بيان ما وقع فيه الخلف الطالح من أصناف الغلو . حفظ
الشيخ : كما وقع من الخلف الطالح نحن نقرأ في بعض الرسائل التي ألفت حول هذا المولد الذي نحن في صدد بيان أنه محدث جرت مناقشات كثيرة مع الأسف و الأمر كالصبح أبلج واضح جدا فناس ألفوا في بيان ما نحن في صدده أن هذا ليس من عمل السلف الصالح و ليس عبادة و ليس طاعة و ناس تحمسوا و استلسموا لعواطفهم و أخذوا يتكلمون كلاما لا يقوله إلا إنسان ممكن أن يقال في مثله إن الله عز و جل " إذا أخذ ما وهب أسقط ما أوجب " لماذا ؟ لأن في المولد حسب الطريقة القديمة ما أدري الآن لعلهم نسخوها أو عدلوها كانوا يجلسون على الأرض فكانوا إذا جاء القارئ لقصة ولادة الرسول عليه السلام و وضع أمه إياه قاموا جميعاً قياماً و كانوا يبطشون بالإنسان إذا لم يتحرك و ظل جالساً فجرت مناقشات حول هذا الموضوع فألف بعضهم رسالة فقال هذا الإنسان الأحمق قال لو استطعت أن أقوم لولادة الرسول عليه السلام على رأسي لفعلت هذا يدري ما يقول ؟! الحق ما قال الشاعر :
" إن كنت لا تدري فتلك مصيبة *** و إن كنت تدري فالمصيبة أعظم "
ترى إذا عملنا مقابلة بين هذا الإنسان الأحمق و بين صحابة الرسول الكرام حسبنا واحد منهم مش الصحابة حتى ما نظلمهم ترى من الذي يحترم و يوقر الرسول عليه السلام أكثر أذاك الصحابي الذي إذا دخل الرسول عليه السلام لا يقوم له أم هذا الخلف الأحمق يقول لو تمكنت لقمت على رأسي هذا كلام إنسان مثل ما قلنا آنفاً يعني هايم ما يدري ما يخرج من فمه و إلا إذا كان يتذكر سيرة الرسول عليه السلام و أخلاقه و تواضعه و أمره للناس بأنه ما يرفعوه إلى آخر ما ذكرناه آنفاً كما تجرأ أن يقول هذه الكلمة لاسيما و هو يقول ذلك بعد وفاته عليه السلام حيث الشيطان يتخذ طريقا واسعا جدا لإضلال الناس و ... الناس لنبيهم بعد وفاته أكثر منه في حياته عليه السلام لأن النبي صلى الله عليه و سلم و هو حي يرى فينصح و يذكر و يعلم الناس و هو سيد المعلمين فلا يستطيع الشيطان أن يتقرب إلى أحد بمثل هذا التعظيم الذي هو من باب الشرك أما بعد وفاته عليه السلام فهنا ممكن أن الشيطان يتوغل إلى قلوب الناس و إخراجهم عن الطريق الذي تركهم الرسول صلوات الله و سلامه عليه فإذا كان النبي صلى الله عليه و آله و سلم في حياته ما يقوم له أحد و هو أحق الناس بالقيام لو كان سائغاً فنحن نعلم من هذا الحديث حديث أنس أن الصحابة كانوا يحبون الرسول عليه السلام حبا حقيقياً و أنهم لو تركوا لأنفسهم لقاموا له دائما و أبداً و لكنهم هم المجاهدون حقاً تركوا أهواءهم اتباعاً للرسول عليه السلام و رجاء مغفرة الله عز و جل ليحظوا بحب الله عز و جل لهم فيغفر الله لهم هكذا يكون الإسلام فالإسلام هو الاستسلام هذه الحقيقة هي التي يجب دائما نستحضرها و أن نبتعد دائماً و أبداً عن العواطف التي ... الناس كثيراً و كثيراً جداً فتخرجهم عن سواء السبيل لم يبق الآن من تعظيم الرسول عليه السلام في المجتمعات الإسلامية إلا قضايا شكلية أما التعظيم الحق كما ذكرنا و هو إتباعه فهذا أصبح محصوراً أصبح محدوداً في أشخاص قليلين جداً و ماذا يقول الإنسان في الاحتفالات اليوم رفع الصوت و التطريب و غناء لو رفع صوته هذا المغني و اضطرب و حرك رأسه و ذقنه و نحو ذلك أمام الرسول صلى الله عليه و سلم لكان ذلك لا أقول هل هو الكفر و إنما هو إهانة للرسول عليه السلام عليه السلام و ليس تعظيما له و ليس حبا له لأنه حينما ترونه يرفع صوته و يمد و يطلع و ينزل في أساليب موسيقية ما أعرفها و هو يقول يفعل ذلك حبا في رسول الله أنه كذاب ليس هذا هو الحب ، الحب في اتباعه و لذلك الآن تجد الناس فريقان فريق يقنعون لإثبات أنهم محبون للرسول عليه السلام على النص على الصمت و هو العمل في أنفسهم في أزواجهم في ذرياتهم و ناس آخرون يدعون هذا المجال فارغا في بيوتهم في أزواجهم في بناتهم في أولادهم لا يعلمونهم السنة و لا يربونهم عليها كيف و " فاقد الشيء لا يعطيه " و إنما لم يبق عندهم إلا هذه المظاهر إلا الاحتفال بولادة الرسول عليه السلام ثم جاء ... على إبالة كما يقال فصار عندنا أعياد و احتفالات كثيرة كما جاء الاحتفال بسيد البشر تقليداً للنصارى كذلك جرينا نحن حتى في احتفالنا بمواليد أولادنا أيضاً على طريقة النصارى .