الموضوعة فهكذا يمدح الرسول عليه السلام يعني نقول أنه الاحتفال في أصله لو كان ليس فيه مخالفة سوى أنه محدث لكفى وجوبا الابتعاد عنه للأمرين السابقين لأنه محدث و لأنه تشريع و الله عز و جل لا يرضى من إنسان أن يشرع للخلق ما يشاء فكيف و قد انضم إلى المولد على مر السنين أشياء و أشياء مما ذكرنا ومما يطول الحديث فيما لو افترضنا الكلام على ذلك فحث المسلم إذا التذكير هنا و النصيحة أن يعلم أن أي شيء لم يكن في عهد الرسول عليه السلام و في عهد السلف الصالح فمهما زخرفه الناس و مهما زينوه و مهما قالوا هذا في حب الرسول فأكثرهم كاذبون لا يحبون الرسول إلا باللفظ و إلا بالغناء و التطريب ونحو ذلك مهما زخرفوا هذه البدع فعلينا نحن أن نظل متمسكين بما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم أجميعن .